- قدمت أكثر من 100 إنجاز لدائرتي على أرض الواقع

- أستهدِفُ توسيع خدماتي لتشمل مركز أشمون كله

- لدينا خطة شاملة لتلبية كافة الاحتياجات بالدائرة

- أدعو الناخبين إلى دفع عجلة الإصلاح من الصناديق

- الحزب الوطني لا يثق في ولاء أعضائه له

- لجنة الانتخابات لا تمتلك آليات لتحقيق النزاهة

- قدَّمنا تعديلات على 90% من تشريعات "الشعب"

 

حوار- أحمد الجندي:

تعرفه دائرة أشمون بخدماته المتميزة ووفائه لأبناء دائرته الذين اختاروه ليكون ضميرهم ولسانهم تحت قبة البرلمان، لا يتحدث عن نفسه كثيرًا بقدر ما تتحدث عنه إنجازاته وبصماته التي فاقت الـ100 إنجاز؛ برغم قضائه فصلاً تشريعيًّا واحدًا فقط في مجلس الشعب، أهل دائرته يحسدون أنفسهم عليه؛ فهم يرون دوائر انتخابية مجاورة شاب نوابها تحت قبة البرلمان ولم يقدموا لأهالي دوائرهم شيئًا.

 

المهندس أشرف محمود بدر الدين، النائب الذي أزعج الحكومة خلال 5 سنوات قضاها تحت قبة البرلمان هي كل عمره النيابي، من خلال نشاطه كعضو في لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب، والذي دائمًا ما يراه أحمد عز رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب شبحًا يهدِّده في يقظته وفي أحلامه.

 

بعد 5 سنوات من العمل الجاد والمتميز والنضال الدستوري الذي زلزل أركان لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب، كشف خلالها الفساد الحكومي المستشري في كافة القطاعات، وجرَّد النظام من ملابسه ليبدي سوءاته وفساده ونهبه وسرقاته أمام الرأي كمحارب كبير يصول في الميدان لا يعرف التعب ولا يتطرق إليه الكلل، يخشى النظام وأتباعه من عقليته الجبارة كاقتصادي مخضرم، برغم عدم تخصصه في مجال الاقتصاد، ولكنه تقدم فتعلم فتميز وفاق الجميع، وكانت أخريات غزواته تحت القبة الفضية للبرلمان كشف فضيحة الصناديق الخاصة التي تُعَدُّ أكبر جريمة نهب منظم للمال العام في التاريخ.

 

قرر النائب أشرف بدر الدين أن يغزو انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى لتدب فيه الحياة وينقل الإخوان المسلمين حركتهم ونضالهم الدستوري من أجل كرامة المواطن المصري إلى الغرفة الثانية للبرلمان؛ من أجل تفعيل دور مجلس الشورى، ونقل نبض الشارع المصري للمجلس، وإحداث نقلة نوعية في أداء هذا المجلس من خلال تواجد نواب الإخوان فيه، وتفعيل الأدوات الرقابية المعطلة فيه لتغيير صورة مجلس الشورى وتفعيل دوره الحقيقي (إخوان أون لاين) التقى النائب أشرف بدر الدين في حوار لا تنقصه الصراحة، فإلي التفاصيل:

 

* بدايةً.. كيف ترى قرار جماعة الإخوان المسلمين بالزجِّ بعدد من أعضائها بمجلس الشعب في انتخابات التجديد النصفي للشورى؟

** حينما أعلن الإخوان المشاركة في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى بنسبة 20% من المقاعد المتنافس عليها آثروا أن يكون من بين المرشحين مجموعة من نواب مجلس الشعب الذين لديهم خبرة بالعمل البرلماني؛ لمساعدة الفائزين من الإخوان في الانتخابات على أداء الدور المنوط بهم في مجلس الشورى، وتفعيل المجلس من اللحظة الأولى لدخولهم.. وكنت من النواب الذين وقع عليهم الاختيار.

