نفى طارق الهاشمي- نائب الرئيس العراقي والأمين العام للحزب الإسلامي بالعراق- مشاركة حزبه في التحالف الرباعي الكردي الشيعي الذي تشكَّل مؤخرًا لدعم الحكومة العراقية برئاسة جواد المالكي بعدما فقدت 17 وزيرًا من أصل 35؛ بسبب حالات انسحاب أو تجميد مشاركة من جانب بعض القوى السياسية المشاركة في التشكيل الحكومي.

 

وجدَّد الهاشمي الانتقادات التي وجَّهها إلى التحالف الرباعي؛ حيث قال في تصريحات لقناة (الجزيرة) الفضائية إن التحالف لا يقدم جديدًا للساحة السياسية العراقية بالنظر إلى وجود تحالفات إستراتيجية موجودة بالفعل؛ الأمر الذي يوضح عدم فاعلية ذلك التحالف الجديد لـ"عدم حاجة الوضع في العراق إلى المزيد من الاستقطابات".

 

 

طارق الهاشمي

وأضاف الهاشمي أن الحزب الإسلامي لن يشارك في ذلك التحالف الجديد ولو في المستقبل، موضحًا أن الحزب لديه رؤية أخرى للوضع السياسي العراقي الذي وصفه الهاشمي بـ"الحرج"، وهي الرؤية التي تختلف عن الأفكار التي يتبنَّاها التحالف الرباعي الجديد.

 

يأتي ذلك فيما انضمَّ الهاشمي إلى الاجتماع الذي بدأ أمس بين كبار الشخصيات السياسية العراقية؛ حيث جمع اللقاء أيضًا الرئيس جلال الطالباني- الذي استضاف الاجتماع في منزله- ونائبه الشيعي عادل عبد المهدي ورئيس الحكومة جواد المالكي ورئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، على الرغم من أن الهاشمي رفض المشاركة في الاجتماع الذي عقدته الكتل السياسية الكردية والشيعية الأربعة، وهي حزب الدعوة الإسلامية والمجلس الإسلامي الأعلى في العراق، وهما شيعيَّان، والاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، وهما كرديان.

 

ويهدف هذا الاجتماع إلى تمهيد الأجواء للحوار بين الكتل السياسية المختلفة في العراق؛ من أجل الوصول إلى صيغة مشتركة للوضع العام في البلاد، ويقول المراقبون إن موافقة الهاشمي على حضور ذلك الاجتماع الجديد- على الرغم من رفضه المشاركة في التحالف- هي لرغبة الهاشمي في توضيح موقف الحزب الإسلامي وجبهة التوافق الوطنية العراقية- التي يمثل الحزب الإسلامي أكبر دعائمها- من العملية السياسية، وهو الموافقة على الحوار مع مختلف الكتل السياسية، ورفض الدخول في تكتلات وتحالفات جديدة لعدم حاجة الوضع السياسي العراقي لها.

 

قصف إيراني

وفيما يتواصل الجدل السياسي في العراق بدأت نذُر أزمة إنسانية في الظهور في إقليم كردستان العراق بسبب القصف الإيراني الذي تعرضت له المناطق الواقعة شمال البلاد، وهو القصف الذي برَّره الإيرانيون بأنه استهداف لحزب الحياة الكردستاني الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني في إيران، والذي يمثِّل المتمردين الأكراد في البلاد، ويتخذ من المناطق الكردية شمال العراق ملاذًا له كما هو الحال مع حزب العمال الكردستاني التركي.

 

 الصورة غير متاحة

قوات إيرانية تتوغل داخل الأراضي العراقية

وقال حسين أحمد قائمقام قضاء قلعة دزه- الواقعة 178 كلم شمال مدينة السليمانية بكردستان العراق-: إن هذه الأزمة تتمثَّل في نزوح ما يزيد على 200 عائلة من سكان تلك القرى إلى مناطق أخرى ضمن قضاء قلعة دزة الذي تعرَّض للقصف، مشيرًا إلى أن العمليات الإيرانية أسفرت عن إصابة امرأتين.