- د. حسن نافعة: التغلب على الأمراض بين القوى السياسية ضرورة

- د. حمدي حسن: استفحال فساد الوطني دافع قوي لتوحيد الصفوف

- د. مجدي قرقر: الإخوان أمل مصر في تحقيق ائتلاف لصالح الوطن

- د. هاشم ربيع: الثقة ونقاط الاتفاق والبعد عن التفاصيل يُسهِّل المهمة

- صلاح مصباح: الشارع المصري متعطش لرؤى موحدة تلبي حاجته

 

تحقيق- إيمان إسماعيل:

ثمَّن خبراء ومحللون سياسيون ما قامت به جماعة الإخوان المسلمين في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى من تنسيق مع 6 من المرشحين المستقلين والحزبيين، بينهم مسيحي، في إطار التعاون الوثيق مع القوى السياسية والوطنية الشريفة.

 

وطالب الخبراء والمحللون القوى السياسية في مصر كافةً بنبذ الفُرقة بينها، والتوصل إلى نقاط التوافق والوحدة التي تستهدف تحقيق مصالح الشعب، والتصدي لكافة الممارسات الاستبدادية التي يمارسها النظام ضد خصومه السياسيين من تزويرٍ وانتهاكاتٍ لإرادة وحرية الشعب المصري.

 

وأكدوا أن الحالة المتردية في مختلف المجالات التي وصلت إليها مصر نتيجة طبيعية لعبث الحزب الوطني الحاكم بمقدرات الوطن، مع عدم وجود ائتلاف وطني لردع هذا العبث، مطالبين جماعة الإخوان المسلمين بقيادة ذلك الائتلاف واستكمال مسيرة التنسيق والتقارب مع كافة الأحزاب والقوى السياسية في مصر باعتبارها أكبر فصيل سياسي يمتلك شعبيةً كبيرةً في الشارع المصري.

 الصورة غير متاحة

 د. حسن نافعة

 

ويطالب الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وعضو الجمعية المصرية للتغيير كافة الأحزاب والقوى السياسية في مصر بأهمية الاستجابة للتنسيق فيما بينهما والتوصل لرؤية واحدة؛ حتى يكونوا على قلب رجل واحد في مواجهة الحزب الوطني الحاكم.

 

ويستنكر حالة التشرذم التي يعيشها عدد كبير من الأحزاب المصرية وعدد من القوى السياسية المختلفة والاختلافات المتواجدة بينهم، والتي شبَّهها بالأمراض، مشيرًا إلى ضرورة التغلب عليها لتحقيق الوحدة والالتفاف حول رؤية وهدف يجتمع عليه كافة القوى السياسية في مصر.

 

ويدعو د. نافعة الأحزاب والقوى السياسية المختلفة إلى ضرورة الالتحام في الأيام القادمة، وعقد المزيد من الاجتماعات والتنسيق فيما بينهم حتى يتم التغلب على انتهاكات الحزب الوطني المتعاقبة، وتحقيق إصلاح وتَقَدُّم حقيقي في مصر.

 

مصلحة الوطن

 الصورة غير متاحة

د. حمدي حسن

   ويؤكد النائب الدكتور حمدي حسن عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بمجلس الشعب أن الوقوف في وجه الفساد والظلم والنهب لا يستطيع فصيل سياسي التصدي له منفردًا؛ وذلك لما يقوم به الحزب الوطني من تسخير كافة المؤسسات لصالحه ولخدمة حفنة من الموالين للحزب والنظام؛ مشددًا على ضرورة وجود ائتلاف وطني قوي يشمل كافة التيارات السياسية للوقوف أمام تيار فساد الوطني.

 

ويضيف أنه في الوقت الذي يسعى فيه الحزب الوطني للتآمر على مصلحة الوطن، فإن الإخوان وباقي الأحزاب يسعون للتنسيق فيما بينهم لتحقيق مصلحة الوطن والشعب، والتي يضعها الإخوان على قائمة أولوياتهم، متمنيًا أن تتسع دائرة التنسيق بين الإخوان والأحزاب بشكلٍ كبيرٍ في انتخابات مجلس الشعب القادمة.

 

ويرى أن ذلك التنسيق في حاجةٍ إلى رؤية شاملة وواسعة لدى كافة الأحزاب لتقدم مصالح الوطن على الاختلافات الفكرية؛ موضحًا أن نقاط الاتفاق بين كافة الأحزاب أهم وأكثر من التنازع على الاختلافات في سبيل تحقيق مصلحة الوطن العليا، وتحقيق نهضة شاملة لمصر ترفعها إلى مكان لائق بين الأمم.

 

وفيما يعتبره البعض من أن تنسيق الإخوان مع باقي الأحزاب في انتخابات التجديد النصفي للمجلس كان ضعيفًا يقول حمدي حسن: كبداية لتحقيق ائتلاف قوي بين كافة قوى المعارضة فإنه جيد للغاية، مضيفًا أن تجميع كافة القوى تحت مظلة واحدة والتواصل بين القوى الوطنية المختلفة والحركات الشعبية؛ لا يجوز قصره على مجرد التنسيق في الانتخابات"؛ حيث إن تجميع الأحزاب تحت مظلة واحدة يشمل العديد من التحركات من بين هذه التحركات الانتخابات.

