- الإخوان أكبر حركة إسلامية سلمية في العالم

- حماس أثبتت وجودها على الساحة الفلسطينية

- هناك إشكالية في تعريف الجماعات الإسلامية

 

- تقرير: حسونة حماد

 

 غلاف دليل الحركات الإسلامية في العالم

أطلق مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام أول دليلٍ من نوعه عن الحركات الإسلامية في العالم، ويضم الدليل ثلاثةَ أقسامٍ رئيسةٍ، الأول: مَن الحركات الإسلامية، والتعريف بها وأنشطتها، ويضم ثمانيَ دراساتٍ أهمها دراسة حول جماعة الإخوان المسلمين في مصر، والثانية حول تنظيم قاعدة الجهاد، ثم ما تبقَّى من جماعة الجهاد المصرية، ودراستان عن فلسطين (تشمل الأولى حركة المقاومة الإسلامية حماس، والثانية حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني)، ودراسة ثالثة عن الجماعة الإسلامية الإندونيسية، وأخرى عن جنوب شرق آسيا، ودراسة حركة المجاهدين في كشمير، ثم عن حزب العدالة والتنمية في تركيا.

 

أما القسم الثاني فيتحدث عن رءوسٍ وأفكارٍ للحركات الإسلامية عمومًا، وأفرد هذا القسم جزءًا خاصًّا عن كيف يفكر أسامة بن لادن، والأبعاد المختلفة لخطابه، وبه خمس دراسات، الأولى: حول تطور خطاب بن لادن قبل وبعد 11 سبتمبر 2001م، والثانية: عن موضع قضية فلسطين لدى أسامة بن لادن في خطبه، والثالثة عن تفكيره الاقتصادي وكيف يفكر، والدراسة الرابعة عن تفكيره العسكري والعمليات التي يقوم بها، ثم دراسة خامسة حول المراجعات الفكرية للجامعة الإسلامية المصرية.

 

أما القسم الثالث والأخير فيتعلق بالقيادات الفكرية والحركية للحركة الإسلامية، وبه دراستان، الأولى: عن الدكتور حسن الترابي- الزعيم الإسلامي المعروف في السودان، والثانية: عن عبد القادر بن عبد العزيز، وهو اسم حركي لأمير جماعة الجهاد السابق في مصر (سيد إمام الشريف)، وأهميته ترجع إلى أنه مؤلف لكتابين رئيسيين في العالم الجهادي بشكلٍ عام، هما كتاب (العمدة في إعداد العدة)، (والجامع في طلب العلم الشريف).

 

إشكاليات التعريف

وأوضح الدليل أن هناك إشكالياتٍ في تعريف وتصنيف الحركات الإسلامية، مشيرًا إلى أن مصطلح الحركات الإسلامية قد عانى دائمًا- حتى قبل هجمات سبتمبر- من درجةٍ عاليةٍ من الغموض والتشويش بالرغم من كثرةِ الدراسات والمقالات التي عالجت جوانبَ مختلفةً لتلك الحركات، وأكد أن التعريف الدقيق بالحركات الإسلامية هو تلك الجماعات التي تشترك معًا في اعتبار أحد جوانب الإسلام أو تفسيراته الإطار المرجعي لها، سواء فيما يخص وجودها وأهدافها، والتي تنشط بطرقٍ مختلفةٍ من أجل تطبيق الصورة التي تراها للإسلام في المجتمعات والدول والمجالات التي توجد بها.

 

وتناول الدليل خريطة الحركات الإسلامية وصنَّفها إلى فئتين رئيسيتين لا يجمع بينهما سوى الانتساب وقراءة ذلك الإسلام وهما:

أولاً: الحركات الإسلامية الدينية، وتنقسم إلى قسمين رئيسيين، القسم الأول: الحركات المتطرفة السلمية، وتشمل حركات التكفير والهجرة، وحركات إعادة الدعوة، أما القسم الثاني من الحركات الجهادية العنيفة، ونتيجة اختلاف ظروف ومراحل ومناطق نشأة تلك الحركات، فإنها توزَّعت بين أقسام ثلاثة، أولها: الحركات محلية الطابع، وثانيها: الحركات الاستقلالية والانفصالية، وثالثها: الحركات دولية المجال.

