في 25/5 مرت خمس سنوات على رحيل الدكتور حسين الدرج عن دنيانا إلى دنيا الحق ﴿فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)﴾ (القمر) إنْ شاء الله؛ ولأننا شهداء الله في الأرض فقد جعلت الوفاء له هذا العام ولعطائه لدينه ودعوته لمحبيه وجيرانه وأهل وطنه، هو شهادة حق نشهدها له في حياتنا، نسأل الله أن تكون له نبراسًا في الآخرة.

 

هذه الشهادات سطّرها أحبابه ومريدوه بعد وفاته تعبيرًا عما يجيش في صدورهم في لحظات الصدق وهم على قبره يشيعونه، ثم بعد رحيله بأعوامٍ لا يُذكر إلا بالخير دائمًا حقًّا لقد كان للخير أهلاً، وأول هذه الشهادات كانت للمهندس خيرت الشاطر (فكَّ الله أسره) وهو يُشيعه على قبره.

 

حيث أكد النائب الثاني للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين- المهندس خيرت الشاطر- أن مصر فقدت واحدًا من خير أبنائها، وأنَّ جماعة الإخوان المسلمين فقدت رمزًا من أخلص رموزها، وأن أهالي شمال القاهرة وشبرا الخيمة، وعزبة عثمان قد فقدوا واحدًا من أكرم وأكثر الدعاة عطاءً، وهو الطبيب والمربي والداعية حسين الدرج، الذي التحق بقطار الدعوة منذ تفتح وعيه على الدنيا وهو طالب بكلية الطب، ومن يومها وهو أحد الشامات التي يُشار إليها في صرح هذه الدعوة، ويعرفه الصغار والكبار في شمال القاهرة.. دمث الخُلق، محبًا لدعوته، ساعيًا لكل خير، باذلاً كل ما يملك وبكل ما يستطيع.

 

وأضاف الشاطر: نشهد لله شهادةَ حق على أن أخانا الراحل- على ما منَّ الله به عليه من اختبارات المرض- إلا أنه تجاوزها كلها صابرًا محتسبًا متجاوزًا لآلامه وأتراحه دون أن تلين له قناة أو تفتر له همة، وتشهد له قلوب الآلاف التي ودَّعته، كما يشهد له جهاده الذي اختلط بحب أبناء شبرا الخيمة له عندما خاض انتخابات مجلس الشعب عام 2000م، وكان خطه الطبيعي أن يكون داخل البرلمان لكنَّ السلطة ارتأت غير ذلك، فدبَّرت له، وحشدت له كل طاقاتها لتغير إرادة كل مَن رأى الدرج خير مَن يصدع بحقوقهم فزوروا النتائج.. وكان لهم ما أرادوا.

 

ثم أكملوا مؤامرتهم بأن وضعوه مع إخوانٍ له كمتهمين في قضية عسكرية أسموها "تنظيم الأساتذة"، وكان نصيبه منها ثلاث سنوات، خرج بعدها بعفوٍ صحيٍّ منذ حوالي شهرين قضى معظمهما في المستشفى حتى لحق بربه.. فاللهم أكرم وفادته وأنزله منزلة مَن تحبه وترضى عنه، وأسبل عليه ستائر رحمتك التي تلفه ببرد عفوك.