 

* وما الهدف من اختيار الجماعة 4 فقط من أعضائها بمجلس الشعب لخوض انتخابات الشورى؟

** الاختيار هنا يخضع لظروف الدوائر الانتخابية، فالـ88 مقعدًا في مجلس الشورى موزعة على 67 دائرة على مستوى الجمهورية، ومن المعروف أن دوائر الشورى أكبر من دوائر الشعب؛ ولأن التجديد نصفي أي يشمل بعض الدوائر والبعض الآخر لا يوجد فيه انتخابات فهناك بعض النواب لا توجد انتخابات في دوائرهم فلذا لم يتم ترشيحهم، فالاختيار جاء بناءً على ظروف الدوائر الانتخابية.

 

تفاصيل الاختيار

** معنى ذلك أن ظروف الدوائر الانتخابية فقط هي التي دفعت الإخوان لاختيار النائب أشرف بدر الدين ليمثلهم في انتخابات الشورى بدائرة أشمون؟

* هناك اعتباران لهذا الاختيار هما عامل الخبرة، وظروف الدائرة، فعامل الخبرة بالعمل البرلماني متوفر بفضل الله تعالى، فأنا أمارس العمل البرلماني منذ 5 سنوات، أما ظروف الدائرة؛ فدائرة أشمون تعتبر أنسب دائرة يخوض الإخوان الانتخابات فيها من حيث الظروف الانتخابية؛ حيث تضم 56 قرية تابعة لمركز أشمون بالإضافة إلى المدينة، بينما كان مركز أشمون مقسمًا في انتخابات الشعب إلى دائرتين انتخابيتين دائرة أشمون (التي تضم 36 قرية بالإضافة إلى المدينة)، ودائرة شما التي (تضم 20 قرية من مركز أشمون و11 قرية من مركز منوف)، أما في انتخابات الشورى الحالية فدائرة أشمون تضم دائرتي أشمون وشما باستثناء الـ11 قرية التابعة لمركز منوف، وعليه تعتبر دائرة أشمون هي الدائرة الوحيدة المتصلة والمترابطة فهي لا تضم دوائر من مركز آخر، وكما يعلم الجميع أنه كان هناك عرف سائد في انتخابات الشورى في أكثر من دائرة (التي تضم مراكز مختلفة) أن يكون مرشح الفئات من مركز ومرشح العمال من مركز آخر، وهذا ليس موجودًا في دائرة أشمون، بالإضافة إلى أن اقتصار دائرة أشمون على مركز أشمون فقط يعزِّز فرص نجاح المرشح لأنه من نفس المركز.

 

 أشرف بدر الدين

 

* ألم يكن من الأفضل أن يدخر الإخوان النائب النشيط والمتميز أشرف بدر الدين لانتخابات مجلس الشعب المقبلة والتي يرى البعض أنها ستكون الأصعب؟

** نحن جماعة مؤسسية إذا كان هناك نجاح حققه أحد النواب فليس هذا إنجازًا فرديًّا له ولكنه تحقق بجهود الإخوان المتعاونين معه في مجالات العمل المختلفة، وعليه فإن هذا النجاح سيستمر أيًّا كان الشخص الموجود، فنحن حينما ترشحنا للمرة الأولى لم يكن لدينا الخبرة الموجودة الآن، فضلاً عن أن مجال التميز في مجال العمل الاقتصادي من خلال لجنة الخطة والموازنة في مجلس الشعب سيستمر في مجلس الشورى من خلال اللجنة الاقتصادية والبحوث الاقتصادية المتعمقة التي تعد في مجلس الشورى.

 

* يتحدث البعض عن وجود صفقة بين الوطني والإخوان تقضي بإخلاء الإخوان بعض دوائر "الشعب" مقابل السماح لهم بالحصول على مقاعد في "الشورى" ما رأيك في ذلك؟

** الحديث عن أي صفقات بين الحكومة والإخوان مجرد أوهام، والناظر إلى الواقع يرى خلاف ذلك تمامًا بدليل اعتقال محامي الدكتور علي بركات مرشح الإخوان في الإسكندرية، وكذلك اعتقال الدكتور جمال حشمت حينما أشيع أنه سيترشح لمجلس الشورى، كما أن تعنت مديريات الأمن في التعامل مع مرشحي الإخوان في تقديم أوراقهم يكذب هذه الأحاديث، فإذا كانت الصفقة تعني الاعتقال والتضييق والمنع فبئست الصفقة.

