- د. عزت: الإخوان مستمرون في طريق الإصلاح لأنه الطريق الوحيد الأصلح

 - د. البلتاجي: هناك أجندة لسرقة الوطن، وأصحاب المصالح ينفذوها بمهارة

 - عزام: أدعو لمقاطعة المحكمة ومحاسبة نقابية لأي محامي يشارك فيها

 - الزهراء: ما حدث في أول جلسة مهزلة أهانت القضاء والمؤسسة العسكرية

 

كتب- هاشم أمين

في أول رد فعل على بدء جلسات محاكمة المهندس خيرت الشاطر و39 آخرين أمام المحكمة العسكرية بالهايكستب منهم 33 مقبوضًا عليهم، انتقد خبراء وسياسيون وقانونيون وبرلمانيون تحويل المدنيين للقضاء العسكري، مؤكدين أن القضاء المصري المدني أصدر أكثر من قرار بالإفراج عنهم وكان آخرها يوم الثلاثاء الماضي، إلا أن النظام المصري ما زال مصرًا على نقل صراعاته مع خصومه السياسيين إلى ساحات أخرى فرض هو سيطرته عليها مثل المؤسسة العسكرية.

 

وعبر المشاركون في المؤتمر الجماهيري الحاشد الذي نظمته لجنة الحريات بالنقابة العامة للمحامين مساء أمس الخميس، عن غضبهم ورفضهم لتصرفات النظام المصري تجاه جماعة الإخوان المسلمين، وتجاه رفض تنفيذ أحكام القضاء التي صدرت بحقهم، داعين النظام المصري إلى مراجعة تصرفاته لما فيه خطورة على أمن واستقرار الوطن، كما وجه المتحدثون في المؤتمر الذي احتشد بزوجات وأبناء معتقلي الإخوان المحالين للقضاء العسكري، وجهوا رسالة إلى المعتقلين بأنهم يثقون في صبرهم وثباتهم وقوة إيمانهم بالله عز وجل.

 

 الصورة غير متاحة

 حازم صلاح أبو إسماعيل

وفي كلمته أكد حازم صلاح أبو إسماعيل- عضو مجلس نقابة المحامين- والذي قدم المؤتمر أن النظام المصري قد عطل وغير أمورًا كثيرة في حياتنا، فقد عطل الدستور وغيره، وعطل القضاء وعطل حرية الصحافة وصادر بعض الصحف، مشيرًا إلى أن النظام يتبع نفس المنهج الفرعوني حيث ذكر القرآن: ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ﴾ (القصص: من الآية 4)، فدائمًا ما يختار أي نظام فرعوني فئة ليستضعفها ويحاكمها ويضيق عليها ويصادر حقوقها.

 

وأشار أيضًا إلى أن النظام قد أضاع قدسية القضاء باستغلال أحكامه لاستمرار وتجديد حبس أناس أبرياء باسم القانون، وتساءل أبو إسماعيل: ماذا ينتظر النظام من الشعب بعد كل ما يحدث إلا الانفجار؟ وقال: إنكم بما تفعلون تخلقون مجتمعًا ضعيفًا يمكن أن نطلق عليه "مجتمع النصف في المائة" وهذا التعبير كانوا يطلقونه على المجتمع قبل الثورة؛ حيث كانت كل الخدمات يتم توفيرها لنصف في المائة من الشعب ويهمل الباقي وهم كل الشعب، والآن الحال كما هو حيث عاد مجتمع "النصف في المائة" وأصبحت كل مقدرات البلاد بأيدي مجموعة قليلة تتصرف فيها كيفما تشاء.

 
أغلبية التزوير


أغلبية التزوير


ثم تحدث الدكتور أحمد أبو بركة- عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين- مؤكدًا أن السلطة التشريعية في أي أمة متحضرة هي المذهب الأعلى والأول في الانضباط بالقواعد، ولكننا لو طبقنا هذا الأمر على ما حدث مؤخرًا من سلق لقانون القضاء العسكري لعلمنا حجم المشكلة.

 

 الصورة غير متاحة

 د. أحمد أبو بركة

وقال: لقد انسحبنا من مجلس الشعب لانتهاكه للقانون ولائحة المجلس أثناء مناقشة قانون القضاء العسكري؛ لأنه مخالف لكل اللوائح من بداية تقديمه كاقتراح في المجلس من أحد أعضاء الحزب الوطني، وقد تم تقديم اقتراحين آخرين مع اقتراح عضو الحزب الوطني ومع ذلك لم يتم عرض باقي الاقتراحات، ولم يتم سماع آراء النواب اللهم إلا لنائبين فقط ثم أغلق باب المناقشة لتستمر مخالفة اللوائح في كل ما مر به هذا القانون من مراحل داخل المجلس حتى موافقة الأغلبية المزورة عليه.

