قيل للإمام الشافعي رحمه الله: أيهما أفضل الصبر أو المحن أو التمكين؟ فقال: التمكين درجة الأنبياء ولا يكون التمكين إلا بعد المحنة، فإذا امتحن صبر، وإذا صبر مكن.

 

أيها الإخوان إني على يقين من أن هذه الأحكام العسكرية الظالمة لن تلين لكم قناة، ولن تهن لكم عزمًا، فمهما كثرت العقبات، وعظمت التضحيات نراكم صابرين على مشاق الدعوة، ومتاعب السير في طريقها.

 

فالله الله أيها الإخوان على صبركم الذي لا يأس معه.

بل صبرًا يزيدكم ثباتًا على مبدئكم ودعوتكم وغايتكم.

الله الله أيها الإخوان على صبركم الذي لا حدود له.

بل صبرًا تحولونه إلى طاقة هائلة لنشر فكرتكم.

الله الله أيها الإخوان على صبركم الذي لا فخر فيه.

بل صبرًا من أجل دعوة ربانية سماوية قرآنية عالمية.

الله الله أيها الإخوان على صبركم الذي لا ذل فيه..

بل صبرًا من أجل عز الإسلام والمسلمين.

الله الله أيها الإخوان على صبركم الذي لا طمع معه.

بل صبرًا لا تريدون له بديلاً إلا الحوض والجنة.

 

يا أبناء هذه الدعوة المباركة أروا الله من أنفسكم خيرًا واجعلوا من هذه المحنة انطلاقة جديدة نحو تحقيق مراد الله منكم، واصرفوا همكم ووقتكم في العمل لدينكم.

 

وعلى كل منا على حدة أن يراجع أداءه في مسيرته الدعوية حتى يزيل العوائق التي تحول بينه وبين تغيير واقع الذل والهوان الذي تتجرعه الأمة الإسلامية اليوم إلى واقع مشرق مضيء.

 

التمكين للمؤمنين

ولما كان التمحيص طريق التمكين فاحرصوا أن تكونوا ممن ينجحون عنده.

وإن وقت التمحيص والابتلاء هو أفضل وقت للرجوع إلى الله والإنابة إليه.

فعليكم أحبتي ألا تضيعوا الفرصة واستمسكوا بالقرآن وجددوا الإيمان، ﴿وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (الحج: من الآية 77).

--------------------------

* عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين