رغم أن التدوين نال اهتمام الكثير من المثقفين والسياسيين وحتى صناع القرار خلال الفترة القليلة الماضية، وخاصةً بعد إقبال العديد من الشباب على دخول هذا العالم الجديد للتعبير عن آرائهم وأفكارهم بكل حرية دون قيد أو رقيب، وما نتج عن ذلك من حراك فكري في الوسط السياسي، إلا أن البعض رأى أن التدوين مجرد موضة شبابية سرعان ما تزول وتنتهي بعد أن ينطفئ بريقها ولمعانها كغيرها من التقنيات الحديثة التي يتعلق بها الشباب، ثم لا يلبثون أن يتركوها بعد فترة.

 

لكن الغريب أن عالم التدوين لم يعد يقتصر على الشباب فقط، بل شارك فيه رموز كبيرة، سواءٌ كانت مستقلةً أو تنتمي لتيارات وتوجهات فكرية متنوعة، أمثال إبراهيم الزعفراني، أحمد فؤاد نجم؛ حنان فاروق؛ محمد حمّاد، عبد العزيز تاعب، حسين علي محمد، أحمد خفاجي، خالد حفظي، هيثم أبو خليل؛ الأمر الذي قد يتعارض مع القول بأن "البلوجرية" أو "التدوين" موضة شبابية سرعان ما قد تنتهي.

 

وجاءت مدونات هؤلاء الكبار تحمل تجارب متوازنةً وقيِّمةً في نفس الوقت؛ فمنها على سبيل المثال لا الحصر ما تتحدث عن وقائع تاريخية لمناضل إخواني وبعض ممن عايشهم كما في مدونة (من الذاكرة)، وأخرى تتحدث عن حال المواطن المطحون كما في "مُكنة الفاجومي"؛ ومنها من تحمل همسات دينية إنسانية حنونة كما في "بين بين"؛ أو تعيد ذكريات الطفولة من خلال "كاريكاتير"؛ أو تعبر عن صرخة مستضعف كما في منبر "شموع"؛ ومنها من تحمل مقالات دينية وسياسية عميقة كما في "وطني".

 

تجارب الكبار في دخول "موضة التدوين" كان محض جدل ونقاش بين الكثير ممن يهتمون بهذا المجال، وهو ما دفعنا إلي التساؤل: هل دخول الكبار في موضة الشباب تحدٍّ أم مجاراةٌ لهم؟ أم أن التدوين اجتذب فعلاً تلك الحقب العمرية صاحبة الفكر العقلاني المتَّزن لفائدة ما رأوها في هذا المجال ولم يرَها غيرُهم؟ وما السبب في اتخاذهم جميعًا من مكتوب ثوب التصميمات الهادئة والتقنية العالية واللغة العربية مقرًّا لهم دون أي اتفاق؟

 

(إخوان أون لاين) التقى بهؤلاء؛ في محاولةٍ للتوصل إلى إجابة على الأسئلة السابقة، ومعرفة ما يدور في أذهانهم؛ فكان ما يلي:

من الذاكرة

كانت بداية لقاءاتنا مع الدكتور إبراهيم الزعفراني- أمين عام نقابة الأطباء بالإسكندرية وعضو لجنة سجناء الرأي وأحد أبرز قيادات جماعة الإخوان المسلمين- الذي انضم مؤخرًا إلى عالم المدوِّنين "الشباب" ورغم أنه يبلغ من العمر 56 عامًا إلا أنه أنشأ مدونة حملت اسم "من الذاكرة".

 

 الصورة غير متاحة

د. إبراهيم الزعفراني

وعن سبب اختيار هذا الاسم يقول د. الزعفراني إنه اختار هذا الاسم بدلاً من "مذكرات" خوفًا من أن تخونه ذاكرته ويخطأ في تحديد تاريخ أو اسم لحدث معين، على اعتبار أنها مجرد أحداث راسخة في ذهنة، بينما المذكرات- في رأيه- تحتاج إلى وثائق وأدلة؛ لذا هي معلومات "من الذاكرة"؛ آملاً أن يُذَكِّرهُ أحدُ الذين عاصروا الأحداث معه إن أخطأ.

