(لم أبتلع فكرة بيع الأراضي لغير المصريين‏,‏ أولاً؛‏ لأنها أصول من نوعٍ خاص جدًّا‏,‏ ينبغي عدم التفريط فيه‏,‏ وخصوصيتها تنبع من أنَّ موضوعها هو تراب الوطن‏,‏ وهذا وحده سببٌ كافٍ للتشبث به‏,‏ ثانيًا لأن البيع لغير المصريين لا يخلو من مغامرة قد لا تكون مأمونةَ العاقبة‏,‏ ولنا في حكاية بنك الإسكندرية عبرة‏,‏ فإنه حين عُرِضَ للبيع لم يتمكَّن أحد البنوك الإسرائيلية من شرائه‏,‏ فتخفَّى وراء بنكٍ إيطالي قام بالشراء‏,‏ وبعدما انتقلت إليه الملكية‏,‏ أعلن اندماجه مع البنك "الإسرائيلي").

 

الفقرة السابقة من مقالٍ للكاتب الكبير فهمي هويدي بجريدة الأهرام بتاريخ 29 مايو 2007م، عندما قرأتُها عادت بي ذاكرتي إلى العشرينيات من القرن الماضي حينما أسس الاقتصادي العظيم طلعت حرب بنك مصر أول بنك مصري، وما قام به حزب الوفد من إصدار بيانٍ يطالب فيه المصريين بسحب أموالهم من البنوك الأجنبية وإيداعها في بنك مصر لتحقيق الاستقلال الاقتصادي لمصر.. فأخذتُ أبحث عن زعيمٍ وطني يطالب المصريين بسحب أموالهم من البنك الصهيوني وإيداعها بالبنوك المصرية فلم أجد!!.

 

آسف.. وجدتهم يبيعون أرضنا وبنوكنا بعدما باعوا كرامتنا!!

وتذكرتُ مشايخنا العظام الذين كانت فتاواهم تُقيم الدنيا ولا تُقعدها حتى يتم تنفيذ فتواهم مثل العز بن عبد السلام الذي أفتى بتجريد المماليك من كلِّ ممتلكاتهم قبل فرض أي ضرائب على الشعب لتمويل الحرب ضد العدو الأجنبي فلم أجد!!

 

آسف.. لقد وجدتهم مشغولين بفتاوى الرضاع والبول وإباحة استحمام المرأة باللبن.. "يا سيدنا.. عنها ما استحمت"!!

----------

*[email protected]