نائب رئيس المكتب السياسي للحركة:

- نحن بريئون من إفشال الحوار وما يحدث في الضفة هو الدليل

- مصر تملك وسائل الضغط الكافية لوقف تجاوزات السلطة ضدنا

- أبو الغيط بعيد عن المفاوضات وتصريحاته دليل على ذلك

- الرئيس عباس لا يصلح راعيًا للحوار لأنه جعل نفسه خصمًا

- الورقة المصرية لم تكن للتوقيع وفصائل عديدة اعتذرت عن الحوار

 

أجرى الحوار- عبد المجيد الشرقاوي:

الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس كان ضيفًا على القاهرة عدة مرات؛ أجرى خلالها مشاوراتٍ مع الجانب المصري، سواءٌ في قضية التهدئة أو في قضية الحوار الوطني الفلسطيني، وكانت آخر زيارة له قبل أيام قليلة من اجتماع اللجنة الرباعية في شرم الشيخ والحوار الفلسطيني المرتقب.

 

وفي الزيارة نقل أبو مرزوق وجهة نظر الحركة حول الورقة المصرية للحوار الفلسطيني، وانتظر الرد المصري، الذي يبدو أنه جاء مغايرًا لما أرادته حماس، وكان بعدها قرار الحركة بمقاطعة حوار القاهرة، الذي أجلته مصر حتى تهدأ الأجواء ولكنه تأجيل لأجل غير مسمًّى.

 

وبعدها تعددت الكتابات والتصريحات التي حمَّلت الحركة مسئولية إفشال الحوار، وأنها السبب في استمرار الفرقة الفلسطينية، كما أنها تتحمَّل مسئولية الحصار على قطاع غزة؛ لأنها لم تَلِن في موقفها مع الرئيس محمود عباس..

 

هذه الاتهامات دفعتنا إلى الاتصال بالدكتور موسى أبو مرزوق في دمشق، وأجرينا معه هذا الحوار:

* اتهامات عديدة توجَّهت للحركة بأنها السبب في إفشال الحوار الوطني الذي كان ينتظره الجميع.

** الحركة بريئة من هذا الاتهام من الألف إلى الياء، ورفض الحركة المشاركة في الحوار لم يكن قرارًا فرديًّا لنا، بل شاركتنا فيه العديد من الفصائل الأخرى التي تشاورنا معها بشكل واسع ودرسنا معها كل احتمالات النجاح والفشل وفي النهاية كان قرار الاعتذار.

 

* وما هي هذه الفصائل؟

** لقد تناقشنا مع إخواننا في حركة الجهاد الإسلامي والقيادة العامة والصاعقة، وبعد أن رأى الجميع أن فرص نجاح الحوار ضعيفة بل معدومة؛ قرَّرت الحركة الاعتذار عن عدم حضور الحوار، وأبلغنا الإخوة المسئولين بمصر بقرارنا قبل الاجتماع بيومين.

 

أسباب الرفض

 الصورة غير متاحة

وفد حماس قدم ملاحظاته مكتوبة للجانب المصري

* هل قدمتم أسبابًا مكتوبةً للجانب المصري بأسباب الاعتذار؟

** الجانب المصري قدَّم ورقةً مكتوبةً، ونحن قدمنا عليها ردًّا مكتوبًا أيضًا بملاحظتنا على الورقة، وأكدنا للجانب المصري أننا الأكثر حرصًا على نجاح الحوار، وأننا لن نشارك فيه إن كان مجرد مكلمة؛ لأننا لسنا في حاجة إلى حوارات غير ذات فائدة، ولكننا نحتاج إلى حوار فعلي وحقيقي يُعيد الوحدة للشعب الفلسطيني، ورأينا أن الملاحظات التي أبديناها لو تم الاتفاق عليها فسوف ينجح الحوار.

 

ولكننا شعرنا في النهاية أن هناك محاولةً للالتفاف على مطالبنا؛ ليس بالطبع من الجانب المصري لأنه وسيط، ولكن من جانب الرئيس محمود عباس، ففي الوقت الذي طالبونا فيه بالهدوء لإجراء حوار جادٍّ؛ هناك حملات أمنية مستمرة حتى هذه اللحظة ضد المقاومين في الضفة الغربية، كما أن ما قاله الرئيس عباس في مؤتمره الصحفي أمس من إنكار وجود معتقلين سياسيين في الضفة هي مباركةٌ ضمنيةٌ من طرفه لممارسات الأجهزة الأمنية ضد أبناء الشعب الفلسطيني.

