- د. عبد الله الأشعل: أوباما اكتفى بالخطوط العريضة

- عبد الحليم قنديل: الخطاب تلاعب بمشاعر المسلمين

- د. أحمد يوسف: لم يقدم جديدًا سوى في اللهجة

- د. رفيق حبيب: أوباما أسير الإدارة السابقة

- د. مجدي قرقر: علاقة أمريكا مع المسلمين سيئة

 

تحقيق- إسلام توفيق:

اتسم خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم للعالم الإسلامي من جامعة القاهرة بالوقوف في المنطقة الرمادية وعدم تحديد المواقف.

 

جاء هذا على كافة الأصعدة التي تحدث فيها بدايةً؛ حيث بدت واضحةً عند حديثه عن حماس التي طالبها بالاعتراف بالكيان الصهيوني، رغم اتهامها بممارسة العنف، فضلاً عن محاولته اللعب بمشاعر العالم الإسلامي بالحديث عن العلاقة الطيبة للأمريكان مع الإسلام، وتغيير بعض الألفاظ التي تعودنا عليها قبل ذلك من الإدارات السابقة كالإرهاب، والمنظمات الإرهابية.

 

هذا ما قاله الخبراء والسياسيون لـ(إخوان أون لاين) حول الخطاب الموجه إلى العالم الإسلامي.

 

توازن

 الصورة غير متاحة

 د. عبد الله الأشعل

بدايةً وصف السفير الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق خطاب أوباما بالمتوازن، مشيرًا إلى أنه بدا واضحًا أنه يريد إعادة العلاقات والعمل المشترك مع الولايات المتحدة الأمريكية بتواضعٍ وجدية، خاصةً أن كلامه عن الحضارة الإسلامية والإسلام بدا وكأنه خارجٌ من القلب.

 

وقال إن أوباما أراد أن يعلن تقديره للإسلام والمسلمين؛ حيث اعترف لأول مرة بأن الولايات المتحدة مجتمعٌ عالميٌّ يمثل كافة الأطياف والأديان والأعراق، مشيرًا إلى أن الخلفية التاريخية التي تحدث عنها أوباما في بداية الخطاب كان لها مفعول السحر على الحديث بأكمله.

 

ودافع عن أوباما قائلاً: "لا يمكن الحديث عن التفاصيل في الخطاب"، مشيرًا إلى أنه اكتفى فقط ببعض الخطوط العريضة في القضايا الشائكة والمتعلقة بالولايات المتحدة الأمريكية مع العالم الإسلامي.

 

وعن حديثه عن القضية الفلسطينية؛ قال الأشعل: إن أوباما أقرَّ بعد عهد كبير من السياسات السابقة بأحقية الفلسطينيين في إقامة دولة لهم، في الوقت الذي لم ينسَ حق الشعب اليهودي في مكان يعيشون فيه، فضلاً عن طلبه بوقف الاستيطان ورفضه له.

 

وقال: إنه لا يجب أن نتوقع أن أوباما يتكلم بلهجة العربي المسلم، مشيرًا إلى أنه رجل أمريكي استوفى واستسقى معلوماته وثقافته من الأمريكان، مشيرًا إلى أن الخطاب تضمّن أيضًا تفعيلاً للمبادرة العربية، وهو الأمر الذي أكَّد أنها لن تكون نهاية المطاف.

 

واستنكر خطأ الرئيس الأمريكي حين ساوى بين معاناة الشعب الفلسطيني ومحرقة اليهود، وحديثه عن المقاومة باعتبارها عنفًا غير مبرر.

 

بيع وشراء

 الصورة غير متاحة

عبد الحليم قنديل

وأكد الكاتب الصحفي عبد الحليم قنديل المنسق العام لحركة كفاية أن الرئيس الأمريكي باع السياسة الأمريكية بآيات القرآن الكريم على نغمة "ما يطلبه المستمعون"؛ حيث ظنَّ أنه يقف أمام مجموعة من السذَّج سيضحك عليهم بكلامه المعسول في تعظيم الإسلام وحضارته ودراما قدومه لأمريكا؛ ليلعب على وتر عاطفة المسلمين للحصول على قلوبهم.

 

أما عن النقاط السبع التي تحدث فيها أوباما فأكَّد قنديل أنه أعاد مرة أخرى سياسة بوش حرفيًّا، إلا في استخدام بعض الألفاظ الجديدة كالإرهاب، والتي استبدل بها المتشددين؛ ولكنه لم يهدأ إلا بعد أن وصفهم بـ"سر بلاء هذا العالم".

 

وأشار إلى أن أوباما كرر الأولويات السياسية الأمريكية في أفغانستان والعراق وباكستان؛ للتخلص من طالبان والقاعدة، في الوقت الذي وصف المقاومة الفلسطينية بالمقاومة العنيفة التي يجب أن تقف في الحال.

 

وأضاف: "خلط أوباما بين سعي الزنوج في الحصول على استقلالهم قبل عدة عقود في الولايات المتحدة الأمريكية، وسعي الفلسطينيين الآن لإقامة دولة لهم، متناسيًا أن الولايات المتحدة الأمريكية قامت بثورة".

 

وقال: إن الخطاب شابَهُ تناقض كبير في الحديث عن القضية الفلسطينية، وإنه طالب حماس بالعديد من الممارسات، في الوقت الذي رفض أن يطالب الكيان سوى بوقف الاستيطان.

 

وعن القضية الإيرانية عاب قنديل على أوباما عدم ذكر السلاح النووي الصهيوني، في الوقت الذي هاجم فيه سلاح إيران، مشيرًا إلى أن حديثه عن الديمقراطية والاقتصاد والمرأة والأقليات؛ بات وكأنه يقر تقريرًا صادرًا عن الأمم المتحدة.

