شهد مسجد آل رشدان تلقي العزاء في وفاة العالم الجليل الراحل الدكتور أحمد العسال رئيس الجامعة الإسلامية العالمية السابق، الذي وافته المنية السبت الماضي.

 

كان في مقدمة حضور العزاء فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، والدكتور محمود عزت نائب المرشد العام، والدكتور محمود حسين الأمين العام للإخوان، والمفكِّر الإسلامي الكبير د. محمد عمارة، والمستشار زكريا عبد العزيز رئيس نادي قضاة مصر السابق، ويحيى حسين منسق حركة "لا لبيع مصر"، والدكتور حسن الشافعي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بباكستان، ود. محمد أبو ليلة الأستاذ بجامعة الأزهر، والدكتور محمد مرسي، والدكتور محمد سعد الكتاتني، والدكتور عصام العريان أعضاء مكتب الإرشاد والمتحدثون الإعلاميون باسم الجماعة، إضافةً إلى مئات من رموز العلم والثقافة، وعشرات من أعضاء الكتلة البرلمانية للإخوان بمجلس الشعب.

 

 الصورة غير متاحة

 المرشد العام خلال كلمته في سرادق العزاء

وفي كلمته قال المرشد العام: إن الأمة فقدت عالمًا كبيرًا، له بصماته في كلِّ بقاع الأرض التي ذهب إليها، كما خلَّف عطاءً فكريًّا كبيرًا، ندعو الله سبحانه وتعالى أن يكون شفيعًا له عند ربه.

 

ودعا الأمة الإسلامية بشبابها ومفكِّريها إلى الاقتداء بالعالم الكبير الراحل، وما قدَّمه في خدمة الدعوة، موضحًا أن الإخوان تلقَّوا مئات من برقيات التعازي من مختلف بقاع الأرض، وهو ما يؤكد ما قدَّمه العالم الراحل للأمة العربية والإسلامية؛ حيث جال في قارَّات الدنيا، ناشرًا دين الله، متأسيًا بالرسول الكريم.

 

وفي ختام كلمته، دعا فضيلة المرشد العام للفقيد بالرحمة والمغفرة، ولأسرته بالصبر والسلوان.

 

وعدَّد د. محمد عمارة محاسن الفقيد الراحل، مشيرًا إلى أنه كان عالمًا صالحًا، جمع بين العلم والصلاح، ارتقى إلى ربه مؤمَّنًا في موته.

 

وأوضح أن الموت عند الصالحين والمؤمنين له فلسفة مختلفة عن بقية البشر، فالمؤمن لا ينظر إلى الموت نظرة فزع أو خوف؛ وإنما ينظر إليه بأنه الحلقة التي توصِّل المحبوب بحبيبه، ولأن الدكتور العسال كان يحب ربه، فإنه كان يتمنَّى لقاءه، مثل الأنبياء والصالحين وأصحاب النبي الكريم.

 الصورة غير متاحة

 د. محمد عمارة

 

وأكد أن الدكتور العسال لم يكن طالب دنيا أو غنيمة، ولم يوظِّف مناصبه التي تولاَّها لخدمة أغراض خاصة، وإنما كان مهتمًّا بدعوة ربه عزَّ وجلَّ.

 

وقال الدكتور حسن الشافعي: لقد التقيت أول مرة بالدكتور العسال عام 1950م في منطقة شبرا، وكان خارجًا لتوِّه من السجن؛ وكان بصحبة الشيخ يوسف القرضاوي والعالم الجليل د. علي عبد الحليم، وبعد فترة كان اللقاء مرةً أخرى في السيدة زينب، وعاد من هذا اللقاء ومعه نسخة لأول مرة من كتاب "التشريع الجنائي في الإسلام" للشهيد عبد القادر عودة.

 

وأضاف: "ثم توالت اللقاءات التي عرفتُ من خلالها الفقيه الشيخ أحمد العسال، الذي كان محافظًا على مذهبه المالكي، حتى عندما استقرَّ لفترة في دول الخليج، مشيرًا إلى أن حياته كلها كانت علمًا وبحثًا عنه وطلبًا له؛ حيث كان القرآن صاحبه، مثل شيخه محمد الغزالي.

 الصورة غير متاحة

 د. حسن الشافعي

 

وتحدَّث أيضًا عن وجوده بالجامعة الإسلامية، وكيف أنه استطاع قيادة سفينة الجامعة في أشدِّ الأوقات صعوبةً، عندما حدث انفجارٌ للسفارة المصرية بلاهور.

 

واختتم كلمته داعيًا المولى عزَّ وجلَّ أن يتقبل الفقيد في رحمته، وأن يُلهم أهله الصبر والسلوان. 

 

 

 

العزاء في صور