 

* لكن الجميع توقَّع أن زيارتكم للقاهرة قبل أيام من الاعتذار كانت لوضع الترتيبات النهائية للحوار.

** لا شك أن القاهرة تحركت في الفترة الأخيرة بشكل تُشكَر عليه؛ حيث التقت مع الفصائل الفلسطينية وصاغت الورقة التي تمَّ طرحها على الفصائل، ولكن كانت هناك مشكلة؛ أن هذه الورقة طُرحت أيضًا في وسائل الإعلام، وهذا كان خطأً؛ لأن الحوارات يجب ألا تكون في وسائل الإعلام، ولكن أن تتم بلقاءات ثنائية وثلاثية حتى يتم الاتفاق على الصيغة النهائية للاتفاق، ومع كلٍّ فالحركة قدمت رؤيتها لهذه الورقة، وكان هناك لقاء مع الإخوة المصريين، وفي هذا اللقاء تم الحديث حول لقاءات ثنائية ولقاءات ثلاثية تتعلق بهذه الورقة حتى تدفع إلى لقاء الفصائل على ورقة عليها توافق سياسي.

 

ولذلك كان لا بد من حوار ثنائي وحوار ثلاثي، وكانت القاهرة قررت في البداية بأنه لا بد أن يكون هناك حوار ثنائي بين القاهرة وفتح وحماس منفصلتين، وكانت رؤية الحركة أن يكون اللقاء بين الأطراف الثلاثة مجتمعةً.

 

على كل حال القاهرة تجاوزت هذه اللقاءات، وذكرت بأن هذه الورقة هي مسودَّة للحوار في اجتماع عام للفصائل، فكانت هذه نقطة لا بد من معالجتها مع القاهرة، أما القضية الثانية التي يجب أن تُعالَج مع القاهرة أيضًا فكانت أجواء الحوار نفسه، وهو ما توافقنا عليه مع القاهرة في أن تكون هناك أجواء طيبة للحوار؛ بمعنى أجواء صحية ينطلق من خلالها الحوار الفلسطيني- الفلسطيني، إلا أننا فوجئنا بحجم اعتقالات كبير في الضفة الغربية، وكان هذا الحجم غير مسبوق في الضفة الغربية، وهو أشبه باعتقالات 1996م في قطاع غزة، بالإضافة إلى إقفال المئات من المؤسسات المختلفة في مدن الضفة الغربية، وبالتالي كان لا بد من الحوار حول هذه القضية مع الإخوة في مصر؛ لتوفير الأجواء والبيئة الصالحة لانطلاق الحوار والتوصل إلى تفاهمات وإلى مصالحة وطنية.

 

أما القضية الثالثة فكانت تتعلَّق بترتيبات اللقاء، وكان لا بد من الحديث حول هذه الترتيبات؛ لأن وسائل الإعلام تحدثت وبكثرة حول هذه المسألة، وقالت التسريبات إن المشاركين في الحوار ينقسمون إلى قسمين؛ الأول: بمستوى راعٍ للحوار، والآخر مستمعٌ للكلمات في جلسة افتتاحية عامة، وبالتالي كان لا بد من الحديث مع الإخوة في مصر حول هذه القضايا الثلاث لاستجلاء الأمر ولتصحيح الصورة؛ حرصًا على نجاح الحوار.

 

وكل هذه الأمور نقلها الأخ خالد مشعل قبل زيارتنا الأخيرة إلى القاهرة إلى الوزير عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية، ووضعه في كامل الصورة حتى ينجح هذا الحوار؛ لأننا على يقين أنه يجب أن يتسم الحديث بقدر كبير من الصراحة والوضوح؛ حتى نصل إلى نتائج حقيقية تخدم قضيتنا وتنجز أهدافنا الوطنية.

 

الرئيس الخصم

 الصورة غير متاحة

هنية ومشعل مع عباس خلال توقيع اتفاق مكة

* معنى ذلك أنكم رفضتم أن يكون الرئيس محمود عباس راعيًا للحوار؟

** الحقيقة أن الرئيس محمود عباس هو الذي وضع نفسه في هذا الإشكال، وكان بودنا أن ينأى بنفسه من هذا الخلاف وأن يكون رئيسًا للجميع، خاصةً أن حركة حماس تعترف به رئيسًا وتتعامل معه من خلال هذا الموقع، وكان بودنا أيضًا أن يبعد نفسه عن أن يكون هو الطرف المتحدث والطرف الأساسي فيما يتعلق بما حصل في الساحة الفلسطينية.

