في مشهدٍ مهيبٍ، وبمشاعر يلفها الحزن والأسى، ووسط حشدٍ كبيرٍ من المفكرين والعلماء والدعاة والنشطاء السياسيين.. شيَّعت مصرُ اليوم العالمَ المُفكِّرَ الجليل الدكتور عبد الوهاب المسيري بعد أن وافته المنية فجر اليوم بمستشفى فلسطين عن عمرٍ تناهز السبعين عامًا بعد صراعٍ مريرٍ مع المرض.

 

تم تشييع الجنازة على مرتين: الأولى بمسجد رابعة العدوية بعد صلاة الظهر، والثانية بمدينة دمنهور مسقط رأس المسيري بعد صلاة العصر.

 الصورة غير متاحة

العلامة د. يوسف القرضاوي شارك في الجنازة

 

شارك في تشييع الجنازة العلامة الكبير الشيخ يوسف القرضاوي، والدكتور محمود عزت الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، والدكتور عبد الحميد الغزالي المستشار السياسي للمرشد العام، والداعية الإسلامي عمرو خالد، والكاتب الكبير فهمي هويدي، والدكتور محمد سليم العوا، وحمدين صباحي ومصطفى بكري عضوا مجلس الشعب، والناشر إبراهيم المعلم، والدكتور عصام العريان، والدكتور محيي الزايط، والدكتور يحيى القزاز، والكاتب يوسف القعيد، وعبد الغفار شكر، والمستشار زكريا عبد العزيز، والمستشار محمود الخضيري، والدكتور أحمد كمال أبو المجد، والدكتور هشام الحمامي، والمهندس يحيى حسين، والناشر عاصم شلبي.

 

وازدحم مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر بحشودِ المشيعين قبل موعد الصلاة بساعة، وقال العلامة الشيخ يوسف القرضاوي: لـ(إخوان أون لاين) عقب صلاة الجنازة: "إن الأمةَ خسرت اليوم خسارةً كبيرةً، كما أن الخسارة اليوم للفكر والعلم والاستقلال"، ووصف فضيلته الدكتور المسيري بأنه من العلماء القليلين الذين يدرسون القضايا ويردونها إلى جذورها، ويربط أصولها بفروعها، وإنَّ المسيري من هؤلاء الذين يعملون للعلم في صمتٍ، وخير دليلٍ هو عمله على موسوعته طوال سنين طويلة في صمتٍ داخل صومعته.

 

وأكد الشيخ القرضاوي أنه ليس كلُّ عالم مفكرًا، وأن الدكتور عبد الوهاب المسيري كان عالمًا ومفكرًا، وكانت له رؤية، وكان حرًّا في تفكيره، ولم يستطع أحدٌ يومًا أن يشتريَ قلمه الذي نذره لأمته وقضية عروبته وإسلامه، وأنَّ غيابه عنا خسارةٌ كبيرة، ولكنَّ عزاءنا الوحيد أنه ترك تلامذةً يعوضون الأمة عن فقده، وهي شيمة العالم الفذ.

 الصورة غير متاحة

 د. عبد الحميد الغزالي يقدم التعازي في الفقيد

 

ووصف الدكتور عبد الحميد الغزالي والأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ومستشار المرشد العام للإخوان المسلمين فقدَ الراحل بأنه خسارةٌ كبيرةٌ لمصر التي فقدت اليوم مفكرًا كبيرًا وابنًا بارًّا ومصلحًا اجتماعيًّا فريدًا، ونسأل الله سبحناه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويفيده بما قدَّمه لوطنه وأمته من أعمال جليلة ستظل شاهدًا على فكرٍ مخلصٍ ووطنيةٍ حقيقيةٍ وإيمانٍ عميقٍ، ونسأل الله أن يكون مثواه الفردوس الأعلى جزاءً لما قدَّم لوطنه وأمته.

 

وقال الدكتور محمود عزت لـ(إخوان أون لاين): "لا شك أنَّ هذه مصيبة كبيرة، ولا نملك فيها إلا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون؛ لأن الأمة اليوم فقدت علمًا من أعلامها كان له إسهامٌ كبيرٌ، سواء في الجانبِ العملي أو الثقافي أو حتى السياسي والمطالبة بالحرية، ونسأل الله أن يجعل ما قدَّمه في ميزان حسناته مصداقًا لقول الرسول- صلى الله عليه وسلم-: "إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث"، ومن هذه الثلاثة "علم ينتفع به"، والمسيري ترك لنا علمًا كثيرًا يُنتفع به".

 الصورة غير متاحة

عمرو خالد يقدم العزاء في د. المسيري

 

الداعية الإسلامي عمرو خالد قال في وداع المسيري: "لقد فقدنا اليوم مفكرًا عالميًّا، وأنا أعني هذه الكلمة؛ لأن له قيمةً وفكرًا، ونسأل الله أن يرحمه؛ فهو صاحب أفكار عظيمة في وقتٍ قلَّت فيه الأفكار".

 

الكاتب محمد عبد القدوس كان يظهر عليه التأثر الشديد والحزن العميق، قال: "إن المسيري ليس بالرجل العادي؛ فهو عالم فذ لم يكتفِ بهذا، وإنما نزل إلى الميدان وقاد حركة كفاية، وهو خيرُ مَن طبَّق مبدأ "اعرف عدوك"، وهو ما تجسَّد في موسوعته الخالدة عن الصهيونية واليهود".

 

وأضاف عبد القدوس: إنَّ المسيري كان عالمًا شجاعًا؛ قاد حركة كفاية في عامين فاصلين من تاريخها، وهو أول العلماء الذين تركوا صوامعهم ونزلوا إلى الشارع".

 

 الصورة غير متاحة

الكاتب فهمي هويدي حرص على وداع الفقيد

د. مجدي قرقر قال: "نحتسب عند الله المفكر والمجاهد والرمز الدكتور عبد الوهاب المسيري، والذي انتقل من معسكر الماركسية إلى معسكر الإسلام، وأبلى بلاءًا حسنًا، مثله مثل الدكتور محمد عمارة والمستشار طارق البشري وعادل حسين"، وأضاف قرقر أن المسيري كان واقفًا على ثغرٍ لم يقف عليه أحد قبله، وهي ثغرة معرفة العدو الصهيوني، والتي توَّجها بموسوعته الشاملة عن الصهيونية، ولم يكتفِ بكل هذا، بل انتقل بعد ذلك من مرحلة المفكر إلى المجاهد بقبوله مسئولية حركة كفاية في العامين الماضيين.

 

وأنهى قرقر حديثه بقوله: "إننا لسنا وحدنا مَن يفتقد المسيري، بل إن الأمة كلها تفتقده والشعب الفلسطيني".

 

مصطفى بكري وصف رحيل المسري بالخسارة الكبيرة جدًّا لكل الداعين إلى الإصلاح والتغيير، والمدافعين عن وحدةِ الأمة ضد الهجمة الصهيوأمريكية، "ولكنه ترك لنا نهجًا وفكرًا يمكن لكل المناضلين أن يمضوا عليه".

 

الجنازة في صور