 

وذكر أبو بركة أن ما حدث في مناقشة قانون القضاء العسكري يعد سابقةً خطيرةً فقد اجتمعت خمس هيئات قضائية في يوم واحد لإقرار القانون وهو ما كان يستلزم عدة أيام كما هو معتاد في مثل هذه الأمور، ولكن يبدو في هذه المرة أنه كان أمر مُبيَّت لاستعجال إقرار القانون، موضحًا أن النظام لم يراعِ حتى القوانين التي وضعها بنفسه فالذين تم إحالتهم للمحاكمة لم يتم إخطارهم إلا ليلاً بموعد محاكمتهم ولم يتم إخطار المحامين في مخالفة صريحة للقانون، مشيرًا إلى أن الأمر لن يتوقف على إقرار قانون القضاء العسكري فبعد أسبوعين سيعرض في المجلس قانون الإجراءات الجنائية وهو يعد خطوةً أخرى نحو تشويه القضاء.

 

تحية للمعتقلين

ثم تحدث الدكتور محمود عزت- الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين- مؤكدًا أن ما يحدث ليس بعيدًا ولا يمكن فصله عما يحدث دوليًّا فهو يدخل في إطار مشروع صهيوني أمريكي يريد أن ينهب مقدرات الشعوب لمصلحة عصابات في أمريكا والكيان الصهيوني، موضحًا أن الأمة قد واجهت هذا المشروع بقوة وفي القلب منها جماعة الإخوان المسلمين؛ لذلك كان لابد من هذه المواجهة بين أصحاب المشروع الأمريكي الصهيوني وبين من أيقظ المارد الإسلامي وهم جماعة الإخوان.

 

 الصورة غير متاحة

 د. محمود عزت

وربط د. عزت بين ما يحدث في فلسطين والعراق وما يحدث في مصر قائلاً: إنهم في فلسطين والعراق يقاتلون لانتزاع حريتهم وكرامتهم وهي معركة واحدة هنا وهناك بين الحق والباطل، ولقد ظهر المارد الإسلامي وآثاره في فلسطين والعراق وفي كل بلدان العالم الإسلامي.

 

وأرسل د. عزت رسالة لإخوانه المحالين للمحكمة العسكرية قائلاً لهم: نحن مطمئنون إلى ما في قلوبكم من خير وطمأنينة يثبتكم الله بها، فكم عُذّب الإخوان وعلقوا على المشانق ولم ينل ذلك منهم بفضل الله.

 

أما من يحاكمونكم فنقول لهم: إن العاقبة عند الله شديدة، وقديمًا قيلت لفرعون: ﴿فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴾ (طه: من الآية 72)، وهذا هو الآن اختيار الأمة كلها، اتقوا الله في هذه الأمة فإنكم موقفون بين يدي الله عز وجل ولن ينفعكم سلطانكم ولن تنفعكم مجالسكم التشريعية ولن ينفعكم مزوِّروكم، وأكد أن الإخوان صامدون ومستمرون في طريق الإصلاح؛ لأنه الطريق الوحيد وهم مصرون عليه.


سرقة بالإكراه

وفي كلمته أكد الدكتور مجدي قرقر- الناشط في حركة كفاية- أن ما يحدث ليس اعتداء على الإخوان فقط بل هو اعتداء على القضاء وحقوقه، موضحًا أن النظام يريد أن يتجمَّل أمام الغرب ويريد أن يرفع لافتة إنهاء حالة الطوارئ، إلا أنهم لا يريدون وقف العمل به حتى يقر قانون الإرهاب لأنهم لا يستطيعون العمل في ظل القانون الطبيعي.

 

 الصورة غير متاحة

 د. مجدي قرقر

وتساءل قرقر: كيف يبرِّئ القضاء الطبيعي الإخوان ويفرج عنهم من داخل المحكمة فتعيد السلطة اعتقالهم مرةً أخرى ثم تبرِّئهم المحكمة مرة ثانية فيحالون لمحاكمة عسكرية؟!، وكيف يتم سلق قانون في يوم واحد وهو يوم الثلاثاء وتنتهي كل الإجراءات في نفس اليوم، على الرغم من أننا من أشهر الدول البيروقراطية في العالم، واصفًا ما يحدث بأنه عملية نهب وسرقة لهذا الوطن.

 

أما محفوظ عزام - نائب رئيس حزب العمل- فقام برصد بعض المحاكمات العسكرية التي تمت في مصر وتعرض لها الشرفاء وذكر منها إحالة الأستاذ عادل حسين - الأمين العام لحزب العمل رحمه الله- لمحاكمة عسكرية بتهمة نشر جريدة الشعب لخبر يذكر أن هناك طائرةً عسكريةً نزلت بمصر للتزود بالوقود لضرب إخواننا في العراق.

 

وتقدم عزام باقتراح لنقابة المحامين بأن تتخذ قرارًا بإحالة أي محامٍ يحضر أمام المحكمة العسكرية إلى لجنة تأديب وكذلك أي محامٍ آخر تنتدبه المحكمة، وطالب محامي الإخوان بالامتناع عن الحضور لعدم إضفاء الشرعية على هذه المحاكمة.

