أدَّى ملايين من أبناء الشعب المصري صباح اليوم صلاة عيد الفطر في الساحات، وسط التكبيرات والتهليلات، راجين أن يتم الله عليهم فرحة العيد، وأن يتقبلهم في رمضان، وأن يخلف عليهم الشهر الكريم أعوامًا مديدة، والأفراح عامًا بعد عام في حرية، وأن يكون المسجد الأقصى الشريف محررًا، في حين لم يغب المشهد الأمني، ووجود عشرات من عناصر الأمن المركزي وأفراد مباحث أمن الدولة بين المصلين لإرهابهم.

 

ففي الشرقية واصلت الإجهزة الأمنية تعسفها وبطشها ضد الإخوان المسلمين، في محاولة لإفساد فرحة العيد؛ حيث قاموا بتفريق جموع الإخوان من مسيرة صلاة العيد بمركز ديرب نجم، واعتقال اثنين من الإخوان بكفر الحاج عمر بمركز فاقوس.

 

وقال الدكتور فريد إسماعيل عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بمجلس الشعب: إن ما حدث تصرفٌ خاطئٌ بكل المقاييس، وانتهاكٌ لحرمة دور العبادة وبيوت الله، وهذه السياسة التي ينتهجها النظام تجاه الإخوان يجب أن تتغير، فهي سياسة خاطئة.

 

وأكد الدكتور محيي حامد عضو مكتب الإرشاد أن أعمال الإخوان لن تتوقف، فإذا كان هناك تضييق في موضع فهناك مواضع أخرى كثيرة، والاعتقالات لن تثني الإخوان عن رسالتهم الإصلاحية، وكما قال الإمام البنا: "أنتم روح جديد يسري في هذه الأمة فيحييه بالقرآن"، فهم لن يستطيعوا أن يضيقوا على هذه الدعوة المباركة.

 

وفي البحيرة قال مراسلنا شريف عبد الرحمن: إن الإخوان المسلمين خرجوا في مسيرات تهنئة جابت شوارع دمنهور، بعد صلاة فجر أول أيام عيد الفطر المبارك، ردَّدوا فيها تكبيرات العيد، وتم أداء صلاة العيد في ملعب إستاد دمنهور الرياضي، وملعب ساحة الحرية بشبرا، وملعب جمعية الشبان المسلمين.

 

وخرج الإخوان يتقدمهم محمد سويدان مسئول المكتب الإداري للإخوان المسلمين بالبحيرة وقيادات ورموز الجماعة في 10 مسيرات، جابت شوارع دمنهور؛ لمشاركة أهالي المدينة فرحتهم بالعيد، وتدعوهم لصلاة عيد الفطر المبارك في الخلاء بالساحات المحددة للصلاة، وسط حضور قوي لشباب الإخوان والأخوات المسلمات وأشبال وزهرات الإخوان.

 

وفي القليوبية شارك الإخوان المسلمون أبناء المحافظة فرحتهم، وسط وجود أمني مكثف غير مبرر، سائلين الله تعالى أن يتجلى على الأمة بفيوضاته ورحماته ونصره وتأييده، وأن يشمل الشعب المصري بعظيم مَنِّه وكرمه وجوده، وأن يجعل المسلمين جميعًا من عتقائه من النار، وأن يعيد هذه الأيام، وقد تحررت إرادة الأمة وأراضيها، وعادت إليها مقدساتها وحرياتها.

 

وفي مدينة الثغر بالإسكندرية؛ أفاد مراسلنا محمد مدني أنه مع أول ضوء نهار انطلقت تكبيرات صلاة العيد التي معها خرج الشعب السكندري ليؤدي صلاة العيد في الخلاء؛ إحياءً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وسط بسمات ودعوات بأن يتقبل الله صيام رمضان وقيامه، وأن يجعل جموع المسلمين من العتقاء من النار.

 

وركزت خطب العيد على أنه واجب على المسلم أن يفرح في هذه الأيام بعد الطاعة التي قضاها فـ"للصائم فرحتان يفرحهما؛ إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه"، مشددين على ضرورة ألا تغيب قضايا الأمة عن الأذهان في هذا الفرح، وعلى وجه الخصوص قضية المسجد الأقصى الذي زادت من تحته الحفريات، وفي ظل محاولات الكيان الصهيوني تهويد القدس، وطمس معالمها العربية والإسلامية؛ حتى أسماء الشوارع يحاولون تغييرها إلى الأسماء العبرية.

 

وشنَّ الخطباء هجومًا عنيفًا على الحكام العرب الذين يواجهون المقاومة، ويعتبرون صواريخها عبثية، في الوقت الذى لم تأت فيه المفاوضات التي يقودها الحكام بالتعاون مع الكيان الصهيوني إلا بمزيد من التنازلات وضياع الحق الفلسطيني، وانشغلوا عن القضية الأصلية الفلسطينية، وتصارعوا على الكراسي، وعلى التمثيل في المفاوضات، في الوقت الذي يقوم الكيان الصهيوني بالتوغل والضرب وانتهاك كل المعاهدات.