يودعك القلب وهو يقطر دمًا قبل أن تذرف العين الدموع.

يودعك البشر الذين حملت همومهم في حياتك لتستقبلك الحور العين بالجنة إن شاء الله.

يودعك إخوانك الذين ربيتهم وعلَّمتهم وأثَّرت فيهم وجاء موتك ليكون عظةً كبيرةً لهم.

وتحتفي بك الملائكة لتبشرك وتزيل همك وغمك الذي طالما تكبدته جرَّاء حملك لدعوتك.

أخي حسن تعجز الكلمات أن تصف مناقبك وأخلاقك وجميل صبرك.

أخي حسن بفقدانك تذهب بسمة لطالما ارتسمت على محدثيك فيضًا من رُوح بسماتك العذبة.

أخي حسن بفقدانك تفقد دعوة الإخوان علمًا وعالمًا ومعلمًا من أبنائها المخلصين.

أخي حسن كنت في حياتك آيةً في الفهم والعطاء والحنان والصبر والأخوة.

وأصبحت بموتك اليوم آيةً في الثبات وقصر الأمل ودافعًا للعظة ومنبهًا للسير نحو الآخرة.

هو أخي وأستاذي وصديقي الحبيب.. وأحسبه كذلك لكل مَن عرفه.. هو حسن الحيوان الأستاذ الجامعي النابه في مجاله والمربي للأجيال من الأطباء.. وهو الطبيب الحسن الذي أحبَّ مرضاه واحترمهم وأبى أن يتخلَّف عن عيادته وموعدها يومًا؛ حرصًا على مشاعرِ مرضاه وتقديرًا لأوقاتهم.

 

وهو الأخ حسن الداعية النشط والمحلل السياسي البارع صاحب الرؤية والحجة، وهو أحد أبرز الوجوه السياسية والإعلامية لو أراد- إلا أنه أبى الظهور- منه تتعلم كيف يكون أدب الحوار وعمق التعبير عن الفكرة وضرورة الالتزام بالمنهج والضوابط مع احترامِ الآخر.

 

وهو قبل كل ذلك حسن البسَّام الضحاك المصري خفيف الظل أسرع مَن كان يهديك تعليقًا على كلامك أو تعبيراتك فلا تتمالك نفسك من الضحك دون إسفافٍ أو تجاوز.

 

وداعًا أخي حسن الحيوان إلى جنةِ الخلد وألهم أمك وزوجك وكل من عرفك وأحبك صبرًا على فِراقك وثباتًا على خطاك التي مشيتها نحو الله راضيًا محتسبًا.

 

ولا نملك إلا أن نقول ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾.
لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار، وإنا والله على فراقك أخي حسن لمحزونون، ولكننا لا نقول إلا ما يُرضي ربنا.

------------

* د. أحمد عبد العاطي