نفى فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين أن التمسك بالإسلام وجعله أساسًا لنظام الحياة من خلال تطبيق الشريعة الإسلامية يُنافي وجود أقليات غير مسلمة في الأمة المسلمة، وينافي الوحدة بين عناصر الأمة، مؤكدًا أن الحق غير ذلك تمامًا، موضحًا أن الإسلام الذي وضعه الحكيم الخبير الذي يعلم ماضي الأمم وحاضرها ومستقبلها قد احتاط لتلك العقبة وذللها من قبل؛ وذلك واضح جلي بأدلة لا تحتمل الشك ولا التأويل.

 

وأضاف فضيلته في رسالته الأسبوعية بمناسبة المولد النبوي الشريف أن الله عز وجل قدَّس الوحدة الإنسانية العامة في أصل الخلقة فقال: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ (الحجرات: من الآية 13)، ويؤكد الرسول- صلى الله عليه وسلم- ذلك فيقول: "كلكم بنو آدم وآدم خلق من تراب"، وكذلك اشتمل القرآن الكريم على نص صريح للبر بالأقليات والإحسان إليهم وتحقيق العدل لهم، كما نهى عن ظلمهم أو انتقاص حق من حقوقه، وأدلة القرآن والسنة على ذلك كثيرة.

 

وأضاف أنه إلى عهدٍ قريبٍ كان اليهود يعيشون في ربوع الدول الإسلامية والمسيحيون يحيون معنا وهم آمنون على أموالهم وبيوتهم ودمائهم وأعراضهم، وتجارتهم رابحة وأعمالهم غير مصادرة، مؤكدًا أن ما يقع الآن إنما هو ثمرة لسوء صنيع الغرب بغرس الصهاينة في أرضنا.

 

وأوضح فضيلته أن قبط مصر وأهلها لهم وصية خاصة من الرسول- صلى الله عليه وسلم-، مضيفًا أن الإسلام حفظ حرمات بيوتهم ولم يحل لأحد أن يدخلها إلا بإذن منهم، مناشدًا حكام المسلمين وقادة العالم أن ينصتوا لهذه الوصية، حتى يكفوا عن إزعاج الأطفال والشيوخ والنساء بكسر أبواب البيوت، والعبث بمحتوياتها وسرقة ونهب ما تقع عليه أعينهم.
وقال: لقد حدد الإسلام تحديدًا دقيقًا مَن يحق لنا أن نناوئهم ونقاطعهم ولا نتصل بهم فقال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ (الممتحنة: 9)، مؤكدًا أنه ليس في الدنيا منصف واحد يُكْره أمة من الأمم على أن ترضى بهذا الصنف دخيلاً فيها وفسادًا كبيرًا بين أبنائها ونقضًا لنظام شئونها.

 

ووجهت الرسالة حديثها إلى الخائفين من الإسلام بأن يعلموا أن موقف الإسلام من الأقليات واضح لا غموض فيه، ولا ظلمَ معه، وموقفه من الغرب والأجانب موقف سلم ورفق ما استقاموا وأخلصوا، فإن فسدت ضمائرهم، وكثرت جرائمهم، فقد حدد القرآن موقفنا منهم.
وأكدت أننا إلى جانب هذا لا نشتري هذه الوحدة بإيماننا، ولا نساوم في سبيلها على عقيدتنا، ولا نهدر من أجلها مصالح المسلمين، وإنما نشتريها بالحق والإنصاف والعدالة وكفى.

 

وأوضحت الرسالة أن هناك عدة ثوابت في ديننا لا تقبل المساومة وعقائد نبذل الأموال والمهج والأرواح ولا نتنازل عنها؛ ومنها: أن الوطن الإسلامي واحد لا يتجزأ، وأن العدوان على جزء من أجزائه عدوان عليه كله، وكذلك فإن الإسلام فرض على المسلمين أن يكونوا أئمةً في ديارهم، سادةً في أوطانهم، وفرض عليهم أن يدعوا غيرهم دونما إكراه،  للاهتداء بأنوار الإسلام، بالإضافةِ إلى أن الإخوان المسلمين يعتقدون أن كل أمة تعتدي على أوطان الإسلام دولة ظالمة لا بد أن تكف عن عدوانها، ولا بد من أن يعد المسلمون أنفسهم ويعملوا متساندين على التخلص من نيرها، ثم أكد أن فلسطين دولة مسلمة وبها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ولا يحق لإنسان مهما كان شأنه أن يساوم عليها يهود أو أمريكا، كما لا يحق لأحد أن يمنح شرعية منحها للصهاينة أو غيرهم.

 

طالع نص الرسالة