طالب حزب العدالة والتنمية المغربي بإصدار تشريعات دولية تجرِّم الإساءة إلى كل الأديان والكتب السماوية، معتبرًا التشريعات وسيلةً لصيانة المقدَّسات الدينية لسائر الشعوب من العبث والإساءة وحفظ الاحترام والتواصل بين مختلف الأمم والحضارات.

 

جاءت دعوة الحزب المغربية ذي المرجعية الإسلامية على خلفية استفحال ظاهرة الهجوم على الإسلام، وبمناسبة عرض فيلم يسيء إلى القرآن ويطعن في المبادئ السمحة للإسلام للنائب الهولندي "غيرت فيلدرز".

 

واستنكر الحزب في بيان لأمانته العامة حصل (إخوان أون لاين) على نسخة منه الهجمةَ المسعورةَ والمؤذيةَ لمشاعر المسلمين في كافة أنحاء العالم، معربًا عن قلقه من تكرار الإساءة في مجموعة من البلدان الأوروبية تحت ذريعة حرية التعبير وما سبقها من رسوم مسيئة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.

 

ومن جانب آخر ثمَّن الحزب المغربي الموقف الرسمي الهولندي، الذي أعلن عنه رئيس الوزراء الهولندي برفضه لمضمون الفيلم ومعارضة حكومته لنشره.

 

وأوضح البيان أن هذا الموقف "يشكِّل مؤشرًا إيجابيًّا في اتجاه عزل ذلك الفعل الإجرامي وأمثاله؛ مما يساهم في مواجهة مثل هذا الأفعال المؤجِّجة لمظاهر الفتنة والصراع بين الشعوب والثقافات".

 

وعلى المستوى المحلي ندَّد الحزب بسلسلة المضايقات التي يتعرَّض لها الحزب؛ بمنع تنظيم وقفة احتجاجية عن الغلاء، معتبرًا ذلك انتهاكًا للحريات الفردية والجماعية وإضرارًا بصورة المغرب.

 

 الصورة غير متاحة

د. سعد الدين العثماني

وفي السياق نفسه راسل الأمين العام للحزب الدكتور سعد الدين العثماني رئيس الوزراء الهولندي "يان بيتر بالكانندا"، معربًا عن تقدير حزبه "الصادق للحكومة الهولندية التي عبَّرت عن موقفها الرافض لهذا الفيلم، وفضَّلت أن تنأى بنفسها عن تبنِّي الإساءة للمسلمين في مختلف مناطق المعمورة".

 

وأضافت الرسالة: "إننا إذ ننظر بتقدير لاتساع دائرة الحريات العامة ببلدكم؛ فإن حزبنا ظل يؤكد ويدافع عن مبدأ الحرية كقيمة إنسانية سامية تمثل جوهر الحضارة والتقدم، إلا أن بعضًا ممن يسيئون إلى هذا المبدأ السامي فاتَهُم أن يعلموا أن الحرية الحقَّة مرتبطة بشرط التوازن بين حرية الأفراد من جهة، وحقوق الشعوب والجماعات من جهة ثانية، فلا يمكن بحال إلحاق الأذى والسوء بمشاعر مليار ونصف من سكان العالم بدعوى حرية التعبير.

 

وقد عبَّر المسلمون بمختلف هيئاتهم الشعبية والرسمية عن استنكارهم لما قام به النائب البرلماني "غيرت فيلدرز" بنشره لفيلم يسيء إلى الإسلام والمسلمين، ويربط استعمال العنف بالقرآن بعنوان "الفتنة" وأن القرآن "كتاب فاشيٌّ يحرِّض أتباعه على الكراهية والعنف".

 

وقد سبق لهذا اليميني المتطرف أن تقدَّم بطلب يقترح فيه على مجلس النواب الدعوة إلى حظر حيازة القرآن وتداوله في هولندا، وهو مقترَحٌ لم يدعمه أحد من خارج حزبه الذي يمتلك 9 مقاعد في المجلس من مجموع 150 مقعدًا.