- والدته: عمري تجاوز الثمانين وأحتاج ولدي بجانبي في آخر أيامي!!

- الأمن يستولي على 4 آلاف جنيه من جيب د. بليغ أثناء اعتقاله

- زوجته: لم يجدوه في منزلنا فعادوا بعد ساعتَين ليفتِّشوا السَّطح

- الأبناء: ازددنا تمسكًا بالطريق الذي اختاره والدنا لأنه طريق الأنبياء

 

حوار- علاء عياد

ابتسم أنت في مصر.. هذا شعار المرحلة القادمة، ونحن بذلك لا نسوِّق للسياحة، ولكنها ابتسامة الحرية.. حرية البريء الذي يقبع خلف القضبان، حرية فساد ورشوة خارج السجون، هذه الحرية جعلت حياتنا "شقلبان"، فبدلاً من أن نكرِّم العلم ونحمله فوق الأعناق يغيب وراء القضبان بل ويحاكَم عسكريًّا، وفي المقابل نحمل أهل الفساد والرشوة تعظيمًا لقدرهم وإجلالاً لشأنهم.

 

هذه الحالة تنطبق على كل من يقبع الآن خلف الأسوار في انتظار محاكمة عسكرية ذات أبعاد سياسية، إنهم قادةُ جماعة الإخوان المسلمين، ورجال أعمال ينتمون للجماعة، ومنهم الدكتور محمد بليغ، أحد علماء مصر الأجلاَّء في مجال طبِّ العيون، بل إنه أحد علماء المنطقة العربية بأسرها، وله سهمه العلمي في طب العيون على مستوى العالم.

 

والدكتور بليغ من مواليد (9/10/1956) بمحافظة القاهرة، حصل على بكالوريوس الطب والجراحة من القصر العيني سنة 1979، ثم حصل على ماجستير طب وجراحة العيون سنة 1984، وحصل على دكتوراه طب وجراحة العيون من جامعة الأزهر 1991، وانتُخب في نفس العام عضوًا بمجلس نقابة أطباء الجيزة، وهو يعمل أستاذَ طبِّ وجراحةِ العيون بمعهد بحوث أمراض العيون، وحصل على الأستاذية منذ خمس سنوات، ولديه من الأبناء ثلاثة، أكبرهم أحمد طالب بالفرقة الثالثة بطب أسنان القاهرة، وفاطمة وهي طالبة بالفرقة الأولى بكلية الفنون الجميلة، ورقيَّة وهي الصغرى طالبة بالصف الثاني الثانوي.

 

(إخوان أون لاين) ذهب إلى منزل هذا العالم الكبير للتعرُّف على شخصيته عن قرب، فالتقينا بوالدته الحاجة زينب، التي جازوت الثمانين من عمرها، وزوجته السيدة أميمة، وهي شقيقة الدكتور محمود أبو زيد الذي يحاكَم عسكريًّا أيضًا مع الدكتور محمد بليغ، كما التقينا بابنته فاطمة، وشقيقته السيدة حورية..

 

في أثناء انتظارنا دخلت سيدة عجوز تتهادَى في خطواتها، وتُمسك بيدها عصا تتوكَّأ عليها، عندما جلسَت عرفْتُ أنها والدة الدكتور محمد بليغ، فبادرتُها بالسؤال عن أخبار نجلِها الدكتور، فقالت- وكلماتها ينطق بها قلبها-:

 

"والله محمد ما يستاهل ما يحدث له.. محمد ابني مُطيع وبَارٌّ وعلى خلق كريم.. إنه ليس ابني فقط، محمد كان ابني واخويا وصاحبي وحبيبي"، وعندئذٍ لم تتمالك نفسها فأجهشت بالبكاء.

 

ثم أكملت كلامها وقالت: "محمد وإن كان أصغر أولادي، والولد الوحيد بعد وفاة شقيقه الأكبر في حادثة، إلا أنه أقرب أولادي إلى قلبي، وقد أخذوه وأنا في أشدِّ الأوقات احتياجًا إليه.. إنني أبلغ من العمر 84 سنة، فماذا يمكن أن أنتظر وأنا في هذه السن أكثر من أن يكون أولادي من حولي؟! إن أقصي ما أتمناه في هذا الوقت ألا يدفني أحدٌ إلا ابني محمد، وأقول لك إن من يعرف ابني يعرف مدى طيبته، ففي أوقات كثيرة لا يأخذ مقابلاً على كشفه عندما يجد الشخص فقيرًا أو محتاجًا".

 

وتضيف والدته: "إنه حتى الآن وبعد زواجه لا يمكن أن يعود من الخارج إلا ويطمئن عليَّ قبل نومه، وإن عاد ووجدني نائمةً يفتح باب غرفتي ويطمئن عليَّ ثم يُغلق الباب، ولن أنسى له عندما كنا بالإسكندرية في المصيف، وكان والده مريضٌ جدًّا- قبل وفاة والده بأسبوع- ومحمد هو الذي صمَّم أن يأتي معنا، وكانت الشقة بالدور الثالث، فما كان منه إلا أن حمل والده على ظهره وصعَد به إلى الدور الثالث، فمن يمكن أن يفعل ذلك مع والده؟!".

 

* وأثناء هذا الحديث دخلت زوجته، فسألتها عن مكانة زوجها العلمية؟

**  فقالت: