بغداد- وكالات الأنباء

حمل طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي والأمين العام للحزب الإسلامي بالعراق الحكومة العراقية مسئولية حادث الاختطاف الذي تعرض له موظفون في وزارة التعليم العالي، مشددًا على أن من يتحمل مسئولية الأمن هي الحكومة والأجهزة الأمنية وكل المعنيين في أجهزة الأمن القومي.

 

وقال الهاشمي: "إذا لم تستطع الحكومة توفير الأمن للمواطن وهو في دائرته فكيف تستطيع توفير الأمن له وهو في بيته وبين أهله؟"، وأضاف قائلاً: إن حادث الاختطاف "يندرج ضمن سلسلة ما يقع على الشعب العراقي المسكين من قبل أفراد يرتدون زي وزارة الداخلية".

 

وأكد أن استمرار مشاركة جبهة التوافق في الحكومة بات محل شك حيث قال إن القوى المشاركة في الحكومة وصلت "إلى مفترق الطرق"، مشيرًا إلى أن المستقبل "يحمل خيار انسحاب الجبهة من الحكومة والعملية السياسية" وشدد على أن هذه التصريحات لا تأتي ضمن التصعيد الإعلامي بل "تندرج ضمن موقف الجبهة الواضح من العملية السياسية وما يتعرض له المواطن العراقي من أذى".

 

وكان ما يزيد على الـ100 من موظفي وزارة التعليم العالي العراقية قد اختطفوا أمس على يد مسلحين يرتدون زي الشرطة في العاصمة بغداد وهي الحادثة التي قال شهود عيان إن عناصر من الشرطة شاهدتها ولم تتدخل لمنعها حيث قام المسلحون بإطلاق سراح الموظفين الشيعة والاحتفاظ بالسنة، وقد أدى تراخي الأجهزة الأمنية في التعامل مع الحادث إلى تعليق وزير التعليم العالي "عبد ذياب العجيلي" عمله لحين انتهاء الاختطاف وسط تضارب في التصريحات حول أعداد المفرج عنهم حيث تقول أرقام إنهم 70 وتقول أرقام أخرى إن معظم المختطفين قد أطلق سراحهم ولم يبق إلا ما بين 2 و5 أشخاص، وقال بعض المفرج عنهم إنهم كانوا محتجزين في مدينة الصدر الخاضعة لسيطرة جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر.

 

يأتي ذلك في ظل تزايد الانتقادات لأداء الحكومة العراقية بسبب تزايد الانفلات الأمني والذي وضع البلاد على حافة الحرب الأهلية وسط عجز سياسي وميداني للمحتل الأمريكي بما يوضح إمكانية تفاقم الأزمة العراقية.

 

وفي دلالة على المأزق الأمريكي، أعلن جيش الاحتلال الأمريكي بالعراق اليوم الأربعاء 15 نوفمبر أن 6 من جنوده قد قتلوا في عمليات متفرقة بالعراق أمس الثلاثاء.

 

وقال الجيش الأمريكي في بيان له إن جنديين قتلا مساء الثلاثاء عندما انفجرت قنبلة على جانب الطريق في سيارتهما في شمال غرب العاصمة بغداد، وبصفة عامة يعتبر أسلوب تفجير القنابل على جوانب الطرق هو أكثر الأسلوب إيقاعًا للقتلى في صفوف قوات الاحتلال الأمريكية.

 

ويضاف هذان الجنديان إلى 4 آخرين كان جيش الاحتلال الأمريكي قد أعلن في وقت سابق اليوم عن قتلهم أمس متأثرين بجراح أصيبوا بها في معارك سابقة بمحافظة الأنبار غرب العراق والتي تعتبر أكثر الأماكن التي شهدت سقوط قتلى من جنود الاحتلال الأمريكي.

 

وبذلك يصل عدد قتلى الجيش الأمريكي أمس إلى 6 جنود كما يرتفع عدد قتلاه إلى 41 قتيلاً خلال نوفمبر الحالي الذي يأتي بعد واحد من أكثر الشهور دموية بالنسبة لقوات الاحتلال وهو أكتوبر الماضي الذي شهد مقتل 105 من جنود الاحتلال الأمريكي وهو ما كان له أكبر الأثر في تحول المزاج الانتخابي الأمريكي باتجاه الديمقراطيين وما أدى لتلقي الجمهوريين الهزيمة الأقسى في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس والتي جرت 7 نوفمبر الماضي حيث خسروا الأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ معًا لصالح الديمقراطيين لأول مرة منذ 12 عامًا.