 

ويرى د. الزعفراني أنه ما زال في طور التذكر، وسيدخل فيما بعد في مرحلة البحث عن الوثائق، مؤكدًا أن الدكتور عصام العريان بالفعل قد شاركه في تذكر بعض الأحداث، ويضيف: رغم أن معظم هذا الجيل لا يستخدم الإنترنت "إلا أننا سنستفزه إلى أن يضطر للدخول على الإنترنت والمشاركة معنا".

 

ويوضح أن فكرة إنشاء مدونة بدأت تبرُق في ذهنه من خلال مجموعة من الشباب كان يلتقي بهم ويروي لهم قصصًا وأحداثًا، فطالبوه بأن تكون هذه الأحداث متاحة للجميع، ففكر في عمل موقع، لكن الموقع يحتاج مثابرةً وأبوابًا، فوقع الاختيار على إنشاء مدونة.

 

ويؤكد د. الزعفراني أن الهدف من التدوين هو نقل خبرات السنين التي تراكمت من المواقف والأحداث التي مرَّ بها خلال مسيرة حياته خلال الـ45 عامًا الماضية، مشيرًا إلى أن المدونات إحدى الوسائل التي تثبت المعلومة، فضلاً عن أن الجيل الجديد الشغوف بالمدونات سوف يدخل ويقرأ ألوان المواقف، ويأخذ منها العبر ويضيف إليها.

 

ويرفض د. الزعفراني فكرة أنه قد يُفسر كلامه على أنه رأي الإخوان المسلمين؛ باعتباره أحد قيادييها، مؤكدًا أن أيَّ فرد له الحق في قول رأيه الخاص، أما رأي الإخوان فله أناس مختصون لإعلانه، ويستكمل قائلاً: "وبالتالي من حقي أن أقول رأيي الذي قد أصيب فيه أو أخطئ".

 

نجم.. الفاجومي

 الصورة غير متاحة

أحمد فؤاد نجم

بينما اختار أحمد فؤاد نجم صاحب الـ78 عامًا لمدونته اسم "مكنة الفاجومي"، ويوضح نجم أن كلمة "الفاجومي" تعني الأحمق وهو لقب يعتز به كما يقول، أُطلق عليه في الحقبة الساداتية؛ نتيجةَ مشاغباته السياسية وتعدد اعتقالاته.

 

وحول فكرة إنشاء المدونة يقول نجم: "أنا معرفش في النت، ولما العيال قالوا لي عملنا لك مدونة، رغم إن أنا معرفش يعني إيه مدونات.. بس لما لقيتهم بيحبسوا العيال قلت فرصة أتضامن معاهم، وحلو إني أكون معكم".

 

وطالب نجم الشباب باستغلال أي فرصة للتعبير عن رأيهم بكل صراحة، وإثبات أنفسهم أمام التحديات التي تواجههم، وقال: "إوعوا تسكتوا، لحسن تفضلوا مكتومين لغاية متلاقوا البلد اتباعت، اتكلموا انتوا بتدافعوا عن حاضركم ومهما حصل".

 

واختتم رسالته للشباب قائلاً: "إما حياة تسر الصديق.. وإما ممات يكيد العدا"، ودائمًا ما يغازل نجم الشباب في مدونته بألفاظ وعبارات مثل: "بحبكم يا عيال، يا ورد مصر المفتح"، ويتحدث عن أحداث الفتنة الطائفية ويهدد المصريين قائلاً: "اعقلوا لحسن والله العظيم أعمل نيولوك، عشان لا حد يعرفني ولا أعرف حد".

