كتب- عبد المعز محمد

جدد فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف- المرشد العام للإخوان المسلمين- توضيح موقف الجماعة في العديد من القضايا التي أثارت جدلاً لدى الرأي العام خلال الفترة الماضية؛ نتيجة الحملات المسعورة التي تشنُّها وسائل بعض الإعلام، حول موقف الجماعة من الأقباط والأحزاب والعمل السياسي.

 

مؤكدًا في رسالته الأسبوعية التي صدرت الخميس 18/1/2007م أنه خلال هذه الأيام يتعرَّض الإخوان المسلمون لحملة أمنية شديدة طالت- وتطول كل حين- الرموز وموارد الأرزاق، ويصاحب هذه الحملة حملاتٌ إعلاميةٌ موازيةٌ تسعى إلى قلب الحقائق وتشويه الواقع، في محاولةٍ لضرب مصداقية دور الإخوان وإخراجه عن طبيعته الإصلاحية السلمية البنَّاءة المتسقة مع الدستور والقانون.

 

وقال المرشد العام إنه فضَّل التذكير ببيان الجماعة الصادر في 30/4/1995م والذي حمل عنوان "هذا بيان للناس"، وهو البيان الذي أكد فضيلته أنه قديمٌ في مبناه لكنه متجددٌ في ثوابت فحواه؛ ليتأكد لكل متابع وراصد وباحث عن الحقيقة رؤى الإخوان، وليجدد أبناء هذه الدعوة فهمَهم لتناول جماعتهم لمفردات القضايا التي تحيط وتتفاعل بواقعنا.

 

ويوضِّح البيان الذي أصدرته الجماعة في 30/4/1995م أنَّ العالم يجتاز مرحلةً غير مسبوقة في تاريخه، تتمثل في السرعة الكبيرة التي تحدث بها التغيرات الكبرى في الأفكار والنظُم والقيم، وفي موازين القوى السياسية والاقتصادية والعسكرية، والمسلمون- وهم جزء من هذا العالم- لا يقفون بعيدًا عن ذلك كله، ولا يملكون أن يديروا أمورهم كما لو كانوا أصحاب جزيرة نائية يستطيع أصحابها أن يعفوا أنفسهم من تبعات هذه المرحلة التاريخية ومن مخاطرها وتحدياتها.

 

كما توضح أنه قد أصاب المسلمين سهام طائشة مسمومة صوَّرتهم كما لو كانوا شعوبًا بدائيةً همجيةً حتى أوشكت الدنيا أن تُسيء الظن بكل ما هو إسلامي وكل من هو مسلم، واعتبر البيان أنَّ المسلمين يتحملون جزءًا من المسئولية في هذا الخلط الظالم لما يقدمه بعضهم من أفكار ورؤى، وما يمارسونه من مواقف عملية تشهد لهذا الظن السيِّئ وتفتح أبواب التوجُّس المشروع وغير المشروع وتُنسَب إلى الإسلام- وسط ذلك كله- أمورًا لا أصلَ لها فيه، ولا شاهدَ لها من مبادئه وقواعده ونصوصه، فضلاً عن قيمه العليا ومقاصده الكبرى.

 

وإذا كان الإخوان المسلمون قد رأوا أن من حق الناس عليهم وحقهم على أنفسهم أن يعلنوا عن موقفهم الواضح من عدد من القضايا الكبرى، وأنهم أصدروا في العام الماضي- 1994م- بيانات تحدد موقفهم الصريح من قضايا الشورى والتعددية السياسية وحقوق المرأة.. إلا أنهم فضَّلوا تجديد إعلان موقفهم مرةً أخرى في عدد من القضايا الكبرى، مثل قضية الموقف العام من الناس جميعًا، مسلمين وغير مسلمين، وخاصةً الإخوة الأقباط، وقضية الدين والسياسة، وقضية العمل السلمي، ورفض العنف، واستنكار الإرهاب، وأخيرًا قضية حقوق الإنسان.

طالع نص الرسالة