 

هذا بالإضافة إلى أننا لاحظنا خلال العام ونصف العام الذي مضى أنه ليس هو فقط طرفًا في الخلاف، بل هو الطرف المقرر في هذا الخلاف، وهذا من خلال تجاربنا فيما يتعلق بالتعامل مع هذه القضية في حوارات فتح وحماس؛ ففي السنغال مثلاً الرئيس أبو مازن هو الذي أمر حكمت زيد أن ينسحب من اللقاء، فنفض يديه وقال أنا جاءني أمر بالانسحاب من التفاوض، كما أن الذي ألغى تفاهمات صنعاء هو الرئيس أبو مازن.

 

وتجاربنا أيضًا في مكة أنه لولا وجود أبو مازن في مكة أيضًا ما كان لاتفاقية مكة أن ينجز وكذلك في اتفاقية القاهرة 2005م ما كان لها أن تنجز بغياب أبو مازن كطرف محاور، ولذلك كنا حريصين على وجود أبو مازن في الحوارات التي تجري في القاهرة.

 

كما أننا إذا نظرنا إلى المشكلة الراهنة بشكل موضوعي وإذا أردنا لهذا الحوار أن ينجح فعلاً فعلينا أن نعترف بأن هناك طرفي أزمة، ولا بد أن يكون الطرفان في المشهد كاملاً، ولا يجوز أن يغيب طرف وأن يبقى طرف، وأن يتحدث طرف ويصمت الطرف الآخر، كذلك لا يجوز أن يرعى طرف بينما يكون الطرف الآخر في موضع الاتهام.

 

ولذلك ومن خلال هذه الصورة تأكدنا أنه لا يمكن نجاح الحوار، ولذلك كان لا بد من تعديل هذه الصورة، ولذلك كان لا بد من تعديل هذه القضية؛ لذلك حاورنا الإخوة في مصر بمنتهى الوضوح وبمنتهى الصراحة؛ لأننا لم نكن أيضًا قد سمعنا من الطرف المصري بشكل مباشر هذه الترتيبات، وكل ما حصل هو قراءة من وسائل الإعلام للصورة التي تم تسريبها، ولذلك كان لا بد من هذا الموقف؛ حرصًا من الحركة على الوحدة الوطنية وحرصًا منها على الوفاق الفلسطيني وحرصًا منها على الوصول لنتائج، وأن يكون رأيها حاضرًا في هذه الترتيبات.

 

* هناك من برهن على اعتذاركم للحوار بأن مصر أبلغتكم رفضها أيَّ تعديل على ورقتها المطروحة للحوار؟

** يجب أن تعلم جيدًا أن الورقة المصرية- وطبقًا لما أكده الإخوة في مصر أنفسهم- مشروع للحوار وليست ورقةً نهائيةً للتوقيع؛ لأنه مستحيل أن تفرض مصر ورقةً على الفصائل وإنما تطرح ورقةً من أجل أن نطَّلع عليها ونناقش محتواها ونتوافق حول محتواها.

 

4 فصائل

* الجميع تحدث عن تعديلات حماس وشروط حماس.. معنى ذلك أنكم الفصيل الوحيد الذي قدم تعديلات على الورقة والجميع موافق عليها!.

 الصورة غير متاحة

الشعب الفلسطيني يتطلع إلى توحيد الصف

** هذا غير صحيح؛ فجميع الفصائل قدمت تعديلاتٍ، وما أعرفه جيدًا أنه لا يوجد فصيل لم يقدم تعديلاتٍ على هذه الورقة، وبلا شك حجم التعديلات كبير؛ لأن الورقة من بداية عنوانها الأساسي تحتاج إلى تعديل؛ لأنه ليس مشروعًا وطنيًّا فلسطينيًّا، فلا يمكن لأي مشروع وطني فلسطيني أن يخلو من المسلَّمات المتعلقة بالقضية الوطنية القضية الفلسطينية، كالقدس واللاجئين وحق العودة والمقاومة، وقضايا كثيرة في الحقيقة لا يمكن على الإطلاق أن نغفلها.

 

بالإضافة إلى أن ما ورد في معظم بنود الورقة إما أن يكون شيئًا ليس له علاقة بالحوار الفلسطيني كالتهدئة والتفاوض مع العدو الصهيوني، أو أشياء تمَّ التوافق عليها مسبقًا بشكل منصوص وموقع عليه، كقضية منظمة التحرير في وثيقة الوفاق الوطني مثلاً، وهناك أشياء أخرى كان لا بد لها من آلية كموضوع الانتخابات؛ فهذه مؤجلة إلى لجان للبحث فيها، سواءٌ كانت قضية موقع الرئاسة أو الانتخابات التشريعية أو التعديلات الدستورية، فكلها ستكون موضوع الدراسة في لجنة الانتخابات.