 

خفاجي

 أما د. أحمد خفاجي (42 سنة) والذي يطلق على نفسه شاعر المستضعفين؛ فقد استهل مدونته التي أطلق عليها "شموع" بتساؤل يعبر عن الهدف من إنشاء المدونة يقول: "أخبرني كيف نجوت من الموت، مع أنك حر من أحرار بلادي، وكيف تطعم أولادك دون أن تسرق أولادي، في زمن لا يُرزق فيه إلا من كان صديقًا للجلاد!".

 

ونتيجةً لإقامة خفاجي بأمريكا منذ فترة طويلة، فهو يشعر أن التحدث باللغة العربية مع أفراد والتفاعل معهم هي رغبة ملحَّة له، فضلاً عن أن مكتوب يمثل له "بيئة عربية"، كما يلاحظ خفاجي أن التوجه الإسلامي بمكتوب قوي جدًّا، فالإسلاميون أو الناصريون أو القوميون يكتبون عن الإسلام ويدافعون عنه! أما هو فيحصر معظم كتاباته في أشعار سياسية، ويتجنب الكتابات الدينية حتى لا يقع في حرجٍ شرعي.

 

ويرى خفاجي أن التدوين ليس موضةً شبابيةً، متسائلاً: هل محتوى القضية التي تهدف لها المدونة مفيدٌ أم لا؟، وقال إن كل من لديه هدف ورؤية محددة يجب عليه أن يشارك في عملية التدوين، مشيرًا إلى أنه يرغب في عمل مدونة باللغة الإنجليزية ليخاطب من خلالها الغرب، خصوصًا فيما يتعلق بالإسلام، والذي كثيرًا ما يسألونه عنه؛ فيوجههم إلى المواقع التي تتحدث عن الإسلام بالإنجليزية.

 

وأضاف: بأمانة شديدة حين أجد المدوِّن في مقتبل العمر أكون أشد حرصًا على أن أكتب له؛ لأن أمامه مستقبلاً أطول، ولو استطعت التأثير فيه سآخذ ثوابًا أكبر؛ فالشباب إن دخل على النت ووجد كل ما أمامه تافهًا، فستتراكم لديه مفاهيم خاطئة، أما عندما يفتح صفحةً ويجد فيها قيمًا وقضايا مهمة، فسيضاف لشخصيته شيء بنَّاء.

 

وأشار إلى أن التدوين يأخذ من وقته حيزًا كبيرًا جدًّا، إلا أنه لا يأخذه من أسرته؛ لأنه يدوِّن أثناء وجوده بعمله، كما يقول، وأشاد خفاجي بتجربة شباب الإخوان في التدوين، مؤكدًا أنها خلقت مدونات قوية جدًّا.

 

بين بين

وتعتبر مدونة "بَيْنَ بَيْن" هي المدوِنة الوحيدة لامرأة من بين مدوني الجيل القديم أو على الأقل هي أشهرهن، وهي للدكتورة حنان فاروق (طبيبة- 40 سنة).

 

و"بين بين" هو اسم قد يبدو غريبًا للوهلة الأولى، إلا أنه يعبر بشدة عن طبيعة حياتها، فهي تعيش بالسعودية حيث تعمل وزوجها، وبالتالي هي بين مصر والسعودية، لا هي مصرية ولا هي سعودية، فهي بين بين.

 

تقول د. حنان- في تفسيرها لاختيار اسم المدونة-: حين تكون بالغربة تعيش في حيرة بين الغربة وعملها، وحين تعود لبلدها تشعر بعدم الاستقرار؛ حيث إنها اعتادت على نوعية الحياة بالغربة، فهي "بين بين"، فضلاً عن كونها سريعةَ الفرح والحزن في نفس الوقت، فهي أيضًا "بين بين".

