بسم الله الرحمن الرحيم

في الوقت الذي تتوالى فيه الاعتداءات الصارخة على المواطنين المصريين التي تمثلت في تكرار عمليات التعذيب، والقتل للأبرياء في أقسام الشرطة، وفي المنازل كما وقع في سيوة، والجيزة، والمنصورة، وغيرها من المحافظات، حتى أصبح المواطن لا يأمن على نفسه، ولا ماله، ولا أهله من بطش رجال الأمن وضباط المباحث الذين يعيثون في الأرض فسادًا وينشرون الخوف، والقلق بين المواطنين في الشوارع، والطرقات، وفي المدارس والنوادي والجامعات، بل وفي المساجد.

 

وفي الوقت الذي كان المجتمع بكل فئاته ينتظر أن يصدر من سلطات الحكم بعض الإجراءات لمواجهة هذا العبث من قِبل أجهزة الأمن ضد الوطن والمواطنين الأبرياء الشرفاء، داهمت قوات مباحث أمن الدولة المدعومة بجحافل الشرطة التي تسلط سلاحَها ضد المصريين منزل المهندس نبيل مقبل، الذي كان يستضيف مجموعة من إخوانه كحق طبيعي للمواطنين في الاجتماع، ولكن منذ متى كان احترام حرية المواطن مع هذا النظام؟!

 

لقد تم إلقاء القبض على كل الموجودين بالمنزل وهم :

1- الدكتور محمود حسين- عضو مكتب الإرشاد وأستاذ بكلية هندسة جامعة أسيوط (أسيوط).

2- الأستاذ السيد نزيلي- مدير عام بالشئون الاجتماعية- بالمعاش (الجيزة).

3- الدكتور عصام العريان- طبيب تحاليل وأمين صندوق نقابة الأطباء (الجيزة).

4- الدكتور سناء أبو زيد- طبيب أطفال (الجيزة).

5- المهندس نبيل مقبل- رجل أعمال (الجيزة)

6- الدكتور أحمد عمر- الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء وأمين لجنة الإغاثة باتحاد الأطباء العرب (القاهرة).

7- الشيخ حمدي إبراهيم- موجه سابق بالتربية والتعليم (القاهرة).

8- د. محيي الزايط- استشاري جلدية وتناسلية بجامعة عين شمس (القاهرة).

9- الدكتور حسام أبو بكر- أستاذ م بكلية الهندسة جامعة المنصورة (القاهرة).

10- المهندس خالد البلتاجي- مهندس حر (القاهرة).

11- الدكتور محمد كمال أستاذ بكلية طب جامعة أسيوط (أسيوط).

12- الدكتور علي عز الدين ثابت أستاذ بكلية طب جامعة أسيوط (أسيوط).

13- المهندس أسامة حسنين- مهندس بهيئة السد العالي (أسوان).

14- الدكتور محمد عبد الفتاح إبراهيم- أستاذ بكلية الهندسة جامعة أسيوط (أسيوط).

15- همام علي يوسف- مدير مدارس الدعوة بسوهاج (سوهاج).

16- سيف الدين مغربي مهندس- بالمعاش (قنا)

 

هذه الواقعة ولا شك تمثل عدوانًا صارخًا على حرية المواطنين وعلى حرمة البيوت الآمنة، كما تمثل مخالفةً للدستور والقانون، حيث لا يأبه النظام بأى شيء، وبات الوطن في خطر جرَّاء هذه الممارسات الفجة، وغير المبررة والتى لا تستند إلى أي شرعية وإنما تؤكد أسلوبًا استبداديًّا ونهجًا قمعيًّا وظلمًا وعدوانًا على جميع فئات الشعب لضمان استمرار هذا النظام وبقائه حتى ينشر مزيدًا من الفساد بين العباد.. أما آن لهذا النظام أن يراجع نهجه، وأن يغير أسلوبه، وأن يعمل على إزالة الاحتقان ومواجهة حالة الغليان التي تسري في أرجاء الوطن حتى ينعم الشعب بالأمن والاستقرار؟.

 

إن الوطن في أزمة بسبب هؤلاء المفسدين الذين يبيعون البنوك والشركات ويسلمون مقدرات الشعب لأعدائه، كما أن فشل الحزب الحاكم في التواصل مع الناس وفي اكتساب أي شرعية من الأمة وعدم قدرته على التعامل مع مشاكل البطالة والصحة والمياه وحوادث الطرق والعجز في الموازنات وغير ذلك من المشكلات التي تهدد أمن مصر وأبنائها، يجعله بكوادره القليلة العاجزة يستخدم عصا الشرطة والأمن لمنع خصومه السياسيين من أبناء الوطن جميعهم وفي القلب منهم الإخوان المسلمين من المنافسة الحقيقية في التواصل مع الناس.

 

إن كل هذه الأفعال لن تثني أصحاب العقيدة والقيم والمبادئ عن الاستمرار في مسيرتهم السلمية المجتمعية ولن تفت في عضدهم ولن تمنعهم من القيام بواجبهم تجاه وطنهم وأمتهم للوصول إلى الإصلاح المنشود.

 

ولن يجني النظام من هذه الأفعال إلا مزيدًا من الكراهية والإعراض من أبناء الأمة جميعًا.

 

ونقول إننا ماضون بكل عزم وثبات واطمئنان في طريقنا بدعوتنا السلمية بالحكمة والموعظة الحسنة.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.. ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾، ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾

محمد مهدي عاكف- المرشد العام للإخوان المسلمين

القاهرة في : 5 من شعبان 1428هـ الموافق 18 من أغسطس 2007م