 

* الحزب الوطني لم يحسم تسمية مرشحه في دائرة أشمون حتى الآن ما السبب في ذلك؟

** السبب الرئيسي هو عدم ضمان الحزب لولاء أعضائه، وعدم ضمان التزامهم بعدم الترشح أمام من يسميه الحزب، وبالتالي كل من تقدم من الراغبين في الترشح على قوائم الحزب قام بعمل توكيلين لأمين الحزب بالمحافظة أحدهما لتقديم الأوراق والآخر لسحب الأوراق، ولن يتقدم أمين الحزب إلا قبل إغلاق باب الترشيح بفترة وجيزة؛ لضمان عدم تقدم مرشحين من أعضاء الحزب ضد مرشح الحزب، وإذا قام أحد بتقديم أوراقه يقوم أمين الحزب على الفور بسحب أوراق ترشيحه بموجب توكيل سحب الأوراق.

 

إنجازات حقيقية

* دائمًا ما يرتبط مفهوم الناس للنواب بالخدمات التي يقدمونها، فما هي الإنجازات التي حققها النائب أشرف بدر الدين خلال 5 سنوات قضاها تحت قبة البرلمان؟

** كان أحد أهداف الإخوان من المشاركة في انتخابات مجلس الشورى هو توسيع دائرة الحركة الانتخابية، وما تحقق من إنجازات على أرض الواقع سواء على الجانب التشريعي والرقابي في مجلس الشعب أو الجانب الخدمي على مستوى الدوائر التي يمثلها الإخوان في مجلس الشعب دفعنا إلى التقدم لانتخابات "الشورى"، وكما تقدم فالإخوان ليسو نوابًا عن دائرة بعينها وإنما هم نواب عن الشعب المصري كله بصرف النظر عن الدائرة الانتخابية؛ وعلى سبيل المثال لم تقتصر خدماتنا هنا على دائرة أشمون فحسب وإنما امتدت لتشمل دوائر أكثر ونطاقات أوسع، فهناك إنجازات وخدمات في دائرة شما وغيرها حصلت على موافقة باعتمادها كإنشاء كوبري على نهر النيل (فرع رشيد)، وكذلك حصلت على موافقة لإنشاء وحدة بيطرية وتقدمت بطلب لتقديم وحدة لمعالجة المياه في إحدى القرى التابعة لدائرة شما، بالإضافة إلى العديد من المشروعات التي لم نعلن عنها خشية أن تحدث لها إعاقات في تنفيذها وسيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب.

 

* هل سيختلف برنامج النائب أشرف بدر الدين الانتخابي في انتخابات الشورى عن البرنامج الذي تقدم به عام 2005م؟

** نخوض الانتخابات تحت شعار "الإسلام هو الحل"، وكان لنا برنامج انتخابي وضعته جماعة الإخوان المسلمين في انتخابات "الشعب" عام 2005م أما الآن فتم وضع برنامج آخر لمرشحي الجماعة لمجلس الشورى تمت فيها مراعاة الاختلاف بين المجلسين؛ لأن مجلس الشورى ليس رقابيًّا، فتمت مراعاة الفرق بين الجانبين الرقابي والتشريعي وسنقوم بتوزيعه على الناخبين.

 

* ما هي أهم ملامح هذا البرنامج؟

** البرنامج يتناول الجانب السياسي والتنموي بمجالاته المختلفة مثل الصحة والتعليم وغيرها، والجانب الاقتصادي، والعلاقة مع الآخر، وتفعيل دور المؤسسات الرسمية في القيام بدورها، ويؤكد على الإصلاحات السياسية التي تطالب بها كافة القوى الوطنية، وإنهاء حالة الطوارئ، وتعديل الدستور، وحرية تشكيل الأحزاب، وحرية الصحافة، وغيرها من المجالات التي تهم المواطن المصري.

 

* كيف يرى النائب أشرف بدر الدين دائرة أشمون واحتياجات مواطنيها؟

** من خلال الزيارات الميدانية التي قمنا بها لقرى الدائرة، لدينا رؤية للاحتياجات التنموية لهذه القرى وهناك دراسة معدة تحت عنوان (دائرة أشمون آمال وطموحات)، وسيتم تفعيلها وتنفيذها بإذن الله حال فوزنا بالانتخابات ودخولنا مجلس الشورى، فنحن تقدمنا للشورى ولدينا من الخدمات والإنجازات على أرض الواقع التي تتعدى الـ100 إنجاز، ومن المنتظر أن يكون الدور الخدمي أكبر ولدينا طموح بتوسيع الخدمات في دائرة الشورى الجديدة التي هي أكبر وأوسع من دائرة الشعب.