 

وما أريد أن أؤكده هو أنه لا يمكن أن تكون هناك مواقف مقررة في الورقة.. هناك مواقف يختلف حولها الناس، وبالتالي من حيث المنطق هذه الورقة بكليَّتها لا تصلح لأن تكون مشروعًا للتصوير إلى جانبها والتوقيع عليها دون بحث ودراسة وتعديل.

 

هذا بالإضافة إلى أن هناك أربع فصائل سبق ذكرها اعتذرت أيضًا عن الحوار؛ لأنها رأت أن نجاحه مرهون بأن تكون هناك ظروف محيطة تكون كفيلةً بإنجاحه، وهذه الفصائل ترى أيضًا بأن لقاء القاهرة الموسَّع ستكون فيه كلمات لدول عربية، بالإضافة إلى كلمة للرئيس أبو مازن الذي يمثل نهجًا ويمثل وجهة نظر أحد الطرفين في الأزمة الفلسطينية.

 

فهم يرون أنه لا بد أن تكون هناك وجهة نظر أخرى مطروحة؛ لأن الحوار هو بين وجهتي نظر؛ فإذا كان هناك فريق يريد أن يعرض وجهة نظره كاملةً في مشهد الحوار (الذي هو الجلسة الافتتاحية) فلا يجوز أن يغيب الطرف الآخر، كما رأت هذه الفصائل في الاعتقالات التي تجري في الضفة الغربية تقويضًا لجهود المصالحة؛ فهذه القضايا لا بد أن تكون واضحةً وبالتالي هي قضايا معتبرة، ولا بد من القاهرة أن تضعها في الاعتبار لإنجاح الحوار.

 

قرار داخلي

* ولكن جبهة الرئيس عباس ألمحت إلى أن هناك تدخلاتٍ خارجيةً هي التي دفعت الحركة للاعتذار؛ في إشارةٍ إلى سوريا؟!

** هذا كلامٌ عارٍ من الصحة، والجميع يعلم علم اليقين أن قرار حماس بالمشاركة أو عدم المشاركة هو قرار مستقل، وإن كانوا يتحدثون عن التدخلات الإقليمية لمنع الحوار فأعتقد أن هذا إسقاطٌ على واقعهم؛ لأن قراراتهم مرتبطة بالاتفاقات مع العدو الصهيوني ومع الإدارة الأمريكية، وبالتالي لا يستطيعون الخروج عن هذه القرارات.

 

وأعود لأؤكد أن الهدف من حوار القاهرة كان الحصول على ضوء أخضر من الفصائل الفلسطينية لرئيس السلطة للتوقيع على اتفاقية مع الكيان الصهيوني، وهو ما أكدته تصريحات نبيل شعث في شرم الشيخ أثناء اجتماعات اللجنة الرباعية، والذي قال فيها إن حالة الانقسام منعت عباس من التوصل إلى اتفاق سلام مع الكيان.

 

قوة القاهرة

* قبل عملية الحسم العسكري في غزة التقينا بك في القاهرة وسألناك عن الضمانات المصرية لإنجاح المصالحة الفلسطينية؛ فقلت إن القاهرة لديها من الإمكانيات والوسائل ما تضمن به نجاح أي مصالحة أو اتفاق فلسطيني، ولكن التجربة أكدت فشل ذلك، فهل ما زِلتَ مقتنعًا بأن القاهرة تستطيع ضمان نجاح أي مصالحة داخلية؟

** يجب أن نتفق على أن الذي يفكر في استبعاد القاهرة من الملف الفلسطيني واهم، فالقاهرة في كل مراحل القضية الفلسطينية لها دورٌ ودورٌ واضح لا يستطيع أحد إغفاله، وما زلتُ على يقين أن القاهرة لديها من الوسائل والإمكانيات التي تضمن بها نجاح أي مصالحة فلسطينية، ويجب أن نتفق على أن الأجواء الحالة للمصالحة مختلفة تمامًا عن أجواء اتفاق مكة وتوافق صنعاء؛ فالأمر هنا مختلف، وأعتقد أن الظروف في المنطقة على المستوى الفلسطيني والإقليمي وعلى المستوى الدولي غير الظروف التي كانت في الماضي، وهذه الظروف ستجعل الأمر مختلفًا عن الماضي، فهناك استحقاقات تتعلَّق بتغيرات قادمة بالكيان الصهيوني وتغيرات بالإدارة الأمريكية، وكذلك تغيرات متوقعة في الساحة الفلسطينية، سواءٌ على مستوى فتح في التنظيم أو مستوى السلطة كرئاسة؛ فكل هذه التغيرات كان لا بد من أن يكون لها واقعُها على الورقة وتفصيلاتها.

 

 الصورة غير متاحة

حماس أكدت صعوبة الحوار مع استمرار الحملات الأمنية ضد عناصرها

* ولكنكم طلبتم من مصر أن تتدخل لوقف ما يحدث لكوادركم في الضفة، ومع ذلك ما زالت الاعتقالات والتضييقات متواصلةً، ولعل هذا كان أحد أسباب اعتذاركم عن الحوار.. فماذا فعلت مصر؟

** نحن نعلم تمامًا بأن الإخوة في مصر قادرون على تحقيق ما طلبناه منهم، ونحن لا نطلب معجزات من الإخوة في مصر فيما يتعلق بالضفة الغربية، وسبق للقاهرة أن استطاعت إخراج العديد من القيادات من السجون للحوار؛ ففي حوارات القاهرة السابقة أخرجتهم من السجون، وبالتالي نحن نعلم تمامًا أن القاهرة تستطيع أن تفعل الكثير في هذا الموضوع، كما أن القاهرة قادرة على إيقاف كل مسلسل الاعتداءات، وأستدل على ذلك بأن أجهزة السلطة استدعت أحد قيادات الحركة في الضفة، وكان هناك أمرٌ باعتقاله، وعندما تحدثنا مع الإخوة المصريين وكنا في اجتماع معهم وبمجرد مكالمة تليفونية أُلغِي الأمر بالاعتقال، لذلك نحن نعلم تمامًا بأنهم قادرون على أن يتحدثوا مع الرئيس أبو مازن للإفراج عن إخواننا في الضفة حتى تنتهي قصة الاعتقالات.

 

أما فيما يتعلق بالحملات الأمنية الموجهة ضدَّ الحركة والتي تستهدف أشخاصًا وكوادر وقيادات، وفصلاً من الوظائف وإغلاق مؤسسات وإغلاق محلات وإغلاق لجان زكاة وغيرها.. فهي حملات تستهدف الحركة بشكل واضح، فلا يُعقل أنه يكون هناك حوار مصالحة بين طرفين أساسيين؛ منهما طرف يستقوي بالعدو الصهيوني لمواجهة الطرف الآخر بالضفة الغربية.

 

* ولكن بعض القيادات في الحركة تتهم القاهرة بأنها تنحاز لجانب الطرف الآخر؛ بدليل إغلاق معبر رفح ومنع الوفد البرلماني الفلسطيني مؤخرًا من السفر، وما قيل عن رفض القاهرة تعديلات ورقة الحوار.. فلماذا الإصرار على أن تظل مصر هي الوسيط؟

** نحن قبلنا أن تكون مصر وسيطةً، وقبلنا أن نتعامل مع الإخوة في مصر بشفافية وبوضوح في مختلف المراحل، ولدينا ملاحظات على طريقة تعامل الإخوة في مصر تحديدًا مع قطاع غزة، ومع الحركة، وهناك نقاط كثيرة نبديها للإخوة في مصر متعقلة بسياسات لا بد من تعديلها ولا بد من التعامل معها بشكل آخر؛ إنصافًا للشعب الفلسطيني وإنصافًا أكثر للحركة.

 

وأعود لأؤكد مرة أخرى أنه لا أحد يستطيع أن يضع مصر جانبًا في الموضوع الفلسطيني، ونحن سنتعامل مع مصر حاضرًا ومستقبلاً ونحن نعلم تمامًا مواقف الأشقاء في مصر بالتفصيل فيما يتعلق بالملف الفلسطيني، ولكن في الوقت نفسه فإننا نتعامل بصراحة معهم ونقدم بين يدي الحوار مواقفنا بكل وضوح.

 

* وماذا عن تصريحات وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، بأن مصر لن تقوم بإجراء تعديلات على الورقة المصرية للحوار الفلسطيني؟

** أعتقد أنه يطلق هذه التصريحات لأنه غير مطَّلع بشكل كامل على المفاوضات التي قمنا بإجرائها مع الطرف المصري.