 

وعن سبب اتجاهها للتدوين تقول: "أنا أكتب مقالات وشعرًا وقصصًا، وما دام لديَّ كتاباتي الخاصة فمن الأفضل أن أحتفظ بها على المدونة كأرشيفٍ لي؛ حتى يكون ذلك نواةَ عملٍ لأي مجلة ورقية أو عنكبوتية"، فضلاً عن أن المدونة مكانٌ للتفاعل مع الناس والتواصل مع آخرين، إلى جانب إمكانية إخراج كل أفكارها التي تعبر عنها فيها، وفي النهاية ستكون باسمي عكس المنتديات التي تُستخدم فيها أسماء مستعارة.

 

وتنفي د. حنان أن يكون انضمامها لعالم التدوين تقليدًا للشباب، لكنها ترى أنها تقنيةٌ جديدةٌ، مثلما كان النت كله تقنية جديدة، مؤكدة أن الشباب هم "اللي هزُّوا الدنيا بمدوناتهم" من خلال تجربتهم الجريئة؛ حيث نزلوا إلى الشارع وصوَّروا ونشروا وتظاهروا، مشيرةً إلى أن مدونات جيلها من الكبار تكون مثل: كتاب أو مقال، لكن مدونات الشباب أقل ما توصف به المناضلة، وهي من صنع التغيير.

 

وطني
 
 الصورة غير متاحة

المهندس خالد حفظي

ويعلن المهندس خالد حفظي ( 47 عامًا) عن انتمائه في مدونته "وطني" ويستهل مدونته قائلاً: "أنا وطني.. أحب وطني.. وكل أبناء وطني.. أنشد الخير لوطني.. أنشد الحرية لوطني.. وأمد يدي لكل وطني.. كي نعيد البسمة لوطني.

 

وتهدف الموضوعات المطروحة بالمدونة إلى علاج قضايا وطنية كبيرة تتعلق بالوطن، سواءٌ سياسية أو اجتماعية، كما تناقش أفكارًا وصفاتٍ يتمنَّى حفظي أن تكون في وطنه، ويؤكد حفظي أن التدوين يمثل تجربةً قوية ومهمة ينبغي استثمارها جيدًا، فكل مدوّن له في مدونته حرية طرح أي أفكار قد ترفض نشرها أو قد تقبلها كثير من الصحف.

 

ويتفق حفظي مع من يرفض أن تكون حركة التدوين مجرد موضة شبابية، مؤكدًا أنه اتخذ قرارَ الاتجاه نحو التدوين لحاجته إلى هذه المدونة؛ لأنه- كما يقول- لو حاكى موضة التدوين لمجرد كونها موضةً فسوف يحاكي أيضًا الموضة في الملابس وغير ذلك! وإنما هي تقنية جديدة استُخدمت في التعبير، لكن أكثر من استخدمها هم الشباب؛ لأنهم أكثر فئة مهضومة، ومساحات التنفيس لديهم محددة ومقيدة، فمنهم العاطل الذي لا أمل له في الدنيا، ويرى لونها أسود، يبحث عن متنفس، لكن لو يعمل ويستقر نفسيًّا وعاطفيًّا وماديًّا لن يكون "ثورجي".

 

ويشدد حفظي- على اعتبار أنه منتمٍ لجماعة الإخوان المسلمين- على أن مدونته تعبر عن رأيه الشخصي وليس عن رأي الإخوان؛ لأنه ببساطة ليس له الحق أن يتحدث باسم الإخوان، معترفًا أنها إشكالية كبيرة، ولكن من يفهم الإخوان بشكل جيد يدرك أن حاملي فكرهم ليسوا مجرد قوالب مستنسخة، ويستكمل قائلاً: الإخوان ليسوا حاسبات يوضع لهم "input" وتخرج output""، ولم يعلمنا الاخوان ذلك ولا نحن هكذا، فنحن من حقنا أن نقبل ونعترض ونوافق ونرفض، لا بد أن تكون لدينا مساحة متاحة للعقل البشري.

