فجَّر طلب إحاطة عاجل مقدم من النائب علي لبن عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين- تناقشه لجنة التعليم بمجلس الشعب خلال اجتماعها القادمة برئاسة الدكتور شريف عمر- مفاجأةً من العيار الثقيل؛ تتلخَّص في موافقة رئيس جامعة الأزهر على السماح بإنشاء معهد بريطاني، يعلِّم الطلاب الرذيلة وفنون الرقص والعلاقة مع البنات واحتساء الخمر وغيرها من القيم الساقطة التي تخالف الشريعة الإسلامية وما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم.

 

أكد النائب في طلب الإحاطة العاجل المقدم إلى الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء ووزير شئون الأزهر الشريف؛ أن ما يقوم به رئيس جامعة الأزهر أمر بالغ الخطورة بسماحه بإنشاء معهد لتعليم اللغة الإنجليزية بجامعة الأزهر بالدراسة كمنحةٍ من المركز الثقافي البريطاني بشروط ومواصفات تُخالف الدستور والقانون رقم 103 لسنة 1961، خاصةً أن المناهج التي سوف يتم تدريسها تروِّج لفنون الرقص واحتساء الخمر والتدخين وإقامة العلاقات مع البنات.

 

أوضح النائب في طلب الإحاطة أن المنحة المقدمة من المعهد البريطاني قاصرةٌ على الطلاب المتفوقين بالسنة الأولى بكليات الشريعة والدعوة وأصول الدين واللغة العربية بواقع 20 طالبًا من كل كلية، على أن يكون نظام الدراسة بالمعهد بنظام اليوم الكامل من الصباح حتى السادسة مساءً.

 

وتساءل: كيف يتم السماح بإقامة مثل هذا المعهد الذي يدعو إلى الفجور والفسق داخل جامعة الأزهر منارة العلم للعالم الإسلامي؟! وكيف تشتمل مناهج الدراسة على أخلاقيات فاسدة؟! وكيف توجَّه هذه المنح إلى طلابٍ ما زالوا في سن المراهقة؛ يقوم بالتدريس لهم في المعهد ثلاث معلمات بريطانيات وسبع معلمات مصريات؛ أكثرهن متبرجات بصورة لا تتناسب مع تقاليد جامعة الأزهر ووقارها؟!

 

أشار النائب إلى أن الكتاب الأول الذي يتم تدريسه للطلبة الأزهريين بالمعهد يوجد به صورة للراقصة والمغنية "شاكيرا" في إحدى حفلاتها، وصورة لثلاثة شباب يجلسون مع أربع فتيات على منضدة عليها زجاجات من البيرة و"الوسكي" وكؤوس خمر، وفي الكتاب الثاني توجد صور عديدة تحضُّ على الرذيلة؛ منها صورة لشباب وبنات في غرفة النوم، وصورة لفتاة تجلس على السرير وبجوارها قميص نوم أحمر، وصورة لحفل رقص جماعي، وصورة لمحل يبيع جميع أنواع الخمور، وغيرها من الصور الأخرى الفاضحة.

 

وتساءل النائب: "هل يُعقَل أن يكون تحسين الحوار مع الآخر كما قالت مديرة المعهد ميس جنيت في تصريح لها إن الهدف من إنشاء المعهد تحسين الحوار بين الثقافات والأديان ومساعدة أئمة المستقبل والوعاظ على التواصل مع الآخر بكفاءة؟!"

 

وتساءل النائب: "هل تحسين الحوار يتطلب الانسلاخ من ثقافتنا وديننا لحساب ثقافة الآخر وهويته وأجندته؟!"، مشيرًا إلى أن العلم في بريطانيا نفسها لا يسمح بتبرج المعلمات أو الطالبات بمثل هذا التبرج الذي يُسمَح به في الشارع البريطاني.

 

وأكد النائب أنه لا يعارض تدريس اللغة الإنجليزية لطلاب الأزهر، بل يرحِّب به منذ زمن بعيد ويشجِّع عليه كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، "ولكنا فقط نشترط الالتزام بقيم الدين وتقاليد الأزهر وأهدافه ورسالته".

 

وتساءل النائب: "لماذا أغلق رئيس جامعة الأزهر مركز تعليم اللغات بجامعة الأزهر، وهو مركز وطني؟! ولماذا قطعت صلة هذا المركز الوطني بكلية اللغات والترجمة التابعة للجامعة سواء من ناحية تأليف الكتب واختبار الموضوعات التي تحقِّق أهداف الأزهر في نشر الدعوة الإسلامية، أو من ناحية اختيار الأساتذة من المصريين أو غيرهم ممن يدرسون في كلية اللغات والترجمة بالأزهر؟!".

 

وواصل أسئلته عن أسباب قيام رئيس جامعة الأزهر بتجميد 42 مركزًا بحثيًّا بجامعة الأزهر، والتي أصبح لا يعمل منها حاليًّا سوى 5 مراكز فقط؛ منها مركز تنظيم النسل أو تخفيض الخصوبة، ومركز تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، ومركز تحقيق التراث.