 

ثانيًا: الحركات السياسية- الاجتماعية ذات البرنامج الإسلامي، وقسَّمها الدليل إلى نوعين، الأول: الحركات السلمية الساعية للحكم، ومن أبرزها- كما يرى الدليل- جماعة الإخوان المسلمين في مصر والبلدان العربية الأخرى، وجماعة النهضة في تونس، والجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر، والثاني: حركات التحرر الوطني المسلحة، وأبرزها في الوقتِ الحالي حركة المقاومة الإسلامية حماس وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينيتين، وحزب الله اللبناني.

 

الإخوان

وفي القسم الأول من الدليل احتلت جماعة الإخوان المسلمين في مصر الصدارة؛ حيث أكَّد الدليل أنها كبرى الحركات الإسلامية في المنطقة العربية على الأقل، وكانت- ولا تزال- ذات تأثير كبير على مختلف المستويات الفكرية والاجتماعية والسياسية في معظم البلدان العربية وخارج نطاقها.

 

وتحدث الدليل عن أهم التطورات التي شهدتها جماعة الإخوان المسلمين بعد أحداث 11 سبتمبر وخلال عام 2002م بشكل خاص وهي:

 

أ. مصطفى مشهور

 

أولاً: اختيار المرشد الجديد بعد وفاة المرشد العام الخامس لجماعة الإخوان المسلمين، الشيخ مصطفى مشهور في 14/11/2002م وضرورة وجود مرشد عام جديد.

 

ثانيًا: التيار التجديدي وحركة الإخوان المسلمين الذي أشار فيه إلى أن جماعة الإخوان تتعرَّض- كأي جماعة سياسية واجتماعية- لمجموعة من الصعوبات والتحديات التي تواجه مشروعها السياسي الإصلاحي والتغييري، مؤكدًا على أنها تنبع من ثلاث مستويات متفاعلة:
المستوى الأول: تحديات البيئة الدولية والإقليمية، ومنها تحدي الخضوع للهيمنة الأمريكية والغربية، والتي تعتبرها إجمالاً من أقوى التهديدات للهيمنة والمصالح الأمريكية في المنطقة، وتحدي التسوية مع الدول العبرية التي تدرك- على نحو واضح- أن أحد أعدائها الرئيسيين هي جماعة الإخوان المسلمين ذات الامتداد الشعبي الكبير، وتحدي علاقة الأنظمة بجماعة الإخوان المسلمين، والتي تعتبرها غالبية الأنظمة السياسية الحاكمة النقيض الأساسي والمنافس الرئيسي لها في الوقت الحالي.

 

المستوى الثاني: ويتحدث عن تحديات السياق المجتمعي الذي تعمل فيه الحركة ومنها:
شعبية الحركة الإسلامية، والتي تحوز وفْق بعض التقديرات على (20 – 25%) من تعاطف مجتمعات تلك الدول، والدور القيادي أو القائد في المجتمع باعتبار أنها قدَّمت نفسها كقيادة للإصلاح والتغيير في مجتمعاتها.

 

أما المستوى الثالث: فيتحدث عن تحديات من داخل الحركة الإسلامية نفسها، ومنها الرؤية والمشروع والقيادة وتناقض الرؤى بصدد الأهداف وأساليب الإصلاح والتغيير.

 

وذكر الدليل بعض الأفكار الجديدة لجماعة الإخوان المسلمين في وثائقَ وبياناتٍ موجهة للأمة منذ منتصف تسعينيات القرن العشرين أو قبلها، أهمها الموقف مع الآخر، وتداول السلطة، والموقف من الديمقراطية، والتحول إلى حزب سياسي.

 

ثالثًا: علاقة الإخوان المسلمين بالسلطة السياسية: وأشار خلالها إلى أن علاقة جماعة الإخوان المسلمين بالدولة المصرية في عهد الرئيس مبارك منذ عام 1981م قد مرَّت بثلاثِ مراحلَ، المرحلة الأولى وصفها الدليل بمرحلة التجاهل والتسامح، وقد أدى ذلك إلى تمتع الإخوان بقدرٍ واسعٍ من حرية الحركة والتعبير، وأتاحت دعم وجودهم السياسي والشعبي في مصر، ومد نفوذهم إلى مؤسسات وقطاعات سياسية ومهنية، مثل مجلس الشعب والنقابات المهنية واتحادات الطلاب بالجامعات ونوادي هيئات التدريس.