 

ويؤكد حفظي أن المدونة تشغل حيِّزًا كبيرًا من وقته بشكل مزعج؛ لأن عليه القيام بالرد على الزائرين والتفاعل معهم ونشر موضوعات تثير جدلاً ثقافيًّا، وهو ما يمثل له عبئًا.

 

كاريكاتير تاعب

وتعد ريشة الفنان عبد العزيز تاعب (67 عامًا) وعضو جمعية الكاريكاتير العالمية هي العامل المشترك لكل من سندباد وسمير وميكي وعلاء الدين والعربي الصغير وسدرة وسامر والشبل، وهذا ما يفسر أن أغلب زوار مدونته "كاريكاتير" من الشباب وتحديدًا ممن يعرفونه عندما كانوا أطفالاً، من خلال رسوماته، بالإضافة إلى عدد كبير من الشباب، أما الذين هم في سنه فهم قليلون؛ لأنه يعيد من خلال مدونته ذكريات الطفولة إلى الشباب بفضل رسوماته؛ حيث عمل رسامًا بمجلات كثيرة معظمها كانت للأطفال.

 

ولعل هذا سبب شعور تاعب بالتجاوب مع قلم كل الأجيال، سواءٌ كان قلم الجيل العاقل أو مع قلم الجيل "الروش" على عكس كل جيله.

 

ويضيف تاعب أن التدوين يمثِّل إضافةً جيدةً وجديدةً لتبادل المعرفة، ومنفذًا لحرية الفكر، مشيرًا إلى أن أهم ما يميز مدونته قدرته على نشْر ما يريد من أفكار دون تدخل من أحد، فضلاً عن نشر أفكاره ورسومه الفنية في مكان جديد مختلف عن الصحافة، فالمدونة- كما يقول- هي موقع يخصه يضع رسوماته عليه، إلى جانب رغبته في نشر رسومه في مجالات أخرى بعد الصحافة والكتب والتلفزيون، واختار تاعب مكتوب ربما لأنه هو أول موقع عربي.

 

والمدونة لا تؤثر على وقت تاعب؛ لأن الرسوم التي ينشرها يعيد نشرها مرةً أخرى في الصحافة؛ فهي من صميم عمله إذن، ولا تأخذ من وقت الأسرة؛ لأن عملية إضافة الرسوم إلى المدونة لا تستغرق سوى نصف ساعة كل يومين أو ثلاثة أيام.

 

حسين علي محمد

أما د. حسين علي محمد (57 عامًا) أستاذ الأدب الحديث بكلية اللغة العربية بالرياض جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وصاحب مدونة "مدونة الدكتور حسين علي محمد" والذي ينشر فيها إبداعاته في الشعر والقصة والمسرح، وإبداعات بعض أصدقائه ومقالاتهم، والدراسات التي نُشرت حول إبداعاته؛ يقول: "لم يكن دخولي عالم التدوين مجاراةً لتقليعة أو موضة شبابية، وإنما كان استجابةً لرغبة أدبية أصيلة في نفسي"؛ فقد قررت الدخول لعالم التدوين بعد أن أنشأت موقِعَين، ثم تبين لي أنني أريد أن يكون لي صوتي الخاص، فأنشأت هذه المدونة لأقول رأيي، أو أنقل من آراء الآخرين ما أراه يعبر عن رأيي، ورغم أنني أنشأت المدونة منذ عام فقط في 6/10/2006م إلا أن زوَّارها الآن يقتربون من 150 ألف زائر.

 

وأوضح أن مدونته يدخلها الشباب والشيوخ، وأكثر مَن يدخلون هم هواة الأدب ومحبوه، وهو يهتم بدخول مدونات الشباب ليرى إبداعاتهم، فضلاً عن بعض المبدعين الكبار، ومنهم (الفنان تاعب)، وبعض الصحفيين البارزين ومنهم محمد حماد.