استمرَّ غضب أهالي الدائرة الثالثة، والتي تضمُّ مدن حوش عيسى وأبو المطامير وأبو حمص بمحافظة البحيرة؛ نتيجةَ تزوير إرادتهم في مهزلة الانتخابات الأخيرة لمجلس الشورى، مؤكدين أن هذه النتائج التي أعلنها البعض بفوز مرشح الحزب الوطني لا تمثلهم؛ لأنها مبنية على تزوير فاضح وبلطجة لأتباع الحزب، وتدخل أمني، وتسويد بطاقات، وموظفين مرتزقة رضوا بعشرات الجنيهات مقابل التزوير.

 

وتنوَّع الأهالي في مقابلاتهم لـ(إخوان أون لاين) بين مؤيدٍ للمعارضة بشكلٍ قوي، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، ويطالبونها بعدم التقاعس ومواصلة الطريق، وإما ناقم على النظام والحزب الحاكم ولا يجد سبيلاً للتغير والاكتفاء بالدعاء عليه، والأخير صامت لا يُعبِّر عن ما بداخله، ولكن ارتسم على وجهه الغضب مما حدث.

 

ويؤكد هاني حسين عبد الهادي (37 سنة) أنه لولا ضعف النظام والحزب الحاكم ما أقدم على ما فعله من انتهاكات لحقوق وإرادة الشعب، مشيرًا إلى أنه للمرة الأولى يشعر في يوم الانتخابات، وكأنه يعيش في أحداث غزة، مختتمًا كلامه بحسبنا الله ونعم الوكيل في هذا النظام.

 

ويقول الحاج سعد عبد الونيس العروضي (مهندس زراعي بالمعاش): إن معظم العائلات، وعلى رأسهم قبيلة العراوي ينكرون ما حدث، وأن مَن يتكلَّم باسمهم لصالح الحزب فهم أفراد قلة منتفعون، مضيفًا بحدة أن الحزب يحسن اختيار مرشحيه، وهذا ما رأيناه في يوم التزوير المصري، وأبدى نظرةً قاتمةً لوضع مصر غير واثق بمستقبلها في ظلِّ قبضة الحزب على مقاليد الأمور".

 

ويرى عزت سعيد "سكرتير مدرسة" أن ما حدث هو من قلة تتقاضى وتساق من أجل مصالح خارجية كل ما تريده هو خراب لبلدنا، ولو بقينا على هذا الحال فسوف تنجح هذه القلة في استكمال مخططها لتدمير مصر.

 

ويطالب الحاج محمد السانوسي محمد مالك بالمعاش بضرورة وقوف كل قوى المعارضة وفئات المجتمع هذا الظلم الغاشم لردعه بالقوة السلمية.

 

ويصف طارق سالم قريطم مرشح مجلس الشعب 2005م الحزب الوطني بالهادم للقيم والمبادئ، وأنه عامل أساسي في قطع الأرحام والعلاقات الاجتماعية، وأنه ينشر الخراب بمَن يختارهم ليمثلوه بالمجالس الرقابية، مؤكدًا أنه رأى بعينه انتهاكات أخلاقية لم يرَ مثلها من قبل تستحي منها العين، ولا يرضى بها أي إنسان مهما كانت ديانته لأناسٍ هم من صفوة المجتمع.

 

ويشير الحاج علي فتحي شرف "صاحب ماكينة طحين ومحكم في الجلسات العرفية" إلى أن عائلته كانت تؤيد وتبايع الحزب عندما تسرَّب لقلوبها بأنه سيغير من سياسته، ولكنه بما قام به أكد لنا أنه باقٍ على تزوير إرادة شعبنا، فمنذ المهزلة التي حدثت يوم 1 يونيو أصبحنا من أكبر المعارضين لهذا النظام وهذا الحزب، فيما يقول الحاج محمود شرف "تاجر، وهو من أحد مناصري مرشح الحزب السابقين": أنا مما رأيته أمام اللجان أنا من اليوم من "الإخوان المسلمين".

 

ويقوم العديد من شباب الحزب بالدائرة بالاتصال بجيرانهم وأصدقائهم، يعتذرون لهم عمَّا حدث فيما قام آخرون بإنكار صلتهم بالحزب بعد مهزلة الشورى.