 

أما المرحلة الثانية فبدأت بانتهاء انتخابات مجلس الشعب لعام 1987م والتي كشفت حجم القوة الكبيرة للإخوان في ظل تحالفهم مع حزبي العمل والأحرار تحت شعار (الإسلام هو الحل)، وأطلق الدليل على هذه المرحلة (التخوف والاحتكاك).

 

وفي عام 1992م استطاع الإخوان السيطرة على مجلس نقابة المحامين الذي ظل حكرًا- طيلة تاريخها- على التيارين الليبرالي والحكومي، مما زاد من تخوف الدولة منهم.

 

ومنذ بداية عام 1993م وحتى الوقت الحالي يرى الدليل أن علاقة الإخوان بالدولة انتقلت إلى المرحلة الثالثة، وهي مرحلة التدهور والصدام، والتي انتشرت خلالها الجماعة بشكلٍ كبيرٍ في مختلف قطاعات المجتمع السياسي والنقابي.

 

رابعًا: تفاعلات عام 2002م: وقد ركَّز الدليل في هذا الجزء على دراسة أبرز تفاعلات الدور السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر خلال عام 2002م والتي تمثَّلت في الانتخابات التكميلية لمجلس الشعب بالإسكندرية، والتي أسفرت عن حصول مرشحي جماعة الإخوان المسلمين على أعلى نسبة من الأصوات حسب بيانات وزارة الداخلية، إلا أنَّ الحكومة أعلنت في انتخابات الإعادة فوز مرشحي الحزب الوطني.

 

ثم حملات القبض والاعتقال ضد جماعة الإخوان المسلمين، والتي اعتبرها الدليل التطبيقَ العملي لسياسة الحكومة تجاه الجماعة، وكذلك أداء نواب الإخوان المسلمين خلال الدورة الثالثة للمجلس السابق، والتي شهدت نشاطًا مكثفًا من جانب أعضاء الجماعة داخل البرلمان، سواء فيما يتعلق بعضوية اللجان النوعية داخل المجلس أو فيما يتعلق بالمشاركة في الأنشطة الرقابية؛ حيث تقدم نواب الإخوان بعددٍ من الاستجوابات المهمة كان أهمها استجوابات الدكتور أكرم الشاعر عن بحيرة المنزلة، واستجوابين للدكتور حمدي حسن عن تدمير بحيرة مريوط، والمشروع الإنمائي للتطوير، وتنمية الفلاح المصري، والذي يُعدُّ أول استجواب في تاريخ البرلمان المصري يستند إلى شرائط فيديو عن المشروع كوثائقَ رئيسةٍ للاستجواب، واستجواب النائب حسين إبراهيم عن كارثة شركة النصر للملاحات، بالإضافةِ إلى عددٍ من الاستجوابات الأخرى المتعلقة بقضايا الزراعة والبنوك والتعليم، إلى جانب ذلك تقدَّم نواب الإخوان بعددٍ من طلبات الإحاطة والأسئلة ومشاريع القوانين، إضافةً إلى الرد على بيان الحكومة وخطة الموازنة والتي أكد نواب الإخوان أن الموازنة جاءت برَّاقةً في أرقامها مهمشةً في تطبيقاتها وبعيدة عن الواقع والإمكانيات الحقيقية للدولة، وأعلنوا رفضهم لها.

 

وفي خاتمة الجزء الخاص عن الإخوان، أكَّد الدليل على أن جماعة الإخوان هي أهم حركة إسلامية في العصر الحديث أثَّرت في كثيرٍ من بلدان العالم العربي وبعض بلدان العالم الإسلامي، واستمر هذا التأثير طيلة الـ75 عامًا الماضية، إضافةً إلى أن الجماعة حافظت على علاقةٍ طيبةٍ بالأقلية الدينية في مصر وفقًا للمبدأ الشرعي (لهم ما لنا وعليهم ما علينا)، مشيرًا إلى استمرار قوة تواجد الإخوان المسلمين في الشارع المصري.

 

حزب العدالة

وفيما يتعلق بحزب العدالة والتنمية التركي، أشار الدليل إلى إشكالية التوصيف والجذور والتوجه للحزب، كما أشار إلى ولادةِ حزب العدالة والتنمية كقوةٍ سياسيةٍ كبيرةٍ في تركيا، وارتباط هذه الولادة بتطوراتٍ داخليةٍ وقوى خارجيةٍ وقد ذكر الدليل أهداف ومبادئ الحزب وأفكاره الرئيسة، إضافةً إلى تشكيلات الحزب وعملية صنع القرار بداخله، ومقدمات ونتائج وأسباب فوز الحزب في الانتخابات وحصوله على 363 مقعدًا من مقاعد البرلمان الـ 550 عام 2002م، إضافةً إلى تشكيل الحكومة وبرنامجها بعد الفوز الكبير للحزب في الانتخابات.

