منازل مهدمة بالكامل، وبيوت غارقة في المياه، وأسر معظمها قضت ليلتها في العراء باحثةً عن النجاة، هذه هي نتائج السيول المندفعة من الجهة الشرقية من سلاسل جبال البحر الأحمر، والتي اجتاحت بعض قرى ونجوع محافظة أسوان.

 

ويشير الحصر الأولى لنتائج السيول إلى وفاة سبعة بينهم سائح بريطاني وفقد 25 آخرين، وتدمير عشرات الأفدنة، وسقوط 10 أبراج ضغط مرتفع، و41 عمودَ كهرباء، وانهيار 253 منزلاً حتى الآن، منها 93 بنجع العرب بخور أبو صبيرة وأكثر من 60 بالعقبة، بالإضافة إلى منازل أخرى في مناطق عديدة منها: "الأعقاب الكبرى"، و"الشديدة"، و"الملقطة"، و"نجع الشيخ علي بأبو الريش بحري" و"الخَطّارة" ومناطق أخرى مثل "سلوا" و"وادي النقرة" و"وادي خريت" و"الرديسية" بإدفو.

 

كما تسببت الأمطار الغزيرة في إحداث العديد من التشققات في طريق مصر أسوان، وطريق كوم أمبو/ نصر النوبة، وإدفو/ الرمادي، وسقطت العديد من الأشجار والنخيل بسبب شدة الرياح، كما خربت أماكن تجمعات أطنان من أجود أنواع التمور التي تشتهر بها المحافظة كانت منثورة بغرض تجفيفها بسبب غزارة الأمطار.

 

يقول رمضان محمد عبد العظيم (مزارع): "مخرّات السيول التي حددتها وزارة الري خاطئة وبحاجة إلى إعادة نظر؛ فقد جرت هذه السيول المدمرة في أماكن غير المحددة سلفًا، ولا بد من تنظيف هذه المخرات؛ مما تحمله من شوائب رهيبة تمنعها من أداء وظيفتها!".

 

 الصورة غير متاحة

مواطن يشير إلى الأضرار التي ألحقتها السيول بالأراضي

ويضيف مصطفى محمد كرار عامل بالمجلس المحلي: "لم نذق طعم النوم ولم نتناول طعامًا أو شرابًا حتى الآن من هول الكارثة، فما حدث لم نرَ مثله منذ ولادتنا وأصبحنا معزولين عن العالم وفقدنا الماء والكهرباء ووسائل الاتصال!".

 

يقول رأفت محمد حسن موجه بالتربية والتعليم من "نجع الجديد والعجيباب بأبو الريش": لم أرَ حتى وقت متأخر من حدوث الفاجعة مسئولاً واحدًا، ولم تصرف خيمة واحدة لإيواء المنكوبين أو أية مساعدة عاجلة لإغاثة الأهالي!".

 

ويضيف عامر علي أحمد (موظف بالكهرباء): "لا بد للحكومة من مراجعة القانون الظالم الخاص بمنعنا من بناء بيوتنا بالخرسانة المسلحة، فما يحدث كان من الممكن منعه أو على الأقل التخفيف كثيرًا منه لو سمح لنا بتحويل هذه البيوت الطينية المتهالكة إلى بيوت مبنية بالخرسانة مهما كلفنا ذلك!!".

 

أما حسين محمد علي (مدير إدارة بشركة بترول بلاعيم) فقد استقبلنا بالصياح والعصبية ظنًّا منه أننا من لجان المتابعة الحكومية قائلاً: "حسبنا الله ونعم الوكيل, كدتم تفقدوننا وطنيتنا وانتماءنا لمصر، أنتو مناظر وإحصاءات وبسّ, فينكم من الساعة 2 فجرًا، بعد مرور أحلك الساعات علينا وعلى عيالنا افتكرتونا؟!!".

 

 

السيول في صور