 

تعاون الإخوان

* كيف سيتعامل أشرف بدر الدين مع دائرة الشورى الانتخابية الأوسع جغرافيًّا من دائرة الشعب؟

** عملي في الدائرة يعتمد على مؤسسية جماعة الإخوان المسلمين التي يشارك فيها كل أفراد الصف الإخواني في تقديم الخدمات وتحقيق الانتشار، فهناك أفراد من الإخوان في هذه القرى الجديدة جاهزون لتحمل العبء معي وتقديم الخدمات للناس، وإن كان هناك من عبء إضافي فنسأل الله أن يعيننا عليه ويجعله في ميزان حسناتنا.

 

 الصورة غير متاحة

* ما رأيك في تقسيم الحكومة لدوائر الشورى؟ وما هي دلالات هذا التقسيم؟

** بصفة عامة هذا التقسيم يعد خللاً تنظيميًّا كبيرًا يحتاج إلى علاج، ولا بد أن يراعَى في تقسيم الدوائر الانتخابية لمجلس الشورى البعد الجغرافي والكثافة السكانية وعدد النواب؛ حيث إنك تجد الآن دوائر بها كثافة عالية يمثلها عدد نواب قليل، ودائرة أخرى مساحتها صغيرة وكثافتها محدودة وبها عدد نواب أكثر، على كل حال فدوائر الشورى تعد أهون من دوائر المرأة في مجلس الشعب التي قد تصل إلى محافظة كاملة، ولقد طالبنا الحكومة أكثر من مرة بمراعاة هذه الاختلالات الجوهرية.

 

ودلالات هذا التقسيم العشوائي واضحة ومقصودة لتكون الدوائر الانتخابية (مفصلة) على مقاس مرشح معين أو قطب من أقطاب الحزب الوطني.

 

وسائل الإصلاح

* البعض يرى أن خوض الإخوان المسلمين لانتخابات الشورى في ظل الوضع الراهن بعد التعديلات الدستورية يعد مغامرة سياسية خاسرة.. ماذا تقول في هذا الرأي؟

** الإخوان المسلمون أكبر فصيل سياسي في مصر ولا بد أن يتحملوا المسئولية ضمن منظومة الحراك السياسي الموجود في المجتمع، ولا بد أن يقدموا المشاركة العملية الإيجابية ويقدموا في سبيلها التضحيات من أجل تحقيق الإصلاح المنشود.

 

* لكن هناك من يرى أن مشاركتكم في انتخابات "الشورى" يعطي شرعية لانتخابات غير شرعية بعد إلغاء الإشراف القضائي على الانتخابات.

** الإخوان المسلمون يطالبون بالإصلاح والتغيير من خلال القنوات الدستورية والقانونية الموجودة في مصر، ولا بد أن نحترم هذه المؤسسات القائمة ونحترم قواعدها، أما كوننا نطالب بتعديلها وتغييرها فهذا شيء وكوننا نشارك فيها فهذا شيء آخر.

 

فنحن نشارك في الإصلاح من خلال الطرق القانونية والدستورية دون اللجوء إلى طرق أخرى غير مشروعة تكون تكأةً لإقصاء العاملين في المؤسسات الرسمية القائمة.

 

* في ظل ضعف مجلس الشورى الذي يعتبر مجلس الحزب الوطني هل يستطيع الإخوان تقديم معارضة قوية داخل الشورى؟

** أظن أن الشعب المصري كله يشهد الدور الذي قام به نواب الإخوان في مجلس الشعب في الجوانب التشريعية والرقابية والخدمية والذي شهد به الأعداء قبل الأصدقاء وشهد به أيضًا الخبراء والمحللون والمراقبون للأداء البرلماني والإعلاميين، وإن شاء الله إذا نجح عدد من نواب الإخوان في دخول مجلس الشورى سيكون هناك تفعيل لدور مجلس الشورى، ونقل نبض الشارع المصري للمجلس وإحداث نقلة نوعية في أداء هذا المجلس من خلال تواجد نواب الإخوان فيه، كما سنقوم بتفعيل الأدوات الرقابية المعطلة في مجلس الشورى، وسنعمل على تغيير صورة مجلس الشورى أمام رجل الشارع، وسنوضح دور مجلس الشورى لكل المصريين، كما فعلنا من قبل في مجلس الشعب؛ حيث لم يتم استخدام الأدوات الرقابية وخاصة الاستجوابات إلا من خلال المعارضة التي يمثل نواب الإخوان المسلمين أغلبها.