 

القاعدة

أما عن تنظيم القاعدة، فقد أشار الدليل إلى تدويل (الإسلام الراديكالي) طريق الجهاد والقاعدة، ومعالم المسيرة من معسكر الأنصار إلى قاعدة الجهاد، إضافةً إلى حصاد 2002م والعمليات الموجعة من القاعدة والضربات الأمنية من واشنطن (السلوك الأمريكي ضد القاعدة من حيث التعصب والاعتقال والقتل والهجمات العسكرية)، كما تحدث عن الخطر الذي يمثله تنظيم قاعدة الجهاد على الولايات المتحدة.

 

بالنسبة للدراسة الخاصة بالجماعة الإسلامية في إندونيسيا تحدث الدليل عن جذور نشأة الجماعة ومراحل تطورها، والتي تمثلت في ثلاث مراحل، المرحلة الأولى: مرحلة تطوير البناء التنظيمي للجماعة والتي بدأت عام 1982م، والمرحلة الثانية مرحلة الانتشار وتطوير القدرات العسكرية، والتي بدأت عام 1985م، والمرحلة الثالثة وهي تصاعد الجناح الراديكالي داخل الجماعة، والتي بدأت عام 1998م، كما تحدث عن الهيكل التنظيمي والعلاقات الإقليمية والدولية للجماعة الإسلامية، مع ذكر أهداف الجماعة ومصادرها الفكرية إضافةً إلى البناء الفكري لها.

 

وكشف الدليل عن الأنشطة الرئيسة للجماعة الإسلامية الإندونيسية خلال الفترة (2000- 2002) وتقديم قائمة بأهم التفجيرات التي قامت بها الجماعة خلال العامين (العمليات المنفذة والعمليات المخططة التي لم تُنفذ) وإستراتيجية تعامل الحكومة الإندونيسية مع الجماعة، بل مستقبلها السياسي.

 

كما قدَّم الدليل دراسةً حملت عنوان (ماذا تبقَّى من جماعةِ الجهاد المصرية) أشار فيها إلى تعريف جماعة الجهاد لنفسها ونشأتها التاريخية وعلاقتها بالجماعة الإسلامية من حيث الاندماج والانفصال، إضافةً إلى علاقتها بالظواهري وتنظيم القاعدة والهيكل التنظيمي لها.

 

حماس

أما عن المقاومة الإسلامية حماس، أكد الدليل أن حماس تُعدُّ أبرز حركات المقاومة المسلحة على الساحة الفلسطينية، وهي امتداد لجماعة الإخوان المسلمين، والتي تركزت رؤيتها في المرحلة الأولى على بناء الفرد والأسرة والمجتمع؛ تمهيدًا لإقامة الدولة الإسلامية، كما أشار إلى نشأة ونشاط جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، باعتبار أن حركة حماس تُعُّد جناحًا من أجنحتها؛ حيث تعود جذور نشأة جماعة الإخوان في فلسطين إلى ثلاثينيات القرن العشرين، والتي توطد وجودها في فلسطين مع مشاركة المتطوعين من الإخوان من مصر والأردن في حرب 1948م.

 

مجاهدون من حماس

 

وتحدث الدليل عن انتفاضة 1987م كنقطةٍ فاصلةٍ في نشأة حركة حماس مع الإشارة إلى عدة نقاط أخرى منها:

 

حماس والحوار بين الفصائل الفلسطينية قبل إنشاء السلطة الوطنية، وموقف حماس من اتفاق أوسلو والسلطة الوطنية، وقيادة حماس في الخارج، وفكرة العمل السياسي والعسكري لها، وحماس وانتفاضة الأقصى، وكذلك حماس وإصلاح السلطة الوطنية، وفكرة نزع سلاح المقاومة الفلسطينية، واستئناف الحوار بين الفصائل الفلسطينية، والتعاطي مع مشروعات التسوية السياسية المطروحة.

 

الجهاد الإسلامي

وفيما يتعلق بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، تحدث عن تأسيس وتطور الحركة والهيكل التنظيمي لها، وكذلك الإطار الفكري لها، كما تحدَّث عن الحركة وتفاعلات انتفاضة الأقصى عام 2002م.

