الاستعمار قديمًا والعولمة حديثًا وجهان لعملة واحدة، وهدفهما الأسمى هو الحصول على ثروات العالم وإذا نجحنا في أن نهزمهما في هذا المجال فسوف يتحقق النصر لنا إن شاء الله تعالى.

 

والسياسة بدون سلاح المقاومة والجهاد الاقتصادي لم ولن تحلَّ القضية الفلسطينية، والدليل على ذلك ما وصل إليه حال الدول العربية لحل القضية الفلسطينية سياسيًّا.. أنها وصلت إلى نقطة الصفر.

 

والجهاد الاقتصادي للدول العربية والشعوب الإسلامية هو أحد الحلول الفاعلة الهادئة العاقلة للمشاركة في حل القضية الفلسطينية وذلك كالتالي:

 

أولاً: بالنسبة للاستثمارات الخارجية

لقد صرح الأستاذ حمدي الطباع رئيس اتحاد رجال الأعمال العرب في 1/11/2008م  في جريدة (الأخبار) المصرية بأن استثمارات العرب في أمريكا وأوربا تقدَّر بحوالي 14 ألف مليار دولار (14 تريليون دولار)، وكما قال كيسنجر (وزير الخارجية الأمريكي الأسبق) إن العرب قد ربحوا من ارتفاع أسعار البترول في الأعوام الأربعة السابقة أرباحًا طائلةً (تقدَّر بحوالي 1000 مليار دولار زيادةً عن سعر البرميل في عام 2004م)، ولا بد من استرجاع هذه الأموال إلى بلادنا مرةً أخرى؛ لأن هذه البلاد العربية بها إرهابيون وبها حكومات إرهابية، وفعلاً تم افتعال الأزمة المالية العالمية في الأشهر السابقة، وقد خسر العرب على أقل تقدير حوالي 1000 مليار دولار.. إذًا لا بد من ردِّ الصاع صاعين لأمريكا وأوروبا للضغط عليهم اقتصاديًّا حتى يضغطوا على الكيان الصهيوني لحل القضية الفلسطينية وذلك بالآتي:
1- سحب 10% من الاستثمارات الخارجية بما يوازي 1400 مليار دولار كمرحلة أولى.
2- استثمار هذه الأموال في الدول العربية التي بها حوالي 130 مليون عربي تحت خط الفقر، واستثمار جزء منها في فلسطين الحبيبة.

 

ثانيًا: بالنسبة للنفط

1- نطالب بتخفيض الإنتاج اليومي من البترول الخام بنسبة 25% كمرحلة أولى؛ حيث إن احتياطي البترول للدول العربية يقدَّر بحوالي 60% من الاحتياطي العالمي.

2- وقف تصدير الغاز الطبيعي إلى الكيان الصهيوني.

3- عدم التعامل ووقف التجديد للشركات البترولية الأجنبية، والتي حصتها من استخراج البترول ما بين 40: 49% والتي تسيطر على صناعة البترول العالمية والتي لها اليد العليا في السيطرة على اقتصاد العالم وفي الحروب الحديثة وهي (1 شركة موبيل الأمريكية 2- شركة شيفرون الأمريكية 3- شركة كونوكو فيلبس الأمريكية 4- شركة شل الهولندية 5- شركة بريتش بتروليوم الإنجليزية 6- شركة توتال الفرنسية 7- الشركات الإيطالية)، ومن أسماء شركاتها التسويقية (موبيل- أسو- شل- كالتكس- توتال... إلخ).

4- التعامل مع الشركات العربية والوطنية فقط؛ مثل (شركة مصر للبترول- الجمعية التعاونية للبترول- وطنية- الإمارات- إلخ).

5- الاعتماد على الشركات الوطنية في استخراج البترول؛ مثل الشركة العامة للبترول (مصرية) رائدة صناعة استخراج البترول في مصر، وبالتالي سوف تصبح حصتنا من البترول 100%.

