- نجل الإمام الشهيد: نؤمن بحرية الفكر والتعبير  

- طلبنا مجرد الاطلاع على السيناريو والمؤلف رفض

- ما تم تسريبه في الصحف يفضح تزييف التاريخ 

- خلفيات العرض معروفة للمتهمين بالشأن السياسي 

- مشروع مسلسل الإمام الشهيد في طريقه للتنفيذ  

 

حاوره: حسن محمود

مع اقتراب شهر رمضان تزداد حدة الجدل حول مسلسل (الجماعة) الذي اشتراه التليفزيون المصري، ليعرضه على قنواته، والذي يتعرض فيه مؤلفه وحيد حامد لسيرة الإمام الشهيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، في صورة وصفها كثيرون بالمضللة والمشوهة من المؤلف المعروف بخصومته للحركة الإسلامية.

 

(إخوان أون لاين) التقى أحمد سيف الإسلام حسن البنا عضو مجلس نقابة المحامين ونجل الإمام الشهيد، والذي أكد أن مؤلف المسلسل خالف القانون وتجاهل أسرة الإمام الشهيد كمصدر مهم قبل كتابة أحداثه، موضحًا أن المسلسل اعتمد على مشاهد ووقائع مختلقة بعضها يخدش سيرة الإمام وثقة الناس فيه، مؤكدًا أنه يتوقع أن يوقف القضاء عرضه.

 

حرية التعبير 

* كيف ترى الحملة التي يشنها عليكم مؤلف مسلسل الجماعة؟

** بداية نحن نؤمن إيمانًا جازمًا بحرية الفكر وحرية التعبير عن الأفكار لكل فرد من الأفراد، ونؤمن كذلك أن الفن الرفيع له دور فعال في تقدم المجتمع الإنساني، خاصة إذا اهتم بسير عظام الرجال في العالم ليكونوا قدوة للناس، ولكن كل هذه الحقوق ينبغي أن تكون تحت إطار الدستور والقانون وليس من حق أحد أن يصور أفعالاً أو أقوالاً تضر بالآخرين وبحرياتهم أيضًا، ومن هنا كان الفيصل في هذه الحادثة هو القانون الذي يجب أن يحترمه الجميع وما دام هناك خلاف فلا مفر من اللجوء للقضاء لتطبيق القانون.

 

وكان من الطبيعي أن من يتعرض لشخصية تاريخية أن يتصل بأسرة هذه الشخصية كمصدر من مصادر المعلومات الموثّقة، ومن المعروف أن إدارة الرقابة على المصنفات تشترط موافقة أسرة هذه الشخصية لتنفيذ المسلسل وهو شرط قانوني خالفه مؤلف المسلسل الأستاذ وحيد حامد.

 

ونحن طلبنا مجرد الاطلاع على سيناريو المسلسل للتأكد من حياديته والوقائع التاريخية المذكورة، ولكن المؤلف رفض وهو ما يبعث على القلق من تردد المؤلف وخوفه من ذلك.

 

احترام الدستور

* ولكن مؤلف المسلسل اعتبر ذلك نوعًا من فرض الوصاية على إبداعه!

** نحن تحدثنا عن شرط قانوني خالفه الأستاذ وحيد حامد، والقانون لا يفرض وصاية، ولكن يقنن الأفعال والأقوال وفق ما قرره الدستور من حقوق وواجبات، ثم إنه سبق وأن أخرج فليم "طيور الظلام" عقب فوز الإخوان الساحق بمجلس نقابة المحامين في عام 1992 وهو ما فسره البعض أنه محاولة صريحة للنيل منا ولم يصدر عنه أي نفي لما أثير من شبهات حول ذلك.

 

كما أن تخوفنا له أساس من الواقع وهو أنّ عرض هذا المسلسل دون الاطلاع عليه قد يسبب أضرارًا للأسرة وقد يكون فيه خدش لسمعة الإمام الشهيد الشخصية وهذا الضرر في حالة الإعلان لا يمكن تعويضه؛ لأنه من المستحيل أن نتأكد أن من شاهدوا المسلسل أولاً سيشاهدون تصحيحه فيما بعد إذا تم الاتفاق على التصحيح؛ ولذا كان لزامًا الاطلاع عليه قبل عرضه، فالتعويض جائز في الصفقات التجارية والمالية، ولكن في هذه الحالة لا ولن يمكن التعويض.

