كتب- أحمد رمضان

أكد المشاركون في ندوة (مستقبل الوحدة بين السنة والشيعة في مواجهة الشرق الأوسط الجديد) التي عقدتها جريدة النهوض مساء الأربعاء 30 من أغسطس 2006م أنَّ حربَ لبنان الأخيرة فتحت ملف التقارب بين السنة والشيعة؛ حيث أثبت انتصار المقاومة اللبنانية وقوف الأمة الإسلامية صفًّا واحدًا لتأييدها ودعمها.

 

تحدَّث في الندوة الشيخ السيد عسكر والمهندس سعد الحسيني عضوا مجلس الشعب وعلي أبو الخير الباحث السياسي في مركز يافا للدراسات.

 

في البداية أوضح الشيخ عسكر أنَّ الدولة الإسلامية قامت على الوحدةِ بين جموع المسلمين، وبدأها الرسول بتوحيد الأوس والخزرج، مشيرًا إلى أن الإسلام يُرسي معاني الإخوة بين البشر من الإخوة الإنسانية والإخوة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد على اختلاف دياناتهم ثم الإخوة الإيمانية بين المسلمين.

 

وقال: إنَّ أخطر ما يهدد الأمة الإسلامية الآن إثارة نعرات الفرقة والتعصب على أساس مذهبي أو فقهي أو عرقي؛ لأن الأعداء يرفعون شعار "فرِّق تسد" ويعتمدون عليه في هزيمةِ واحتلال دولِ الإسلام.

 

وأشار عسكر إلى أنَّ الإمام البنا منذ أكثر من نصف قرن فطن لذلك وأدخل في الهيئة التأسيسية لجماعة الإخوان العديد من القساوسة؛ وذلك أيام الاحتلال الأنجليزي؛ لأن البلد تتعرض لاحتلال، مطالبًا بإسقاط ذلك على واقعنا المعاش وعدم التركيز على نقاطِ الخلاف الموجودة بين الشيعة والسنة بالفعل، والتركيز على نقاطِ الاتفاقِ الكثيرة.

 

وقال: إنَّ شريحةً من الشيعةِ مذهبها الفقهي في العبادات والمعاملات هو مذهب الإمام جعفر الصادق الذي نجله ونحترمه، كما أن الأزهر الشريف يعترف به.

 

أما علي أبو الخير الباحث السياسي فقد ألمح إلى نقطتين مهمتين وهي التأويل الخاطئ للدين والانسياق إلى بعض الأفكار الشاذة باسم الفقه الإسلامي تستهدف النيل من صورة الإسلام وتشويه صورة المسلمين، مشيرًا إلى أنها أفكار تنبع من علماء في كلٍّ من السنةِ والشيعة على حدٍّ سواء داعيًا للتصدى لمثل هذه الأفكار.

 

النقطة الأخرى التي أشار إليها أبو الخير هي التمسك بالأرضية المشتركة وهي ترجمة لشعار الإمام حسن البنا أن يعاون بعضنا بعضًا فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه، مشيرًا إلى أن الإمام البنا كان من رواد التوحيد بين صفوف الأمة ونبذ الفرقة.

 

 الصورة غير متاحة

 م. سعد الحسيني

وأكد المهندس سعد الحسيني أنَّ ما نحن فيه الآن من حالة زخم في مناقشة موضوع الوحدة بين السنة والشيعة هو من أهم مكاسب الحرب الأخيرة مع الصهاينة، وأنه من بركاتِ الجهاد والمقاومة التي رفع رايتها هذه المرة قائد شيعي، مشيرًا إلى أن الفتاوى التي خرجت تُنادي بعدمِ نصرةِ حزب الله قابلها عوام المسلمين بفطرتهم، وكان لسان حالهم يقول (إنتوا معانا ولا معاهم)، وهو ما ينبئ بهزيمةِ مشروع أمريكا والكيان الصهيوني المسمى بالشرق الأوسط الجديد، والذي بدت ملامحه في تصريحاتِ وزيرة الخارجية الأمريكية في بدايةِ الحرب.