 

واختتم حديثه قائلاً: "حديث أوباما جاء في سياق عام دون التطرق إلى التفاصيل التي يكمن فيها كل الصعاب".

 

د. أحمد يوسف

 

وقال الدكتور أحمد يوسف الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة إن الولايات المتحدة الأمريكية يجب أن تبادر بتغييرات على الأرض، مشيدًا بقدرة أوباما على إحداث التغيير المنشود.

 

وأضاف: إن الرئيس الأمريكي يجب أن يصغى أيضًا لرأي القادة العرب، وإن القضية الفلسطينية يجب أن تظل في مسار منفصل بعيدًا عن الارتباط بأية قضايا سياسية أخرى.

 

وقال إن أوباما زعم التميز عن سلفه السابق جورج بوش، وأنه ليس منحازًا للكيان الصهيوني كما هو الحال مع الإدارات الأمريكية السابقة، وإنه حاول أن يظهر بصورة جديدة مع إيران وسوريا تقوم على فتح باب الحوار.

 

وقال إنه لم يقدم أي شيء جديد في كلامه للعراقيين؛ سوى أنه وعد بضمان حقوق الأقليات، والتمسك بسياسة التوافق في العراق، مشددًا على أن الباقي كان محاولة البراءة، والتملص، والهروب من الأخطاء التي ارتكبها أسلافه في العراق، وما أوجدوه من فوضى وخراب في العراق.

 

فيما يتعلق بإيران قال: إن اللهجة جاءت أكثر إيجابية على نحو كبير عما قبل، مقارنةً بالإدارة الأمريكية السابقة، مع أنها لا تزال سلبية، مشيرًا إلى أن الإيرانيين وغيرهم من شعوب المنطقة يتوقعون نفس التغيير الذي وعد به أوباما الشعبَ الأمريكي في السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط أيضًا.

 

اتهامات

 الصورة غير متاحة

د. رفيق حبيب

أما المفكر الدكتور رفيق حبيب فأكد أن الخطاب أرسل بعض الرسائل كان أهمها تأكيد أن الإدارة الحالية تختلف تمامًا عن الإدارات السابقة، وأنها تريد فتح صفحة جديدة مع العالم الإسلامي، وإعادة صياغة الدور الأمريكي في المنطقة.

 

وقال: إن أوباما أراد أن يُظهر الولايات المتحدة كالدولة الحامية للعالم كله، بدلاً من أن تظهر كإمبراطورية تحكم العالم كله.

 

وأشار د. حبيب إلى أن أوباما حاول الخروج من ميراث الإدارة السابقة في رفضه إشعال الحروب دون أسباب، ورفضه اتهام الإسلام بالإرهاب وتعميم الإرهاب على كل العرب والمسلمين، فضلاً عن محاولته قبول التعدد الحضاري والثقافي والديني لكسب أراضٍ جديدة.

 

وشدَّد على أن أوباما ركَّز على محاولة جذب انتباه العالم الإسلامي وعلاقته بأمريكا، والرد على بعض الاتهامات، مشيرًا إلى أنه وقع في خطأ كبير؛ حيث تضمن خطابه الحديث عن الإسلام، في حين أن العلاقة ليست مع الإسلام، وإنما مع المسلمين.

 

وأضاف أن التغيير في استخدام المصطلحات والاعتراف بحماس ككيان له ثقل وتطور جديد في القضية الفلسطينية الصهيونية؛ على الرغم من هجومه عليها وتقييده لها بالقبول بشروط الرباعية، في الوقت الذي أكد فيه عمق العلاقة مع الكيان الصهيوني.

 

امتداد

 الصورة غير متاحة

د. مجدي قرقر

ويرى الدكتور مجدي قرقر الأمين العام المساعد لحزب العمل أن الخطاب جاء امتدادًا لخطابات بوش الابن والأب، مشيرًا إلى أنه لم يكن يتوقع تغيرًا بـ180 درجة؛ ليكون في صف العرب والمسلمين.

 

وقال: إن الخطاب حمل بين طياته إيجابيات وسلبيات، فضلاً عن العديد من علامات الاستفهام؛ خاصة في مشاعره تجاه الإسلام والمسلمين، والذي حاول أن تكون غير مفتعلة بعد استشهاده 3 مرات على الأقل بآيات من القرآن الكريم.

 

وأشار إلى أن مواقفه جاءت لتحمل بين طياتها العديد من وجهات النظر، ففي الوقت الذي أعلن فيه الانسحاب من العراق، وضع خطةً زمنيةً طويلةً جدًّا للانسحاب، وفي الفترة التي يشدد الهجوم فيها على طالبان والقاعدة يتورط الجيش الأمريكي في عمليات وادي سوات ضد المدنيين.

 

وأوضح أن أوباما ظهر وكأنه على خلاف مع الكيان الصهيوني حين طالبها بوقف الاستيطان، في الوقت الذي ضيَّق فيه الخناق على حماس وفصائل المقاومة؛ للاعتراف بالكيان ووقف إطلاق الصواريخ، وكأنه أراد أن تكون هناك دولتان؛ أحدهما ضعيفة تمثل الفلسطينيين، والأخرى قوية تمتلك قدرات نووية.

 

وقال د. قرقر إن حديثه عن الديمقراطية مثّل صفعة على كل من استقوى بالولايات المتحدة الأمريكية، ولخص الخطاب قائلاً: "عبَّر الخطاب عن مصالح أمريكا المترددة بين العالم الإسلامي والعربي والكيان الصهيوني".