 

معارضة قوية

* وهل نسبة الـ20% التي تقدم بها الإخوان المسلمون كافية لتحقيق معارضة قوية، خاصة أن البعض يرى أن المعارضة في المجالس النيابية في مصر تعد معارضة ديكورية؟

** بداية أعترض على كلمة ديكورية، وأوضح أن الإخوان المسلمين في مجلس الشعب أحدثوا إدخالاً على 90% من التشريعات التي أقرها المجلس، بالإضافة إلى إجهاض تمرير بعض القوانين المسلطة على رقاب المصريين التي كانت الحكومة تعتزم تمريرها، ومن أشهر الأمثلة قانون النشر فيما يتعلق بحبس الصحفيين، وكذلك التقدم بمشروع قانون منح كادر المعلمين للفئات الأخرى من المشاركين في العملية التعليمية وغيرها من الإنجازات الرقابية والتي يأتي على رأسها الاستجوابات والتي إن لم تكن قد حققت الأثر السياسي المطلوب منها في إسقاط الحكومة أو سحب الثقة منها فهي حققت فضح الفساد ووقف الفساد والتدهور في القطاعات المختلفة، وخير مثال على ذلك الاستجواب الذي تقدم به النائب الدكتور فريد إسماعيل عن بيع شركة (سيد) للأدوية وما كان سيجلبه هذا القرار من رفع أسعار الأدوية وزيادة معاناة المواطن المصري.

 

 الصورة غير متاحة

أما عن كفاية النسبة؛ فالمهم من وجة نظري ليس الكم ولكن الكيف، وإن كان للعدد أهمية في التصويت في الأمور التي تحتاج إلى نصاب في المجلس، ولكننا نعلم أن النظام لن يترك المعارضة تتجاوز نسبة الثلث، وعلى كل حال أي عدد أقل من هذه النسبة سيؤدي الدور ولكن الأهم هو نوعية النواب وأسلوبهم في الأداء، وفي ظل الخبرة المتراكمة لدى الإخوان منذ أكثر من ربع قرن في العمل البرلماني سيكون لديهم الفرصة إن شاء الله لتقديم نموذج متميز في الأداء داخل مجلس الشورى.

 

* في حال فوزكم في انتخابات الشورى، هل سيكون هناك مرشح آخر في انتخابات "الشعب" بدائرة أشمون أم ستخلى الدائرة من مرشحي الإخوان؟

** هذا الأمر سابق لأوانه؛ لأن الأمر سيخضع للاعتبارات والظروف التي تحيط بانتخابات مجلس الشعب القادمة ونسبة مشاركة الإخوان فيها، والتنسيق بين الإخوان والقوى السياسية الأخرى، وعلى أي حال هناك مرشحون على قدر عالٍ من الجاهزية والتأهيل لخوض انتخابات الشعب المقبلة.

 

* هل يوجد تنسيق بين الإخوان والأحزاب والقوى السياسية الأخرى في انتخابات الشورى 2010م؟

** نحن نسعى إلى هذا التنسيق من خلال الزيارات التي قام بها الإخوان للأحزاب والزيارات المتبادلة للالتقاء على أرضية مشتركة للعمل الوطني تتمثل في المطالب الرئيسية للإصلاح والتغيير، فنحن نعمل لتوحيد الصف من أجل انتزاع أكبر عدد من المقاعد للمعارضة في المجالس النيابية.

 

* في ظل هذا التنسيق، هل من الممكن أن يسحب الإخوان أحد مرشحيهم من أمام مرشح آخر لحزب معارض؟

** التنسيق أمر مطلوب وقد حدث قبل ذلك وهو أمر نسعى إليه ونتمنى أن يكون هناك اتفاق؛ لأنه لا يستطيع فصيل أو حزب بمفرده مواجهة هذا النظام الفاسد المستبد.