 

شاهد مشفش حاجة

ثم تحدثت الزهراء خيرت الشاطر- والمحال والدها وزوجها أيمن عبد الغني للمحاكمة- وكانت قد عادت لتوها من جلسة المحاكمة فذكرت أنهم كانوا يتوقعون الإفراج عن ذويهم بعد حكم المحكمة الثلاثاء بالإفراج عنهم، وقالت: لكننا علمنا في زيارة الأمس أنه قد تم إحالتهم للقضاء العسكري حيث تم إخراجهم في عربة الترحيلات خارج السجن، وجرى أمر الضبط أمام أبواب السجن ثم جرى اعتقالهم مرة أخرى.

 

 الصورة غير متاحة

الزهراء خيرت الشاطر

وذكرت الزهراء أن المحاكمة تجري في منطقة الهايكستب وهي منطقة صحراوية بعيدة وقد منعوا جميع وسائل الإعلام من الحضور وقاموا بتفتيشنا تفتيشا ذاتيًّا مُهينًا، ولم يحضر المحامون وقام المعتقلون بالتحدث بأنفسهم وكانت المحاكمة عبارة عن مسرحية هزلية.

 

وقالت: إننا نؤمن أن ما يحدث لنا هو جزء بسيط مما يحدث للوطن ككل فالنظام لا يريد إلا حماية نفسه، ويريد أن يصفي معارضيه فهي ليست قضية خيرت الشاطر وإخوانه فقط بل الأمر أكبر من هذا.

 

ونقلت الزهراء بعض أقوال المعتقلين لرئيس المحكمة العسكرية حين طلب منه المعتقلون أن يخبرهم بتهمهم فقال: إنه لا يعلم شيئًا، فقال فتحي بغدادي: كنا نشاهد في الخليج مسرحية بعنوان: شاهد مشفش حاجة، وكان إخواننا العرب يسألوننا هل عندكم حاجة كدا في مصر، وكانت إجاباتنا بالنفي، إلا أن ما يحدث الآن يخالف ذلك فإننا نرى الآن قاضيًا مشفش حاجة، ونيابة مشفتش حاجة!!

 

كما نقلت عن محمد مهنا قوله: في الوقت الذي يحاكَم فيه الجواسيس أمام القاضي الطبيعي نحن نحاكم أمام قضاء عسكري فإن الجاسوس قد خرج من المحكمة بعد الحكم عليه بالسجن 15 عامًا، وكان يشير بعلامة النصر؛ لأنه يعلم أن هناك مَن سيتدخَّل لحمايته والإفراج عنه ولكننا أيضًا وراءنا من لا يغفل ولا ينام، وهو سيحمينا ويقف معنا.

 


وقد ألقت عائشة حسن مالك قصيدةً بعنوان: (عد يا أبي)، تبعتها سارة أيمن عبد الغني بقصيدة أخرى بعنوان: (أبي) وسط تصفيق شديد وهتافات وسط دموع الكثيرين من الحضور.


سجن كبير

 

د. محمد البلتاجي

وكانت آخر كلمة للدكتور محمد البلتاجي- الأمين العام للكتلة البرلمانية للإخوان- والذي وجَّه تحيةً إلى الشرفاء من رجال الأعمال وأساتذة الجامعات الذين يقضون هذه المحاكمة العسكرية.

 

وأكد د. البلتاجي أن هناك أجندة معدة مسبقًا لسرقة ونهب هذا الوطن، وأن الكل يعمل لتنفيذ هذه الأجندة، مراعاةً لمصالح شخصية لقلة من المنتفعين.

 

وقال إنه من المفارقات أن يعرض في نفس الوقت الجواسيس وصاحب العبارة التي قتلت المصريين أمام محاكم مدنية بينما يحاكم هؤلاء الشرفاء أمام محاكمة عسكرية، مشيرًا إلى أن المعتقلين الآن في سجن ونحن هنا أيضًا في سجن آخر ولكنه أكبر فلا فرق بين من هم في الداخل أو الخارج فالكل في سجن واحد، مضيفًا أن ما حدث يوم 26 مارس كان انقلابًا دستوريًّا في الوقت الذي رأينا فيه ما حدث في موريتانيا؛ حيث يتنازل حاكم عسكري عن الحكم طواعيةً وتجري انتخابات رئاسية نزيهة تأتي بمن تريده الشعوب.

 

وتعجب د. البلتاجي مما حدث لإقرار قانون القضاء العسكري قائلا لقد اجتمعت 13 هيئة وجهة ووزارة ولجنة وانتهوا جميعًا في يوم واحد وهو 22/4 من تشريع قانون يأخذ وقتًا كبيرًا لإقراره، مؤكدًا أن العقاب ليس للإخوان فقط بل هو للقضاة أيضًا الذين سيمنعونهم من الإشراف على الانتخابات وفق المادة 88 ثم بقانون القضاء العسكري ثم بمد سن التقاعد، وأضاف أن الأغلبية الموجودة بالمجلس الآن والتي وافقت على كل هذا تستخدم لتمرير الأجندة التي يريدها النظام.