المصري الحبيب..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد..

فهل رأيت ما يصنعه حزب السلطة الحاكم في مصر هذه الأيام؟ وهل دريت بما قامت وتقوم به الأجهزة الأمنية من تضييق وملاحقة لمرشحي انتخابات الشورى من الإخوان، بل واعتقال بعضهم، واعتقال أنصارهم، الذين بلغوا حتى الآن 737 شخصًا منذ بدء الانتخابات؟ وهل بلغك نبأ اعتقال أبناء بعض المرشَّحين من بيوتهم وهم الآن يؤدون امتحانات الثانوية العامة في السجن؟ وألا تثير استياءَك واشمئزازك جريمةُ ضربِ وسَحْل وإهانةِ نائبٍ من نواب الشعب على يد بعض الضباط، لمجرد أنه يدعم أحد مرشحي انتخابات الشورى في دائرته؟!!

 

نطرح عليك هذه الأسئلة ونحن نعلم يقينًا أنها سوف تثير دهشتك واستغرابك وامتعاضك، بل وغضبك!! فقد بلغ السيل الزبى، ولم يعُد في القوس منزع، وأصبح الناس يتساءلون في كل مكان: إلى متى؟ وكيف السبيل إلى الخروج من هذا النفق المظلم؟!

 

للأسف هذا هو الأسلوب الذي يتبعه حزب السلطة الحاكم في كل انتخابات جرت على أرض مصر لسبب بسيط هو يعلمه جيدًا، وهو أنه يريد الاستئساد بالسلطة والانفراد بالحكم بأي ثمن؛ ولأنه غير قادر على المنافسة الشريفة والموضوعية مع قوى المعارضة فهو يلجأ إلى كافة الإجراءات والتدابير الاستثنائية الشاذة.. من اعتقالات، ومحاكم عسكرية، وفرض حظر على أموال الشرفاء، وتعديلات دستورية مليئة بالثقوب والعيوب..!!

 

ناهيك عن الخروقات والتجاوزات التي يقوم بها يوم الانتخاب، والهدف من وراء ذلك كله تهميش دور الإخوان المسلمين في الحياة السياسية المصرية، ومنعهم من السعي قدمًا نحو الإصلاح والتغيير السلمي، عبر القنوات الدستورية والقانونية.

 

المصري الكريم..

رغم هذا نحن نشعر بكثير من الامتنان وعميق الشكر وخالص التقدير لك ولهؤلاء الناس الطيبين في مختلف الدوائر، الذين أبدَوا تفاعلاً وتجاوبًا أثناء الحملة الانتخابية، ولم ترهبهم أو تُخِفْهم ممارسات البطش والتنكيل..!!

 

نرجو أن نستكمل المسيرة معًا حتى اللحظات الأخيرة، وألا تدخر وسعًا في سبيل الوصول إلى صناديق الانتخابات؛ لتدلي بصوتك لمن ترى أنه جديرٌ بثقتك.

 

نعم.. نحن لم نرشح سوى 19 مرشحًا من الإخوان المسلمين، لكننا واثقون من أنك لن تبخل عليهم أنت وأسرتك ومعارفك وأحباؤك بمنحهم ثقتك وتأييدك.. نريد أن يكون هذا اليوم يومَ إقبالٍ جماهيريٍّ يُثبت فيه الشعب المصري أنه لن يترك الفرصة للعبث بإرادته الحرة.

 

المصري الأبيّ..

إن حضورك يوم الانتخاب سوف يقلل- بلا شكٍّ- من حجم التزوير المعتاد.. نعم سوف تكون هناك عقباتٌ وأنت صاحب خبرة وتجربة عبر عقود طويلة، لكنَّ إصرارَك ومثابرتَك ودأبَك على أن تدلي بصوتك سوف تهون أمامه كلُّ أنواع الصعاب.. إنها مسئوليةٌ وأمانةٌ، ونحن على ثقةٍ ويقينٍ أنك أهلٌ لها وسوف تتحمَّلها- كما عهدناك- برجولة وشرف.

 

وأخيرًا.. لك عظيم تحياتنا، ووافر امتناننا، راجين لك التوفيق والسداد، ولوطننا العزيز كلَّ تقدُّم ورقيٍّ وازدهار..

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

أ. د. محمد السيد حبيب

النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين

[email protected]

القاهرة في: 24 من جمادى الأولى 1428هـ

10 من يونيو 2007م