أوردت جريدة (كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية تقريرًا عن التمساح الهارب الذي يجوب مجرى النيل عند محافظة القاهرة قرب منطقة المعادي والمنيل، قالت فيه إن الارتباك هو السمة الرئيسية في تعامل السلطات المصرية مع المشكلة؛ الأمر الذي أثار الذعر في نفوس المواطنين.

 

ويورد التقرير- الذي أعدته جيل كارول مراسلة الجريدة من القاهرة- ملامح ارتباك السلطات في التعامل مع قضية التمساح، ومن بينها أن أحد رجال شرطة المسطَّحات المائية أخبر المراسلة أن التمساح تم "اعتقاله" قرب المعادي إلا أن رئيس شرطة المسطَّحات أكد لها أن التمساح لا يزال طليقًا!!

 

كذلك أشار التقرير إلى أن أحد رجال الشرطة المسئولين عن تأمين القرية الفرعونية في منطقة المنيب قال إنه يعرف أن التمساح استقرَّ في إحدى الجزر الواقعة في النيل قرب منطقة المنيل، لكنه أكد أنه إذا رأى التمساح فلن يقتله، مبررًا ذلك بأنه ليس من مهام وظيفته قتل التمساح، وأضاف ضاحكًا "لو رأيته سأجري"!!

 

ويذكر التقرير أن هذ الارتباك الحكومي فتح الباب أمام انتشار الشائعات، فالكل يُدلي بدلوه في الموضوع، ومن بين الشائعات المنتشرة أن التمساح فرَّ من القرية الفرعونية، إلا أن السلطات نفت ذلك؛ لأن القرية الفرعونية لا تضم أية حيوانات، بينما قال آخر إن أحد الأشخاص كان يحمل تمساحًا وليدًا معه، وسقط منه في النيل عن غير قصد، ولم يقل أي شخص بذلك، وقد وصل تعدُّد الشائعات إلى حدِّ أن قال البعض إنه لا يوجد أي تمساح من الأساس في النيل، فيما قال آخرون إن هناك تمساحَين أحدهما لذكر والآخر لأنثى، أحدهما طوله متران والآخر طوله 6 أمتار!!

 

وقال: إن تلك الشائعات جعلت المسألة محور اهتمام لكل وسائل الإعلام، على الرغم من عدم وجود صور للتمساح، ولما توجَّهت المراسلة إلى المسئولين ليخبروها بالحقيقة اكتفوا بالقول إن هناك تمساحًا في النيل ومن حق المواطنين أن يخافوا!!

 

أكد التقرير أن المحصِّلة النهائية هي أن هناك مخاوفَ كبيرةً لدى المواطنين من ذلك التمساح إلى الدرجة التي جعلت كثيرًا من المواطنين يخشون الاقتراب من نهر النيل، وهو ما أثَّر بالسلب على المطاعم السياحية الواقعة قرب النيل أو في السفن السياحية التي ترسو في النيل نفسه.