 

فرصة للتغيير

* في ظل عزوف المواطنين عن الإدلاء بأصواتهم في انتخابات الشورى هل يستطيع الإخوان جذب الناخبين للإدلاء بأصواتهم؟

** أعتقد أن إنجازات نواب الإخوان المسلمين في مجلس الشعب على المستوى التشريعي والرقابي واضحة لكل جموع الشعب المصري وكذلك ما قدمه نواب الإخوان من خدمات ملموسة على أرض الواقع في دوائرهم وخارجها سيكون حافزًا قويًّا لخروج المواطنين للتصويت لصالح الإخوان في انتخابات الشورى، هذا بالإضافة إلى أن المناخ العام السائد من الحراك السياسي والمطالبة بالتغيير ورفع مستوى المعيشة وزيادة الحد الأدنى للأجور والتدني الملحوظ في الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها، ستكون حافزًا للمواطنين الراغبين في التغيير.

 

* كيف ترى تشكيل اللجنة العليا للانتخابات؟ وهل ستستطيع هذه اللجنة إجراء انتخابات نزيهة أو حتى شبه نزيهة؟

** في الحقيقة لم نسمع عن هذه اللجنة حتى الآن، فالقرار الخاص بتنظيم العملية الانتخابية أصدره وزير الداخلية، ولا ندري ما الدور الذي تقوم به هذه اللجنة، ولا زالت الداخلية هي التي تسيطر على العملية الانتخابية، أما اللجنة فهي لجنة شكلية، ونطالب كما تطالب كافة القوى الوطنية أن تشرف هذه اللجنة على كل إجراءات العملية الانتخابية بداية من إعداد الكشوف الانتخابية حتى إعلان النتائج النهائية للانتخابات أما عن استطاعة هذه اللجنة إجراء انتخابات نزيهة فلا أظن أن اللجنة بإمكانها ذلك؛ لأنه ليس لديها الأدوات والآليات التي تؤهلها وتمكنها من إجراء انتخابات نزيهة.

 

مطلب القوى السياسية

 الصورة غير متاحة

* البعض يرى أن الإشراف الدولي على الانتخابات يعد تدخلاً في شئون مصر وطعنًا في سيادتها ما رأيك في هذه الرؤية؟

** الإشراف الدولي على الانتخابات أمر عادي جدًّا تأخذ به معظم الدول ولا يوجد به أي غضاضة، وخير مثال على ذلك الانتخابات الأخيرة في السودان؛ والتي تمت تحت إشراف دولي، كما أن الإشراف الدولي على الانتخابات في مصر هو مطلب كافة القوى السياسية في ظل غياب الإشراف القضائي الكامل على الانتخابات وعدم وجود ضمانات حقيقية لنزاهة العملية الانتخابية.

 

* كيف تقيّم الحياة السياسية في مصر من خلال 5 سنوات قضيتها في العمل السياسي والبرلماني؟

** الوضع السياسي في مصر سيئ جدًّا في ظل الاستبداد الموجود وفي ظل الدستور الحالي الذي يعطي صلاحيات مطلقة لرئيس الجمهورية وللسلطة التنفيذية على حساب السلطات، وتغول السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية، بالإضافة إلى وجود أغلبية ميكانيكية في مجلس الشعب تسير في ركاب الحكومة وتقر كل سياستها على طول المدى.

 

فنحن نعاني في مصر حالة من الاستبداد في ظل قانون الطوارئ المسلَّط على رقاب المصريين منذ ما يناهز الـ30 سنةًً، والذي أدَّى إلى تقلُّص مساحة الحريات وتكبيل العمل السياسي على كافة الأصعدة، وكذلك تزييف إرادة الأمة وتزوير الانتخابات، وأدى إلى هذه الحالة من الانسداد السياسي وازدياد حدة المعارضة للسياسات الحكومية.

 

* وما الحل للخروج من حالة الانسداد السياسي هذه؟

** هذا الأمر يتطلب أن تتضافر جهود كل المخلصين من أبناء هذا الوطن، وأن تتوحد جهود كافة القوى السياسية بكل انتماءاتها على الحد الأدنى من المطالب المجمع عليها، وأن يشارك هذا الشعب في محاولات الإصلاح والتغيير؛ لأن التغيير يحتاج إلى مشاركة مجتمعية قوية؛ مصداقًا لقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ (الرعد: من الآية 11).