- المشرفة تمنع انتقاد نظيف ومحمول الرئيس!!

- د. ليلى عبد المجيد تصف الصحف السياسية بالتقليدية

- د. منصور هيبة: الطلاب أبدعوا في تحرير مشروعاتهم

 

تحقيق- أحمد رمضان

عكست مشروعات التخرج لقسم الصحافة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة هذا العام الحالةَ التي يشعر بها هؤلاء الخرِّيجون الذين يمثلون دماءً جديدةً تضخُّ في عروق مهنة صاحبة الجلالة، فأظهرتهم كالقنابل الموقوتة التي تكاد تنفجر في أي وقت.

 

وجاءت عناوين مشروعاتهم معبِّرةً عما يحدث في مصر من تضييق في مجال الحريات- وخاصةً فئة الشباب- وهو ما تناوله مشروعا (استغماية) و(بكره)، بالإضافة إلى الفساد البيئي والاقتصادي كمشروع (الثروة)، فضلاً عن الأزمة الثقافية التي يعانيها الشعب المصري، وخاصةً الشباب الذي يقع في مرمى هدف تزييف الوعي وطمس الهوية، وهو ما تناوله مشروع (كتب خانة) الحائز على المركز الأول في ملتقى الإبداع الصحفي الثامن، والذي تقام فيه مشروعات تخرج طلاب قسم الصحافة كل عام.
 
 الصورة غير متاحة

 أما مشكلات شباب العالم الإسلامي فتناولتها مجلة (youthink ) باللغة الإنجليزية والحائزة على المركز الثاني، أيضًا مجلة (شخابيط) والتي غاصت في أعماق مشكلات الشباب النفسية والاجتماعية، وركزت على مرحلة "التوهان" المسيطرة عليهم.

 
 

 وعلى المستوى السياسي لم يسلم رئيس الوزراء د. أحمد نظيف من سهام براعم الصحفيين، فتم عمل مجلة بالكامل على وزاراته تحمل اسم (شطرنج)، والتي تنتقد الحالة المزرية التي وصلت لها البلاد اقتصاديًّا وسياسيًّا في عهد وزارة نظيف، كما تشبه الوزراء بقطع الشطرنج التي يتم تحريكها حسب إرادة النظام وليس حسب القاعدة البديهية التي تقول (الرجل المناسب في المكان المناسب)، ووضعت صورة نظيف في إحدى قطع الشطرنج على غلاف المجلة.

 

بل إن الرئيس مبارك نفسه لم يسلم من النقد حتى في مجلة تتناول موضوعات خاصة بالموبايلات وتسمى (misd call )؛ حيث تم عمل موضوع عن موبايل الرئيس إلا أنه تم التدخل من إدارة القسم لإلغائه!!

 

واتسمت مشروعات هذا العام بالتدخل الرقابي من قِبَل إدارة قسم الصحافة بالكلية، وذلك بعد أن واجهت انتقاداتٍ أمنيةً لاذعةً العام الماضي؛ بسبب مشروع تخرُّج حمل اسم (الرئيس)، فبالإضافة إلى مجلة (ميسد كول) هناك جريدة (السلم والثعبان) إحدى المشروعات التي تدور موضوعاتها حول الأحزاب السياسية في مصر، ولها توجُّهٌ معارض للنظام.
 
 الصورة غير متاحة

 

وأوضح الطلبة أن المجلة تمَّ التدخل في تحريرها لتصبح قريبةً من نشرات الحزب الحاكم، ولم يقف الحد عند مجلة (السلم والثعبان) فهناك جريدة (استغماية) والتي كان اسمها في الأصل  (عسكر وحرامية)، وهي سياسية عامة، تم تغيير اسمها لـ(استغماية) وعدلت أغلب عناوين موضوعاتها، وقلبت مقدماتها وافتتاحياتها؛ الأمر الذي وصل لتغيير موضوع كان يحمل العنوان (مع الحزب المحظور) إلى (عصر الحزب الوطني)؛ لأن كلمة محظور غير قانونية.

 

وعلم (إخوان أون لاين) من مصادر وثيقة الصلة من د. ليلى عبد المجيد- المشرفة على مشروعات التخرج ورئيسة قسم الصحافة السابقة- أنها تعمَّدت هذا العام عدمَ تقديم نماذج من مشروعات التخرج للصحفيين في ملتقى الإبداع الصحفي لعدم الترويج لها خوفًا على مستقبلها المهني في الكلية، خاصةً أنها تطمع في الفوز بمنصب عميدة الكلية خلفًا للدكتورة ماجي الحلواني العميدة الحالية، والتي ستنتهي مدتها هذا العام.

 

ورغم إشادة كبار الصحفيين- الذين حضروا حفل تقييم المشروعات- بالمجلات، خاصةً السياسية منها.. إلا أن د. ليلى عبد المجيد أكدت لنا أنها تقليدية، وتقلِّد صحفًا موجودةً بالسوق كـ(الدستور) و(صوت الأمة)، وعندما سألناها عن سبب طغيان النقد السياسي على مجلات خريجي قسم الصحافة أكدت أن ذلك غيرُ صحيح لأنه لا يوجد سوى 3 مجلات فقط تدخل تحت هذا المسمَّى وهي (استغماية) و(بكره) و(شطرنج)، موضحةً أن المشروعات الفائزة هي تلك التي قام فريق عملها بدراسات للجمهور والسوق!!

