أعلن حزب العدالة والتنمية المغربي عن إطلاق حملة لتجديد الانخراط في الحزب استعدادًا للمؤتمر السادس؛ الذي سينعقد خلال 19 و20 يوليو القادم.

 

وينبني على تجديد وضعية الانخراط في الحزب الحقّ في انتخاب أكثر من 1200 مندوب لحضور أشغال المؤتمر القادم وانتخاب الأمين العام للحزب وهيئاته التنفيذية (الأمانة العامة) وهيئته الرقابية (المجلس الوطني).

 

ولتيسير الإجراءات التنظيمية للمؤتمر؛ أعد موقع الحزب على الإنترنت نافذةً خاصةً بالمؤتمر؛ تتضمن شروط الانتخاب وبرنامج المؤتمر الوطني ومواعيد انتخاب الجموع العامة الجبهوية واستمارات معلومات الأعضاء والمندوبين، بالإضافة إلى تقارير ترصد أداء الحزب جهويًّا ومركزيًّا.

 

وعلى الرغم من ترجيح تحليلات سياسية وإعلامية لتجديد الثقة في الدكتور "سعد الدين العثماني" أمينًا عامًّا للحزب لولاية ثانية؛ إلا أن الأمانة العامة ستشهد تنافسًا حادًّا بين القيادات التاريخية والجيل الشبابي في الحزب، ومدى زهد بعض القيادات التاريخية في إفساح المجال للطاقات الشابة للمبادرة.

 

ومن الإجراءات المهمة التي يعمل أعضاء الحزب حاليًّا على مناقشتها بعد مصادقة المجلس الوطني على الوثائق التنظيمية الخاصة بالمؤتمر، بلورة رؤية تصورية حول مبادرة الحوار الداخلي والتوجهات المستقبلية لعمل الحزب.

 

وينعقد المؤتمر السادس وسط أربعة تحديات حاسمة في الوضع السياسي بالمغرب؛ يرتبط أولها بتداعيات الانتخابات التشريعية في السابع من سبتمبر 2007م والنتائج التي حصل عليها الحزب.

 

والثاني بإنشاء حركة سياسية لصديق الملك "فؤاد عالي الهمة" والمسمَّاة بـ"حركة لكل الديمقراطيين"، والتي يرجَّح أنها جاءت ردة فعل ضد توسُّع الأحزاب الإسلامية بالمغرب، وعدم قدرة الأحزاب التقليدية (يساريةً ويمينيةً) على مجاراة إيقاعها السياسي، خاصةً حزب العدالة والتنمية.

 

والثالث الاستعداد للانتخابات المحلية لعام 2009م، وهو التخوُّف الذي يصاحب صنَّاع القرار السياسي بالمغرب بإمكانيات اكتساح إسلامي للمجالس المحلية ونجاحهم في خدمة مصالح القرب؛ حيث يتداول الرأي السياسي والإعلامي عن مراجعة "الميثاق الجماعي" المنظَّم لعمل المجالس.

 

أما الرابع والأخير؛ فهو اعتقال قيادات إسلامية مشهود باعتدالها، ومنهم المصطفى المعتصم والأمين الركالة (حزب البديل الحضاري) ومحمد المرواني (حزب الأمة)، بالإضافة إلى ثلاثة قيادات أخرى: ماء العينين العبادلة (من العدالة والتنمية)، نجيبي (من اليسار الموحد)، والصحافي عبد الحفيظ السريتي.

 

غير أن الحزب ومن أجل ضمان حدّ أدنى من وحدة التصور الفكري خلال المؤتمر القادم وفق الظروف سالفة الذكر؛ فوَّض للجنة السياسية التحضيرية للمؤتمر توسيع الحوار والمناقشة لأهم الأجندة المطروحة عن المؤتمر القادم.

 

وفي أفق بلوغ ذلك أكدت الأرضية التصورية التي حصل (إخوان أون لاين) على نسخة منها، وتم تعميمها على أعضاء الحزب للمشاركة في بلورتها، أنها تهدف إلى جعل الحوار "وظيفيًّا، يغلِّب المقاربة العملية على الحوار الأكاديمي النظري؛ فهو حوار سياسي ثقافي يروم بناء فهم تصور مشترك مناسب للمرحلة وصياغة أطروحته السياسية وأولوياته للمرحلة المقبلة".

 

وطرحت الورقة ثلاثة محاور للتداول؛ أولها الوقوف عند "الوضع المحلي والدولي" كضرورة منهجية لاستشراف آفاق المرحلة القادمة، وبلورة إجابات الحزب على مختلف الأسئلة المطروحة؛ مثل قضية التحولات السياسية الدولية والأحزاب ذات المرجعية الإسلامية.

 

ويتناول المحور الثاني "هوية الحزب وقضايا المرجعية" إمكانية مراجعة البرنامج العام للحزب، وإعداد الأطروحة السياسية، وتوضيح عدد من القضايا؛ منها "تصور الحزب لمفهوم المرجعية الإسلامية في العمل السياسي، ومعنى حزب سياسي بمرجعية إسلامية".

 

وخصص المحور الثالث لـ"مداخل الإصلاح وأسئلة التموقع"، وتساءل حول طبيعة المشروع المركزي للحزب والمداخل المعتمدة في الإصلاح والتموقع في المجال السياسي والانتخابي.

 

ولتعميق المناقشة حول المحاور السابقة؛ ستعتمد اللجنة السياسية التحضيرية للمؤتمر المشاركات الواردة من أعضاء الحزب ومن خارجه أيضًا، وتنظيم ندوات موضوعاتية جهوية لبلورة الورقة النهائية للمؤتمر.

 

وبغض النظر عن البعد الفكري والثقافي للورقة؛ فالمتتبعون لعمل الحزب الإسلامي يرون أن الحزب ذي المرجعية الإسلامية مطالب خلال محطته السياسية القادمة بإعطاء أنموذج ديمقراطي وشفَّاف والفرز بين المسئوليات لمزيد من التخصص (السياسي، النقابي، الدعوي)، والعمل على تحديد طبيعة العلاقة مع الهيئات الحليفة للحزب (حركة التوحيد والإصلاح، الاتحاد الوطني للشغل)، وتجاوز مفهوم الترضيات بين التيارات الموجودة بداخلها.