أجمع المشاركون في قافلة "الحرية المصرية" التي ينظِّمها نواب الإخوان والمعارضة، والتي من المنتظر أن تصل معبر رفح خلال ساعات على أن سماح السلطات المصرية للقافلة بالعبور ودخول قطاع غزة يعزّز من السيادة المصرية على أراضيها، ويحمي الأمن القومي المصري.

 

وأكدوا لـ(إخوان أون لاين) أن الدافع الذي جمعهم للمشاركة في القافلة هو استمرار توافد الحملات وقوافل الإغاثة؛ لحين رفع الحصار وتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني المحاصر.

 

في البداية أكد النائب عادل حامد عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين أن المشاركة في القافلة هي جهاد في سبيل الله، وإعذارٌ لكرامة الأمة وشرفها، فنحن نمثِّل إرادة الشعب ورغبته في كسر الحصار عن قطاع غزة، وأبدى رغبته العارمة واشتياقه لتقبيل ثرى الأرض المقدسة، مشيرًا إلى أن القافلة بمثابة بداية للتحرك العربي الشامل لقوافل أخرى أكبر وأكثر تأثيرًا إقليميًّا ودوليًّا نحو تحقيق الهدف بكسر الحصار عن القطاع، مؤكدًا أن أحرار الإنسانية والملل غير الإسلامية قد تحركت في أسطول الحرية، وأنه آن للشعب المصري أن يتحرك في دعم القوافل.

 

ويرى د. جمال قرني عضو الكتلة البرلمانية للإخوان أن ما حدث من مجزرة صهيونية بحق أسطول الحرية؛ أسهم في تأجيج مشاعر العالم عامةً والمصريين خاصةً؛ ما أدَّى إلى اشتعال المظاهرات العارمة والتنديد بالاعتداء المجرم على أسطول الحرية، وكان نتيجةَ ذلك أن النظام المصري رضخَ للوقفة الشجاعة للمصريين بإصدار قرار بفتح معبر رفح لأجل غير مسمّى.

 

وأكد قرني ضرورة استغلال القوى والهيئات العربية الحقوقية والشعبية لحصد مكاسب لقطاع غزة المحاصر، وتابع: إننا ننظر بمشاعر مرهفة إلى صمود إخواننا في غزة وندعو الله تعالى أن يرزقنا أجر الشهيد إذا لم ننَل هذا الحظ العظيم خلال مسيرتنا بقافلة الحرية.

 

مسئولية الأمة

 الصورة غير متاحة

 الحكومة المصرية غير صادقة في فتح المعابر

وأضاف عبد الله عليوة عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين أنه منذ سمع بالقافلة وتمنَّى أن يكون ضمن طلائع كسر الحصار عن قطاع غزة، وتحمُّل مسئولية الأمة في إرغام صنَّاع القرار على تنفيذ رغبة وإرادة الشعب في تحرير الأهل والأشقاء.

 

وأكد أنه لو أتيح للشعب المصري إغاثة الشعب الفلسطيني ونصرته لوجدت قوافل تنطلق من مصر لغزة بالآلاف محتشدة، موضحًا أن الشعب المصري معطاءٌ بطبيعته؛ بدليل الفتوحات الإسلامية والبطولات العظيمة التي جسَّدها أبناؤه في كل معارك الأمة للذَّود عن كرامتها.

 

وأشار إلى أن ضعف موقف النظام المصري الفترة الماضية أدَّى إلى استغلال العدوِّ له ودفعه نحو تنفيذ أجندته على حساب شعبه ووطنه وقيمه، وأكد أن النظام لا يتعلَّم سوى الفشل والبلادة، ولا يستفيد من كبواته المتواصله إلا بالانهزام والاستسلام، وألمح إلى الدور الرئيسي الآن للشعب المصري في تنفيذ إرادة الأمة ورغبتها في تحرير أوطانها من التبعية.

 

وقال عصام عطية عضو منظمة الصوت الوطني لحقوق الإنسان: "أمنية حياتي أن أسجد شكرًا لله، وأُقبِّل ثرى الأرض المقدسة وأيادي المجاهدين"، مؤكدًا أنه سيبذل قصارى جهده لإيصال الإغاثات لأهل قطاع غزة المحاصر.

 

وأضاف عطية: "إذا تعرَّضنا للأذى أو المنع في مواصلة الطريق لغزة.. سأقوم بنفسي بحمل الإغاثات على يدي، والذهاب بمفردي إلى قطاع غزة، ولو كلَّفني هذا ثمنًا باهظًا؛ حتى لو وصل إلى استشهادي فلن أتراجع مهما كان".

 

وطالب الحكومة المصرية بفتح المعبر أمام القافلة، وعدم التعرُّض لها بأي شكل من الأشكال، وتيسير طريقها؛ حتى تصل وتقدِّم الواجب المنوط بكافة المصريين للأشقاء الفلسطينيين، موضحًا أنه رغم فشل محاولاته الماضية للوصول إلى غزة فإنه لن يسمح هذه المرة بالفشل، وسينتصر على كافة العراقيل، قائلاً: روحي فداءٌ لحقوق أهل غزة المحاصرين، وسداد بعضٍ من دَين العزة والكرامة التي جسَّدوها أمام العدو الصهيوني.

 

تحقيق الحلم

 الصورة غير متاحة

إحدى حافلات قافلة الحرية

الإعلاميون والصحفيون أكدوا إصرارهم على مصاحبة القافلة لرصد الحدث التاريخي، وفضح سياسات الإجرام الصهيوني وتقبيل أرض غزة الطيبة؛ حيث أشار د. عزازي علي عزازي رئيس التحرير التنفيذي لجريدة (الكرامة) إلى أن العجز والهوان المخزي لم يعُد يليق بالضعفاء الأقزام، وعلى الأمة أن تنفض غبارها، وتهبَّ للتضامن مع القافلة ودعم الأشقاء في قطاع غزة، قائلاً: "أتمنَّى أن أقبِّل التراب الغالي المقدس الذي يمثِّل البداية الطبيعية والتاريخية للأمن القومي المصري والامتداد المقدس لمعنى الآية الكريمة ﴿..الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ..﴾ (الإسراء: من الآية 1)".

 

ودعا الزميل محمد حسين الحكومةَ المصريةَ إلى تحقيق حلم المشاركين فى القافلة بدخول قطاع غزة، والاستمتاع بلحظات الترحاب والاستقبال من أهالي القطاع، وأعرب عن أمنيته فى تحقيق هذا الحلم، واستثمار هذا الحدث للضغط على الحكومة المصرية بفتح المعابر بشكل دائم ورفع الحصار.

 

وأوضح أن مشاركته في القافلة تعدُّ بمثابة لحظة فارقة حينما يُطلُّ ضميره وإيمانه ولغته على الأرض المقدسة؛ حيث تمتزج هذه اللحظة الخاصة بلحظة عامة كبيرة تنتصر فيها روح المقاومة وكرامة الأمة.

 

وأضاف محمد عبد الغني، المحرر الصحفي بجريدة (المصري اليوم): أتمنَّى أن أدخل قطاع غزة، وأظلُّ أكبَرَ وقت بها وأُطمئن الشعب الفلسطيني أننا بجانبهم وندعمهم وننصرهم بكامل قوانا، ونقول لهم إننا معكم دائمًا، ونتمنَّى بذل الغالي من أجلكم، مؤكدًا أنه سيحاول رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، عن طريق التغطية الصحفية المهنية التي تفضح سياسات الإجرام الصهيوني.