 

أما د. محمد منصور هيبة- الأستاذ بقسم الصحافة والمشرف المشارك على المشروعات- فكانت له وجهة نظر مغايرة تمامًا؛ حيث أكد أن مجلات خرِّيجي القسم جاءت معبِّرةً عن الواقع في كل المجالات، كما حملت همَّ الشارع المصري خاصةً أنها تصدر في ظل مجموعة من الأحداث المتتالية من تعديلات دستورية إلى انتخابات مجلس الشورى، هذا على المستوى الداخلي.. أما خارجيًّا فتمثل في الاقتتال بين حماس وفتح فضلاً عن الأحداث الدامية في العراق وما يحاك لإيران.

 

وشدد منصور على أن هؤلاء الشباب يعيشون الواقع بكل ما فيه، وأنهم يمثلون شعلةً تضيء الطريق عبر عقول متفتحة مستنيرة.

 

(كتب خانة)
 
 الصورة غير متاحة

التقى (إخوان أون لاين) ببعض صحفيِّي المستقبل، ومنهم هالة عبد اللطيف- المشاركة في مجلة (كتب خانة) الحائزة على المركز الأول- والتي أكدت أن فكرة مجلتها تقوم على محاولة وقف تزييف وعي الشباب بأفكار وثقافات غير صحيحة، وأن الكتاب هو أصل المعرفة، كما تدقُّ المجلة ناقوس الخطر لما يحدث من توجيه الفكر والمعلومات الخاطئة، التي يتم إيصالها للشباب، وأضافت هالة أنه بالرغم من أن المجلة ثقافية إلا أنها تناولت عمليات المد الشيعي وإيران وأحداث العراق.

 

ومن مجلة (youthink ) الحائزة على المركز الثاني يقول عمرو نجيب: إن الشباب المسلم يمر بمرحلة تتجاذبه اتجاهات مختلفة، فجاءت فكرة المجلة من التركيز على الرابط بينهم جميعًا في إطار الخلفية الثقافية الإسلامية، وهو ما يميز المجلة على حد قوله في أنها أسلوب حياة يركز على (كيف نعيش حياتنا الطبيعية بما لا يتنافى مع الإسلام؟!) وليست خطابًا دينيًّا.

 

ويضيف زميله محمد الششتاوي: أن المجلة تعد الأولى التي توجَّه لشباب العالم الإسلامي في 20 دولة باللغة الإنجليزية، وأن الجديد فيها تجربة الصحافة التليفزيونية؛ حيث زوِّدت المجلة بـcd لتحقيق عنصر التفاعلية.

 

وألمح الششتاوي إلى بُعد آخر في فكرة مشروع تخرجه، وهو ضرورة أن نخاطب أنفسنا أولاً قبل المطالبة بالحوار مع الآخر، خاصةً أننا نهتم بالآخر ولا نهتم بالذات الذي انفصلنا عنه، على حد قوله.

 

أما محرز غالي- المدرس المساعد بقسم الصحافة، والذي أشرف على مجلة (الثروة)- فأشار إلى أنها مجلةٌ تنمويةٌ شاملةٌ، عكس معظم صفحات البيئة في مصر، والتي وصفها بالصفحات المتخلفة، وأن معظمها مدفوع الأجر من وزارة البيئة في صورة إعلانات للصحف، وبالتالي يغلب عليها طابع المديح والمجاملات دون مناقشة قضايا البيئة الحقيقية، وأضاف غالي أن المجلة تتخذ من المنطلق التنموي خطًّا فكريًّا في إدارتها، وتسلِّط الضوء على مشكلات البيئة وصحة الإنسان وضرورة الحفاظ عليها كضرورة لضمان بقاء الأجيال القادمة، كما تتحدث (الثروة) عن حُسن استغلال الموارد، خاصةً أن هناك فشلاً ذريعًا في إدارة مواردنا.

 

(شطرنج)

 الصورة غير متاحة

ومن مجلة (شطرنج) التي أثارت جدلاً واسعًا وصداعًا في رأس د. ليلى عبد المجيد أوضح أحمد الضبع أنها تناولت الجانب الخفي لحياة الوزراء وأسباب فشل وزارة نظيف على وجه الخصوص في إدارة البلاد كسلطة تنفيذية، وشدَّد الضبع على أن المجلة ليست (شتمخانة) كما أوضح في مقاله بالمشروع.

 

وتقول شيماء إبراهيم- إحدى صحفيات مجلة (شخابيط)- إن المجلة موجَّهة للمراهقين ما بين 14 و18 عامًا، وهي الفئة التي لا يوجد لها مجلاتٌ تتحدث باسمهم في سوق الصحافة المصرية على حد قولها، موضحةً أن فكرة المجلة نَبَعَت من حالة التوهان التي يعيشها الشباب وحقوقهم الضائعة، خاصةً السياسية، في عدم القدرة عن التعبير عن آرائهم في القضايا السياسية المثارة، كما غاصت المجلة في أسرار هذه الفئة التي تقع ما بين الطفولة والشباب الناضج.