 

نموذج الشورى

 الصورة غير متاحة

د. مجدي قرقر

   ويرى الدكتور مجدي قرقر الأمين العام المساعد لحزب العمل أن التنسيق الحقيقي بين الإخوان وباقي الأحزاب سيظهر حقيقةً في انتخابات مجلس الشعب القادمة؛ حيث إن انتخابات التجديد النصفي للشورى ما هي إلا نموذج مصغر لا يمكن قياس نجاحه من عدمه.

 

ويقول: إن انتخابات مجلس الشعب القادمة لا بد أن تشهد تحالفًا قويًّا كبيرًا بين كافة الأحزاب والقوى السياسية المختلفة، سواء اتفقت كل القوى على مقاطعة الانتخابات فيلتزم بها الجميع لتكوين جبهة عريضة للمقاطعة في وجه النظام، أو سواء كان الاتفاق على تكوين جبهة قوية تخوض الانتخابات ضد تزييف الحزب الحاكم؛ حتى يتم إحراجه في كافة الأحوال.

 

ويشدِّد على ضرورة أن يبدأ ذلك التنسيق بين كافة الأحزاب من الآن وليس الغد، خاصةً بعد المهازل التي حدثت في انتخابات الشورى أمس؛ مشيرًا إلى أن العبء الأكبر في ذلك يقع على عاتق جماعة الإخوان المسلمين بصفتها الفصيل المعارض الأكبر، وذات الرصيد الشعبي الواسع في الشارع المصري.

 

ويضيف أن جماعة الإخوان المسلمين قدَّمت جُملة من التنازلات في مقابل توحيد الصف الوطني وتجميعه، سعيًا لاحتضان كافة الأحزاب والقوى في مواجهة إرهاب الحزب الوطني.

 

يؤكد أن تكوين ائتلاف قوي وواسع بات أمرًا ضروريًّا ومهمًّا لا بد منه لإنقاذ مصر من الحالة المتردية التي وصلت إليها، مشددًا على ضرورة وجود قوى المعارضة في حائط صد واحد لمواجهة بطش الوطني، وحتى يكون عاجزًا عن تفتيته؛ فضلاً عن أن الموقف الواحد يعطي قوة داخلية وخارجية أمام العالم في مواجهة الحزب الحاكم.

 

ويدعو د. قرقر كافة القوى السياسية للوقوف على دائرة مفاوضات واحدة لدراسة الأوضاع، مع تحلي الجميع بروح الاستعداد لتقديم التنازلات في سبيل الغاية العليا، وهي تحقيق مصالح الوطن والشعب.

 

حلم الوحدة

 الصورة غير متاحة

د. عمرو هاشم ربيع

   ويتفق في الرأي مع سابقيه الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير في شئون الأحزاب السياسية بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بـ(الأهرام) قائلاً: إن تكوين ائتلاف واحد يجمع كافة الأحزاب السياسية تحت مظلة واحدة أمرٌ ممكن تحقيقه؛ لأن مَن يقرأ التاريخ يرصد محاولات عديدة لتحقيقه.

 

ويضيف: إن تكوين ذلك الائتلاف من خلال التنسيق القوى بين الأحزاب ليس بالأمر الهين؛ لأنه في حاجةٍ إلى جهدٍ كبير، وفي حاجةٍ إلى عدم الالتفات لأية تفاصيل تُعكِّر صف الوحدة، بل هو في حاجةٍ إلى وضع مجرد بنود رئيسية لتنظيم ذلك الجمع ووضع توصيف واضح له.

 

ويؤكد أن الشارع المصري في أشدِّ ما يكون لوحدة حقيقية تجمع كافة الأحزاب، وتُعبِّر عن مصالحه الحقيقية، وتترك المكاتب والمكيفات وتهبط إلى الشارع وتلامس احتياجاته الفعلية، حتى تنقذه مما أُلحق به، وتحقق إصلاحًا سياسيًّا حقيقيًّا وتوجهًا نحو الديمقراطية.

 

شهادة

 الصورة غير متاحة

صلاح مصباح

   ومن قلب التجربة يقول صلاح مصباح الفائز في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى عن حزب التجمع بمحافظة دمياط، والتي أعلن الإخوان المسلمون التنسيق معه في الانتخابات: إن فكرة التنسيق بين الأحزاب فكرة جيدة جدًّا، ولا بد من الاستمرار فيها أثناء الانتخابات القادمة مع تخطيط أكثر تنظيمًا وعلى جانب أوسع، آملاً أن يتحول ذلك التنسيق إلى جبهة واسعة تشمل كافة الأحزاب تحت مظلةٍ واحدة؛ لتحقيق تواجد فعلي قوي في الشارع المصري.

 

ويؤكد أن أي تنسيق سيؤدي حتمًا إلى توحيد الجهود، والوقوف كقوةٍ واحدةٍ في وجه الحزب الوطني الغاشم، مشددًا على ضرورة الاتفاق على البنود الرئيسية بين الأحزاب المختلفة، ووضع الأطر الرئيسية لها وترك أي خلافات وتفاصيل وتنحيتها جانبًا؛ لأنها حتمًا لن تؤثر أمام كم الاتفاقات الموجودة.

 

ويوضح أن تنمية ذلك التنسيق وتحويله إلى قوى كبيرة في وجه الحزب الحاكم الزائف أمرٌ ضروريٌّ ومهم، ولكنه في حاجةٍ إلى وقتٍ طويل حتى يتم تحقيقه بشكلٍ مؤثر في الشارع المصري.