وارى ثرى مدينة طرابلس شمال لبنان جثمان الداعية الإسلامي الكبير الدكتور فتحي يكن مؤسس الجماعة الإسلامية بلبنان، بعد تشييع جنازته أمس بمشاركة رسمية وشعبية حاشدة، وسط حالة من الحزن الشديد في أوساط مشيعيه الذي غص بهم مسجد "طينال" في المدينة، بعد صلاة العصر.

 

وشارك في تشييع الفقيد ممثلون من فعاليات رسمية وشعبية لبنانية وفلسطينية وعربية وإسلامية، إلى جانب ممثل للرئيس السوري بشار الأسد، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، إضافةً إلى القيادي في حركة حماس سامي خاطر، ممثلاً لرئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، فضلاً عن القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" أبو عماد الرفاعي، ووفدٌ كبيرٌ من الجماعة الإسلامية؛ على رأسه نائبها الأمين العام إبراهيم المصري، وممثلون عن زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري و"حزب الله" اللبناني.

 

وقال الشيخ مالك الشعار الذي أمَّ المصلين في صلاة الجنازة: إن طرابلس مدينة العلم والعلماء، ومعها العالم الإسلامي بأسره تودع رجلاً من كبارها وعلمًا من أعلامها رائد الحركة الإسلامية ومؤسسها، من أفنى عمره وحياته في سبيل الدعوة إلى الله عز وجل، المربي الكبير أبو بلال، المفكر الفذ المعتز بالإسلام، المنظر الخاشع العابق بالإيمان، والكاتب الثر، والمرشد إلى سبل البناء والإصلاح.

 

وقال الشعار: إن الإرث الثقافي الذي تركه يكن سيشكل محضنًا للأجيال الصاعدة ولكل الطامحين للعمل في مسيرة الدعوة الإسلامية، خصوصًا أنه قاد الجماعة الإسلامية في لبنان لثلاثة عقود ترك خلالها آثارًا، ما زال قياديو الجماعة يشهدون بها.

 

وأضاف: "إذا كنَّا قد فقدنا اليوم كبيرًا عزيزًا على قلوبنا؛ فواجبنا جميعًا أن نعمل على إكمال مسيرة النور والإيمان التي كرَّس نفسه لأجلها، وكلي ثقة أن هذه الجماهير المؤمنة التي خرج منها أبو بلال ستبقى مستمرة على عهده، وسيخرج فينا بإذنه تعالى علماء عاملون ودعاة مهديون جيلاً بعد جيل؛ فأرضنا هي الأرض المباركة، ونحن أحباب رسول الله المرابطون فيها إلى يوم القيامة، ولن يخلفنا الله وعده".