تحقيق- أحمد التلاوي- حسين محمود

دخل الإخوان المسلمون إلى عام 2006م، محمولين على الأداء البارز الذي حققوه في الانتخابات التشريعية التي جرت بين شهري نوفمبر وديسمبر من العام 2005م، حيث حصلوا على 88 مقعدًا وقد كان ذلك الانتصار السياسي الكبير عاملاً مساعدًا في تحقيق المزيد من الأداء الإيجابي وبخاصة على المستوى البرلماني مما كرَّس وجود الجماعة كأبرز تيار معارض في الحياة السياسية المصرية.

 

ولم يكتف الإخوان المسلمون خلال العام 2006م، بالمشاركة السياسية الداخلية فقط بل واصلوا دورهم في التعليق على الأزمات والملفات المختلفة حول العالم وبخاصة الإسلامية منها إلى جانب تلك التي تتعلق بالمجتمع الإنساني في عمومه ومن يمكن ملاحظة أوجه الأداء الإخواني من خلال بعض الأطر:

 

 الصورة غير متاحة

 أ. محمد مهدي عاكف

- مواقف المرشد العام: اهتم فضيلة المرشد العام الأستاذ محمد مهدي عاكف بتوضيح مواقف الجماعة في الكثير من القضايا سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي ولم يقتصر ذلك على القضايا السياسية وإنما شمل مختلف القضايا الإنسانية كالأخلاقية والاجتماعية وحتى الرياضية منها وذلك تطبيقًا لفكرة أن الإخوان المسلمين "جماعة شاملة" لا تقتصر في أدائها على الناحية الاجتماعية أو السياسية وإنما توازن في الأداء بما يتناسب مع مختلف حاجات المجتمع المصري والإنساني بصفة عامة.

 

ومن أبرز الملفات التي تناولتها الرسائل الأسبوعية قضية النظام العالمي الجديد الذي وجه له فضيلة المرشد انتقادات حادة بصورته الحالية مطالبًا بتعديله أو إحلال نظام جديد محله بسبب الأخطاء التي باتت تشوبه، كما كانت هناك تهنئة فضيلة المرشد للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم بعد فوزه ببطولة الأمم الأفريقية التي نظمتها مصر بين شهري يناير وفبراير الماضيين، وهو ما أشار إليه فضيلة المرشد بقوله إن "الإخوان المسلمين جماعة رياضية" كما احتلت القيم الإسلامية مساحة واسعة في المواقف التي أعلن عنها المرشد العام والذي سعى إلى ربط الحفاظ على القيم الإسلامية بالمشكلات التي تعاني منها المجتمعات الإسلامية على مختلف المستويات سواء كانت مشكلات اجتماعية أم اقتصادية أم سياسية من زاوية أن فقدان تلك القيم هو ما قاد إلى تلك المشكلات وبالتالي فإن العمل على استعادتها سيؤدي إلى إنهاء تلك المشكلات المختلفة.

 

كذلك كان هناك حرص من فضيلة المرشد على توضيح منهاج الجماعة الفكري والأسس الإسلامية التي يستند إليها وفي مقدمتها الاستناد إلى القرآن الكريم والسنة النبوية والعمل على الإصلاح الشامل من خلال المنهج السلمي.

 

- بيانات الجماعة: حرصت الجماعة أيضًا على التعبير عن مواقفها في مختلف الملفات والقضايا الداخلية والخارجية فكانت البيانات تعلق على قضايا التوريث والإصلاح الديمقراطي في مصر إلى جانب القضايا العربية التي حرصت الجماعة في تناولها على التأكيد على ضرورة دعم الشعوب والنظم العربية والإسلامية للمقاومة بهدف التصدي إلى تيارات الغزو والاحتلال التي تقودها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ضد العالم العربي، وظهر ذلك في رفض الجماعة للاعتداء الصهيوني على لبنان الصيف الماضي حيث طالبت الدول العربية بالتصدي لذلك العدوان كما نددت بالغزو الإثيوبي للأراضي الصومالية مطالبة باحترام سيادة دولة الصومال.

 

 الصورة غير متاحة