 

أما بخصوص حركة المجاهدين في كشمير، فتحدَّث الدليل عن نشأتها التاريخية والبنية التنظيمية لها وعن أيديولوجية الحركة، وتأثير أحداث 11 سبتمبر  2001م عليها ونشاطها (في عام 2002م كنموذج).

 

بن لادن

وفي القسم الثاني من الدليل أكَّد أن هجمات 11 سبتمبر 2001م على نيويورك وواشنطن تعتبر نقطةَ البداية الحقيقة في تعرف العالم على أسامة بن لادن، ليس فقط من كونه زعيمَ تنظيم قاعدة الجهاد، ولكنها أيضًا في التعرف على التصورات والرؤى والأفكار التي يحملها بن لادن ويشكل عبرها مواقفه الحركية من مختلف القضايا العملية، كما أشار إلى ملامح تطور خطاب بن لادن من قبل وبعد سبتمبر 2001م والذي يعتبر تاريخ الغزو الأمريكي لأفغانستان في 7 اكتوبر 2001م المرة الأولى التي يُذاع فيها خطاب لابن لادن باللغة العربية موجه عبر وسيلةٍ إعلاميةٍ واسعةِ الانتشار (قناة الجزيرة الفضائية) بهدف الوصول إلى أوسع جمهور ممكن.

 

سواء كان عربيًّا أو مسلمًا أو غربيًّا وأجنبيًّا بصفة عامة، كما أشار أيضًا إلى أن عدد الكلمات والبيانات والرسائل والخطب والمقابلات التي أجراها بن لادن منذ نهاية الثمانينيات وحتى نهاية 2004م بلغ حوالي 29 وثيقةً باللغة العربية، ونحو 11 مقابلةً صحفيةً وتليفزيونيةً لوسائل إعلامٍ غيرِ عربيةٍ.

 

كما تحدث الدليل عن بداية وحجم اهتمام بن لادن بالقضية الفلسطينية، وعن رؤيته للقضية الفلسطينية والصراع مع الكيان الصهيوني، والتساؤل عن مدى إمكانية ضرب القاعدة لأهداف صهيونية، وأشار أيضًا إلى التفكير الاقتصادي لأسامة بن لادن والأبعاد الاقتصادية لدى تنظيم القاعدة والمتغير الاقتصادي لديه، وإلى مسئولية أحداث سبتمبر عن الأزمة الاقتصادية الأمريكية ومسيرة الاقتصاد الأمريكي خلال الفترة 2000- أغسطس 2001م  وخسائره المباشرة لأحداث سبتمبر، والتي قُدرت في بعض الدراسات بقيمة بلغت 100 مليار دولار، إضافةً إلى إلغاء ما يقارب 100 ألف وظيفةٍ في الأسبوعين التاليين للاعتداءات، وبلغت نسبة البطالة 6% من مجمل القوى العاملة، وتحقيق عجز قياسي في الميزانية الفيدرالية عام 2003م قيمته 300 مليار دولار، إضافةً إلى التراجع لحجم الاستثمارات الأجنبية في الولايات المتحدة.

 

وتحدث الدليل في الدراسة الخاصة بالتفكير العسكري العملياتي لأسامة بن لادن عن موقع بن لادن في هيكل القاعدة والعدو الرئيس للقاعدة في تصورات بن لادن.

 

وكذلك عن سياسة القوى واتجاهات العمل الهجومي للقاعدة في تصوراته، وعن العمليات الدفاعية لمقاتلي القاعدة في ظل قيادة بن لادن، ونهاية العنف المسلح في ظل تقديراته.

 

وفي القسم الثالث، قدَّم الدليل دراستين عن القيادات الفكرية والحركية للجماعة الإسلامية، الدراسة الأولى عن الدكتور حسن الترابي- الزعيم الإسلامي المعروف في السودان- تحدث فيها عن نشأته وزعامته وأهم أفكاره، كما تحدث عن الانقلاب العسكري ونظام الإنقاذ في السودان.

 

والدراسة الثانية عن عبد القادر بن عبد العزيز- أحد قادة التيار الجهادي في مصر، وهو اسم حركي لأمير الجماعة (سيد إمام الشريف)- تحدث فيها أيضًا عن نبذة عنه وعن أهم مؤلفاته، وهما (الجامع في طلب العلم الشريف) و(العمدة في إعداد العدة).