أطلقت الجماعة الإسلامية بلبنان "الإخوان المسلمون" رؤيتها السياسية في ختام مؤتمرها العام أمس، الذي ينعقد كل ثلاث سنوات، بحضور عدد كبير من ممثلي الحكومة اللبنانية والجيش والتكتلات السياسية، بالإضافة إلى عدد من الممثلين عن سفارات الدول العربية.

 

وتلا إبراهيم المصري الأمين العام للجماعة الرؤية التي قدَّم فيها الجماعة الإسلامية كحركة إسلامية إصلاحية، تحرص على العيش المشترك مع غير المسلمين، وتسعى لإصلاح الأوضاع السياسية والاقتصادية والأخلاقية وغيرها.

 

وتحدث عزام الأيوبي رئيس المكتب السياسي في الجماعة الإسلامية عن محطة الانتخابات البلدية والاختيارية، مشيرًا إلى أن هذه الانتخابات أفرزت مجموعة من المؤشرات لا بد من الأخذ بها، وأهمها أن الجماعة باتت تشكل حالة ثابتة في وعي وضمير الساحة الإسلامية على امتداد الوطن.

 

ودعت الرؤية إلى تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، وإقرار نظام عصري للانتخابات يعتمد النسبيّة، وإقرار اللامركزية الإدارية، وحفظ حق المناطق كافة بالإنماء المتوازن.

 

وأكدت الرؤية أهمية إقرار تشريعات وقوانين تتلاءم مع أحكام الشريعة الإسلامية، دونما فرض أو إكراه، باعتبارها تحقق أفضل تنظيم للحياة الاجتماعية بين الناس، ووضعت الرؤية أربع قواعد ثابتة للعيش المشترك؛ وهي: احترام الآخر والاعتراف به والتعامل معه، الأخلاق، العدالة، التعاون.

 

ودعت إلى البحث عن المساحات المشتركة مع الشركاء في الوطن، على قاعدة التعاون والاحتكام إلى الأعراف الديمقراطية وحرية الرأي، وتأمين وحدة الساحة الإسلامية بما يعزز ويكرس العيش المشترك.

 

 الصورة غير متاحة

 جانب من الحضور الذي شمل دبلوماسيين وسياسيين وعسكريين

وشددت على الدور المحوري للمقاومة في المعادلة اللبنانية، لكنها دعت إلى النأي بها عن النزاعات والصراعات الداخلية، والوصول إلى صيغة معتمدة للاستراتيجية الدفاعية، تؤكد دور الجيش والشعب والمقاومة في الدفاع عن الوطن.

 

ورأت ضرورة إيجاد حل لملف الوجود الفلسطيني في لبنان المنحصر في قضيتي: السلاح والحقوق المدنية للاجئين، فيما دعت إلى تبنّي قضايا الفلسطينيين في لبنان، وعلى رأسها تعديل القوانين التي حرمت الفلسطينيين من الحقوق المدنية والإنسانية، والإسراع في إعادة إعمار مخيم نهر البارد.

 

وطالبت ببناء علاقات متوازنة مع كل الدول العربية بدل الانخراط في سياسة المحاور التي تزيد في شرخ الأمة، والدفع باتجاه تأمين التكامل بين الدول العربية اقتصاديًّا وسياسيًّا وعسكريًّا، والإفادة من دخول تركيا على خط الاهتمام بالمنطقة.

 

حضر المؤتمر ممثلون عن الجيش والمخابرات والحكومة اللبنانية، كما حضر السفير السوداني إدريس سليمان، والسفير العراقي عمر البرزنجي، وعباس كورنو ممثلاً عن السفير الإيراني، والنائب محمد الحجار، والشيخ علي الجوزو ممثلاً عن مفتي جبل لبنان، ورئيس اتحاد بلديات إقليم الخروب محمد حبنجر، ورؤساء بلديات وأعضاء مجالس بلدية، وبسام عبد الملك ممثلاً عن منسق اللجنة الخماسية في تيار المستقبل، وأمين سر حركة التجدد الديمقراطي د. أنطوان حداد، ووفد المجلس السياسي في حزب الله، والمسئول السياسي في حركة حماس في لبنان علي بركة، وممثلو جمعيات إسلامية وثقافية واجتماعية، بالإضافة إلى قيادة الجماعة وكوادرها في المحافظات اللبنانية.