 

ثالثًا: عدم التعامل مع البنوك وشركات التأمين الأجنبية

- لأن هذه البنوك وشركات التأمين الأجنبية تقوم بجذب أموال حكومات الدول العربية والأثرياء والعامة ثم تستخدمها في مشروعات لصالحها فقط، وبالتالي هم يسيطرون على اقتصاد العالم، وهذه هي إستراتيجية اليهود من قديم الزمان.

- وحتى نعلم حقيقة ذلك نقول إن أكبر 100 شركة في العالم- حسب تقديرات مجلة فوربس الأمريكية- تسيطر على الاقتصاد العالمي بمبيعات تصل إلى 8500 مليار دولار، وإن أكبر نشاط فيها هو نشاط البنوك والتأمين بنسبة 40%؛ بما يوازي 3400 مليار دولار، وإن ثاني أكبر نشاط بعد ذلك هو نشاط صناعة البترول بنسبة 22%؛ بما يوازي 1900 مليار دولار بإجمالي للنشاطين 62%.

 

إذًا نطالب بأنه يجب الاعتماد والتعامل فقط مع البنوك وشركات التأمين وشركات البترول الوطنية والعربية والإسلامية فقط، سواءٌ للحكومات أو الشعوب العربية والإسلامية.

 

رابعًا: مقاطعة جميع السلع والبضائع والمعدات لهذه الدول

(1- إسرائيل 2- أمريكا 3- إنجلترا 4- فرنسا 5- هولندا).

 

خامسًا: إقامة مناطق حرة على حدود فلسطين

1- نطالب بإقامة منطقة حرة بين رفح المصرية وغزة، وهذا لا يتعارض مع اتفاقية المعابر؛ حيث كانت الاتفاقية بين الكيان الصهيوني وسلطة أبو مازن والاتحاد الأوربي فقط، وقد انسحبت كل الأطراف الثلاثة عند معبر رفح.

2- نطالب بإقامة منطقة حرة مماثلة بين الضفة الغربية والأردن.

 

سادسًا: إخراج الزكاة

تقدَّر زكاة المال للاستثمارات الخارجية والداخلية بنسبة 2.5% وزكاة الزروع بنسبة 5% وكذلك زكاة الركاز وهي عن كل ما يخرج من باطن الأرض؛ مثل (البترول والغاز والذهب.. إلخ) بنسبة 20% وعلى أقل تقدير إجمالي حصيلة هذه الزكوات 100 مليار دولار، وإن غزة تحتاج على الأقل مليار دولار من هذه الزكوات للطعام فقط حتى تكون فوق خط الفقر الذي يقدَّر بـ2 دولار يوميًّا لكل فرد؛ حسب تقديرات صندوق النقد الدولي؛ لأن تعداد سكان غزة 1.5 مليون نسمة، أما الضفة الغربية فتحتاج إلى 1.7 مليار دولار للطعام فقط؛ لأن تعدادها حوالي 2.4 مليون نسمة.

- مع العلم بأن عدد أثرياء العرب حوالي 350 ألف مليونير.

 

سابعًا: إقامة السوق العربية المشركة

على المدى الطويل البدء في إقامة سوق عربية مشتركة بين الدول العربية ومن أرادت من الدول الإسلامية، وعمل عملة عربية موحدة بدلاً من العملة الأجنبية (الدولار الأمريكي- اليورو الأوروبي).

 

وأخيرًا نقول:

يجب على الحكام والأثرياء والشعوب العربية أن تتحلَّى بروح نصر حرب العاشر من رمضان أكتوبر 73 حتى يستطيعوا إنجاز هذه المقترحات، وعندئذٍ سوف تتحرر فلسطين الحبيبة من دنس اليهود وحلفائها.

 

وأختم كلمتي بقول الله عز وجل: ﴿إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ (محمد: من الآية 7)، وقوله تعالى: ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ (آل عمران: من الآية 126).

---------------

* عضو مجلس النقابة العامة للتجاريين بمصر ورئيس شعبة المحاسبة والمراجعة.