حمَّل أهالي مناطق السيول المنكوبة في أسوان الحكومةَ مسئولية تداعيات كارثة السيول؛ بسبب بنائها إنشاءات عديدة في مجرى السيول، فيما تواصلت الجهود الشعبية لإنقاذ متضرري السيول ومساندتهم.

 

وفي أسوان قال عبد الراضي عبد الباسط أحد قيادات الإخوان بمنطقة السيول لـ(إخوان أون لاين): إن الحكومة هي السبب في كل ما حدث بكارثة السيول التي ضربت الأخضر واليابس؛ لأنها سمحت للأهالي ببناء منازلهم في مخرات السيول، وخاصةً في الأماكن الأكثر تضررًا مثل "نجع الشيخ علي" و"العجيباب" و"الملقطة" و"خور أبو صبيرة" و"الأعقاب بحري"، وهي تعلم ذلك جيدًا!.

 

وضرب مثلاً لذلك بما حدث في "خور العجيباب" قائلاً: لقد قام الأهالي ببناء وحداتهم السكنية الصغيرة بطريقة عشوائية في قلب الوادي مكان نزول السيول، كما قام تجار البلح بعمل "مناشر"- أي مكان لتجفيف كميات كبيرة من التمور التي تشتهر بها المحافظة- خاصةً أن الحكومة سبقتهم ببناء 3 مدارس من بينها مدرسة 6 أكتوبر الإعدادية في هذا المكان رغم اعتراضي وبعض الأهالي فقمت وبرفقتي حسن عبد الوهاب عضو مجلس محلي القرية بمقابلة مع اللواء سمير يوسف محافظ أسوان السابق رحمه الله، وشرحنا له خطورة الأمر في الموعد الذي كان يحدِّده للقاء الجماهير كل أربعاء بديوان المحافظة، كما هو مسجَّل بالأوراق الرسمية بالمحافظة، واستمع لنا جيدًا في أكثر من ربع الساعة وقرر إزالة كل ما تم بناؤه في مخرات السيول.

 

وأضاف أن غالبية أعضاء المجالس المحلية بالمحافظة كانوا في وادٍ والأهالي في وادٍ آخر! فقد فوجئنا بهم، وعلى رأسهم أحمد عبد العال عضو لجنة السياسات بالحزب الوطني وهم يعملون بجدٍّ وإصرارٍ شديدين للالتفاف حول قرار المحافظ رحمه الله؛ حتى تمَّ تجميده للأسف الشديد! بل وساعد هؤلاء الأعضاء الأهالي على توصيل خطوط المياه والكهرباء وتسجيل أراضيهم بالأملاك بمجلس المدينة إلى أن حدثت الكارثة!.

 

وفي سياق متصل ما زال المتضرِّرون من السيول بـ"نجع الشيخ علي" بـ"أبو الريش" بأسوان في انتظار تنفيذ وعد اللواء مصطفى السيد محافظ أسوان لهم بعقاب ضابط الشرطة أحمد مهران رئيس مباحث مركز أسوان بعد تلفظه بأقذع الشتائم لأهل القرية؛ وذلك بسبب انزلاقه في حفرةٍ من الحفر الموجودة من أثر السيول في فترة خدمته أثناء خروجه من مسجد الشيخ علي بالقرية مع بعض أعضاء مجلسَي الشعب والشورى المرافقين للمحافظ.

 

وقال عباس عبد الكافي مدير مدرسة وأحد سكان القرية: "إنني شهدت الوقعة التي تدل على صلف بعض رجال الشرطة الذين يمثلون النظام، خاصةً في مثل هذه الظروف الحالكة التي نحن بحاجةٍ ماسة فيها إلى مد يد العون".

 

يُذكر أن هذا الضابط سبق اتهامه من قبل لجنة الدفاع بالمشاركة في قتل تاجر الطيور وبالمشاركة في تعذيب السجين أحمد رجب بمكتبه مع ضابطين آخرين!.

 

ومن جهةٍ أخرى أجبر محمد حسيب وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة معلمي مدرسة 6 أكتوبر الإعدادية وطلابها على أداء امتحانات الفصل الدراسي الأول بالمدرسة، بالرغم من إحاطة مياه السيول بها من كل جانب، وتصدُّع بعض حوائطها ووجود حشرات ضارة بها من جرَّاء تجمع مياه السيول؛ مما تسبب في لسع عقرب لإحدى مدرسات اللغة العربية بالمدرسة!.

 

وقال والد الطالبة تسنيم عبد الراضي: "إن ذلك يعرض فلذات أكبادنا لخطر داهم دون مراعاةٍ للحفاظ على أرواح الجميع!.

 

وفي العريش راجت شائعات بين أهالي مدينة العريش حول تكرار موجة السيول مرةً أخرى بصورة أكبر، وانتشر القلق بينهم خوفًا من زيادة المأساة، فيما استمرت عمليات الإغاثة الشعبية ووجود رموز وشباب الإخوان في العريش مع الأهالي لمساعدتهم.