أجرت نيابة شمال الجيزة أمس تحقيقًا مع الزميل جمال عبد الرحيم الصحفي بجريدة الجمهورية وعضو مجلس نقابة الصحفيين في البلاغ التي قدمته بسمة جمال محمد موسى زعيمة الطائفة البهائية في مصر، والتي اتهمت فيها جمال عبد الرحيم بالتحريض على قتلها من خلال حلقة تم إذاعتها ضمن حلقات برنامج الإعلامي وائل الإبراشي "الحقيقة" بتاريخ 28/3/2009م، كما استمعت النيابة لأقوال الإعلامي وائل الإبراشي مقدم البرنامج، يأتي ذلك في ظل تخاذل تام من قِبَل مجلس النقابة حيث لم يحضر أي عضو من أعضاء المجلس التحقيقات؛ كما لم يتم إصدار أي بيان بخصوص الموضوع رغم أن المتهم الأساسي عضو بمجلس النقابة.

 

ونفى وائل الإبراشي في أقواله أمام النيابة ادعاء بسمة موسى بتحريض جمال عبد الرحيم على قتلها، وقال إن ما ذكره جمال عبد الرحيم خلال الحلقة يمثل حكم الشرع وفتاوى علماء المسلمين وأئمتها، وليس وجهة نظره الشخصية، وإن الجملة التي قالها جمال عبد الرحيم في البرنامج " إنتي واحدة تستحقي القتل" لا يجب أن تخرج عن سياقها الصحيح؛ لأنه قالها تفسيرًا لحديث الرسول- صلى الله عليه وسلم-: "من بدَّل دينه فاقتلوه"، ولم يقصد إطلاقًا التحريض على قتلها.

 

وأشار الإبراشي أنه سبق أن استضاف الدكتورة بسمة موسى في نفس البرنامج في مواجهة علماء الدين، وأكدوا لها نفس ما ذكره جمال عبد الرحيم بأنها مرتدة، ويجب تطبيق حد الردة عليها، وبالرغم من ذلك لم تتقدم ببلاغٍ ضد أي منهم.

 

وانتقد الإبراشي تخاذل الوسط الصحفي عن زميلهم جمال عبد الرحيم؛ كما انتقد الصحف التي هاجمت الموضوع، وأكد أن مَن أطلق شرارة العنف في قرية الشورانية هو اعتراف أحد البهائيين سكان القرية بأنه كان معتنق البهائية منذ 13 عامًا وكان يؤم المصلين طوال هذه السنوات فشعر أهالي الشورانية أنه تم خداعهم طيلة هذه الفترة؛ مما ولَّد شرارة العنف هناك.

 

بينما ذكر جمال عبد الرحيم في أقواله أن البلاغ المقدم من الدكتورة بسمة موسى كيدي وتصفية حسابات قديمة بينهما؛ بسبب موقفه الرافض لعقد مؤتمر مناهضة التمييز الديني بنقابة الصحفيين في أبريل 2008م، والذي كان مقررًا فيه مناقشة البهائية، علاوةً على نشره العديد من المقالات بجريدة (الجمهورية) على مدى عامين كاملين تفضح الأفكار البهائية وتفند مزاعمهم الباطلة وعلاقتهم بالكيان الصهيوني والصهيونية العالمية.

 

يأتي هذا بالإضافة إلى إصداره كتابًا يحمل عنوان "مُدَّعو النبوة بين الإلحاد والجنون"؛ يتناول قضية البهائية بالنقد اللاذع، كما أضاف عبد الرحيم أنه لم يحرض إطلاقًا على قتل الدكتورة بسمة موسى، وأن ما ذكره بشأن أنها مرتدة وتستحق القتل ليس وجهة نظره الشخصية؛ ولكنه حكم الشرع، وما أجمع عليه علماء وأئمة المسلمين منذ مائة عام وحتى الآن، وأن قوله لها "أنتِ واحدة تستحقي القتل" جاءت لتفسير حديث الرسول- صلى الله عليه وسلم- "من بدَّل دينه فاقتلوه".

 

وأضاف أنه ذكر في بداية الحلقة موضع الخلاف بأن إقامة احتفال للبهائيين في حديقة الميريلاند بمصر الجديدة يمثل استفزازًا لمشاعر المسلمين، وحذَّر من إثارة الفتنة، وتساءل عبد الرحيم: "كيف أحذر من إثارة الفتنة في بداية البرنامج ثم أحرض على قتل الدكتورة بسمة في نهايته؟"، فهذا كلام غير معقول وغير منطقي.

 

وقدَّم جمال عبد الرحيم للنيابة حافظة مستندات تضمنت حكمًا صادرًا من المحكمة الدستورية العليا عام 1975م والحكم الصادر من المحكمة الإدارية العليا عام 2006م وبعض فتاوى علماء وأئمة المسلمين ومنهم: الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر السابق، والدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الحالي، والشيخ أحمد هريدي مفتي الديار المصرية عام 1960م، والشيخ عبد المجيد سليم مفتي الديار المصرية في الأربعينيات، والشيخ سليم البشري عام 1910، والتي تؤكد جميعها أن البهائية هي فرقه مرتدة عن الإسلام، وتعمل ضد الإسلام، ومَن يعتنقها من المسلمين يصير مرتدًّا، ويلزم تطبيق حد الردة عليه.

 

وقدَّم جمال عبد الرحيم بلاغاً للنيابة أثناء التحقيقات اتهم فيه الدكتورة بسمة موسى بازدراء الدين الإسلامي الحنيف؛ وذلك بسبب تكذيبها أثناء البرنامج لحديث صحيح لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- "من بدَّل دينه فاقتلوه"؛ حيث قالت بالحرف الواحد تعليقًا على الحديث: (لأ ما قلش.. لأ ما قلش).

 

وذكر في بلاغه أن تكذيبها لحديثٍ صحيحٍ عن الرسول يُمثِّل ازدراءً للدين الإسلامي الحنيف، وطالب بسماع أقوالها، وإحالتها للمحاكمة، وتطبيق المادة 98 من قانون العقوبات عليها، مؤكدًا أن إنكارها لهذا الحديث الصحيح أصابه كمواطن مسلم بإصابات معنوية، ونفسية جسيمة، كما أصاب جموع المسلمين في مصر والدول العربية والإسلامية بنفس الأضرار.

 

وفي نهاية التحقيقات التي استمرت أكثر من 5 ساعاتٍ تم صرف الإعلامي وائل الإبراشي من سراي النيابة، وإخلاء سبيل جمال عبد الرحيم بالضمان الشخصي.