- العلماء الرسميون لم يؤدوا واجبهم على النحو المطلوب

- اضطهاد التيار الإسلامي إعداد له على تحمل المسئولية

- ضعف التربية وراء غياب خلفاء الشيوخ الغزالي وكشك والعدوي

- الداعية الحقيقي لا بد أن يزهد فيما بأيدي الناس

 

حاوره في الكويت: وصفي عاشور أبو زيد

في ظلِّ الهجمة التي يواجهها التيار الإسلامي من تضييقٍ وتعسفٍ وظلمٍ ومصادرة للآراء والأفكار أكد الداعية الكبير الدكتور السيد محمد نوح- أستاذ الحديث وعلومه بجامعتي الأزهر والكويت- أن الذين يُضيقون على أبناءِ الصحوة الإسلامية لو يعلمون الخير الذي يقدمونه لهم بهذا التضييق لما أقدموا عليه، مضيفًا أنَّ هذا التضييقَ إنما هو إعدادٌ لهم لتحمل المسئولية يوم أن يلقيها الله على كواهلهم.

 

وأوضح فضيلته أنَّ واقعَ الدعاةِ إلى الله دائمًا ما يحتاج إلى مراجعةٍ وإعادة نظر، وإحياء للقلوب وتجديد للإيمان؛ لأن ذلك من أهم العوامل التي يستمر بها العمل ويثمر ويتطور لا سيما في ظل هذا الواقع الذي يطفح بالمادية مما يشكل خطرًا على تكوين الدعاة وأحوالهم المختلفة.

 

وطالب الشيخ الجليل الدعاةَ إلى الله بأن يستغلوا الوسائل الإعلامية المعاصرة من فضائيات شبكة دولية ويستثمروا ذلك في نشرِ دين الله، باعتبار ذلك واجبًا، وأن يتحلوا بمزيدٍ من الخلق والصبر والثبات أمام المحن المتتابعة.

 

حول هذه القضايا وغيرها فتح الدكتور السيد نوح صدره في هذا الحديث لـ(إخوان أون لاين):

* في البداية نود أن نتعرف على نظرتكم وتقييمكم لواقع الدعاة اليوم.

** إذا أُريد بالدعاة العلماء الرسميون أصحاب اللفائف فإن نظرتي وتقييمي لهم أنهم لم يؤدوا واجبهم المنوط بهم على النحو اللائق والمطلوب.

 

أما إذا أريد بالدعاة كل غيور يدعو للإسلام، ويعمل له، ويتحمل كل تعبٍ ومشقةٍ في سبيل ذلك، فإن نظرتي وتقييمي لهم أنهم يؤدون مع تفاوتٍ في حجم الأداء، وكيفيته ومع الحاجة الشديدة إلى دوام التبصير والتذكير إلى الطريق الأقوم، ومع الدعاء لهم بالتوفيق والنصر والتمكين.

 الصورة غير متاحة
 
 

* وكيف ترون موقف الدعاة إزاء القضايا الأخيرة التي حدثت مثل التطاول على النبي الكريم- صلى الله عليه وسلم- في الدنمارك، وتصريحات بابا الفاتيكان ضد الإسلام؟ هل كان رد الفعل على المستوى المطلوب؟ وهل يطغى جانب السلطة على الدعاة، أم ماذا ترون؟

** كان موقفهم متضاربًا، وغير حضاري إلا من رحم الله؛ إذ كان رد الفعل دون المستوى بكثير، ولم يأتِ على الداء من أساسه، وكانت مجاملة أو مراعاة مشاعر السلطان هي السمة العامة لهذا الموقف.

 

العلماء الدعاة

* في فترة ما قبل التسعينيات كان هناك ما يمكن أن نطلق عليه الداعية العالم الذي يتكلم في كل شأنٍ إسلامي ويتفاعل مع الواقع في ضوء الشرع أمثال الشيخ الغزالي والشيخ كشك والشيخ العدوي، وغيرهم من أعلام الدعوة، لكن لم يعد هناك على الساحة سوى النادر من هذا النوع، فلماذا اختفى أمثال هؤلاء؟

** اختفى هذا الصنف من الدعاة من أمثال الشيخ الغزالي، والشيخ كشك، والشيخ العدوي من على الساحة اليوم إلا من رحم الله؛ لأن تربية هؤلاء كانت تربية موسوعية شاملة، مع الرضا من العيش بالقليل، وحسبن