كتب- أحمد رمضان

قالت إيفون ردلي (الصحفية البريطانية): إنَّ فكْرَ الإخوان المسلمين ساهَم بشكلٍ واضحٍ في بناءِ المجتمعِ وتعزيزِ قيَمِهِ على مدار سنواتٍ طويلةٍ مضت.

 

وأضافت- في تصريحٍ خاصٍّ لـ(إخوان أون لاين)، على هامش مؤتمر الندوة العالمية للشباب الإسلامي الذي ينعقد بالقاهرة- أنَّ الإخوان شاركوا بفكْرِهم الناضج والمعتدل في مواجهةِ الغلوِّ والتشدُّد الذي يموجُ به العالم الإسلامي.
 
 
 الصورة غير متاحة

 الشهيد سيد قطب

 وأكدت إيفون ردلي أنَّ الشهيدَ سيد قطب إمامٌ في الاعتدال، بما طَرَحَه في تفسيره (الظلال)، وكذا كتابه (معالم في الطريق)، وقالت إنها تبيَّنت ذلك عندما قرأت عن اعتقال كلِّ مَن يقتني هذا الكتاب، فذهبت وقرأت الكتابَ فوجدتْه رؤيةً قيِّمَةً تستحق الإشادة وتُعبِّر في نفسِ الوقت عن اعتدالٍ لا غلوٍّ، كما يصف البعض.

 

كما انتقدت ردلي- في ندوتها التي عُقدت أمس الثلاثاء الموافق 21/11/2006م- وزيرَ الثقافة المصري، ووصفته بالمتآمر على الدين؛ بما صرَّح بشأن الحجاب وما قاله بأنه رجعة للوراء.

 

وطالبت المؤسسات الدينية بالردِّ عن الدين في وجوه مَن يُمثِّلون أنظمتَهم العربية ويحاربون الإسلام كما يحاربون كل ما يدعو إليه.

 

معروفٌ أنَّ إيفون ردلي البالغة من العمر 44 عامًا صحفية بريطانية الجنسية قد اعتُقلت لمدة عشرةِ أيام على يد حركة طالبان أثناء تغطيتها للحرب الأمريكية لإسقاطِ حكومة طالبان، وهي تعمل لحساب جريدة (صانداي إكسبرس)، وتُعتبر من أنشط وأكفأ الصحفيين البريطانيين المتابعين للملفاتِ الدوليةِ عن قُرب، وعملت لحساب كبرى الصحف في بريطانيا، من بينها (الإندبندنت) و(الأبزيرفر) و(صانداي تايمز)، وأشهَرَت إسلامها، وكان لذلك قصة غريبة بدأت بالعَدَاءِ للإسلام وطالبان، وانتهت بالعَداءِ للغرب والاعتذار لطالبان.

 

ردلي اعتُقلت يوم 28 سبتمبر 2001م مع دليلَيْن أفغانيَّين بالقُرب من مدينة جلال آباد- وكانت ترتدي الرداء التقليدي لنساءِ الباشتون- بسبب دخولها أفغانستان بطريقةٍ غير شرعيةٍ، وأُطلق سراحُها بعد عشرة أيام، ولكن قبل إطلاق سراحها دعتْها حركة طالبان إلى الإسلام بعد عودتها إلى لندن، وردَّت في البداية بقولها: إن ذلك "غير ممكن"، ولكنها وعدتهم بدراسةِ الإسلام وفهمه.

 

وفي لندن درست "إيفون ردلي" القرآنَ والأحاديثَ الشريفةَ، ثم ألَّفت كتابًا عن تجربتها مع حركة طالبان وإشهارها إسلامها، وكيف أنها لقيت معاملةً حسنةً من شُرطة طالبان، وكتبت تُثني على طالبان، لدرجة أنها اعتبرت أنه ليس هناك نظامٌ إسلاميٌّ حقيقيٌّ في أي بلد مسلم، منتقدةً الأنظمةَ الغربيةَ التي "أعلنت عداءها للإسلام" بدوافع لا علاقةَ لها بالدين.