 

وبالإضافة إلى اعتبارات كثيرة فإن هذا المسلسل- بما نشر على لسان المؤلف في أحادثيه ومشهد 18 من الحلقة 13 الذي نشرته جريدة (المصري اليوم) في 20 ديسمبر- يمس أعراض الناس وبالتالي يمس ثقة الناس فيهم، وهو ما يعرضهم لأضرار جسيمة حال فقد هذه الثقة، وأما وأن هذا العرض سيكون فضائيًّا فأن الضرر سيكون أبلغ، الأمر الذي يجعل القضاء يحفظ حق المدعي في الدفاع عن شرفه وسمعته.

 

وقائع مختلقة

 الصورة غير متاحة

سيف الإسلام يدافع عن حقه القانوني واحترام الدستور

* هل هناك وقائع محددة تستندون عليها في تخوفاتكم من المسلسل؟

** الأستاذ وحيد حامد بنفسه في جريدة (الأهرام) بملحق الفن الصادر في تاريخ 31 يوليو 2010م قال ما نصه: "إنني ضد استغلال الإسلام سياسيًّا وهناك جملة مهمة جدًا ترد بمشهد بالمسلسل يجمع بين علي ماهر باشا والملك فاروق الذي تم تصويره على أنه كانت تربطه صداقة بالبنا‏,‏ وفيه اتصل فاروق بالبنا وقال سائلاً‏:‏ "يا شيخ حسن إيه أحسن شيء الملك يقدم به نفسه للناس؟" فرد البنا: "ليس هناك أعظم من أن يرى الناس الملك وهوه بيصلي" وكان موجود الشيخ طنطاوي جوهري وهو أستاذ البنا ورد طنطاوي‏:‏ "وهل هذه هي وظيفة الصلاة يا شيخ حسن فالملك عنده مهام أخرى ومن مهامه إقامة العدل‏, ‏وهل الصلاة لجلب الشعبية‏".

 

وهذا ليس هو أسلوب الإمام حسن البنا والدليل القاطع على ذلك أن مندوب مجلة (المصور) أجرى معه حوارًا في 3 يوليو 1947 والتقط في هذا الحديث عدة صور للإمام الشهيد وكان إحداها وهو يصلي فأرسل خطابًا يطالب بألا تنشر هذه الصورة قائلاً: "لا أشجع أن يعلن عن صلاة أو تعبد فتلك لله وحده".

 

وسبق أن نشرت جريدة (المصري اليوم) في العدد 2026 بتاريخ 30 ديسمبر المشهد 18 من الحلقة 13 عبارة عن مناقشة بين الإمام الشهيد والبارون مدير قناة السويس حول التبرع لإنشاء مسجد، وهو ما ليس صحيحًا على الإطلاق وأحب أن أقرر الآتي:

 

أولاً: المصدر الوحيد لهذه الواقعة وهو تبرع شركة قناة السويس لمسجد الإخوان في الإسماعيلية هو الذي كتبه الإمام حسن البنا في مذكرات الدعوة والداعية وليس هناك أي مصدر آخر ولم تكن سرًا اكتشفه أحد أو خفية أعلن عنها بعد ذلك وإنما بإقرار الإمام الشهيد نفسه.

 

ثانيًا: الشركة بادرت بالعمل بعد بنائها كنيسة ودعا المسلمون بالإسماعيلية لبناء مسجد، فقررت أن تسهم فيه بمبلغ ضئيل حفاظًا على ماء الوجه ورفعًا لعتاب الناس.

 

ثالثًا: الإمام حسن البنا لم يذهب إلى مقر الشركة من تلقاء نفسه، وإنما بناءً على دعوة من البارون نفسه، وفي نفس المرجع ذكر واقعة رفضه إلقاء خطبة أثناء مرور رئيس الوزراء على مدينة الإسماعيلية وعرضه تقديم استقالته لناظر المدرسة، بعدما أصرَّ على الخطبة وهدَّده بالفصل، فليس هو الشخص الذي يسعى لأحد لمنفعة، وظل هذا ديدنه حتى آخر عمره.

 

رابعًا: في نفس المصدر ذكر الإمام حسن البنا رغبة الشركة في نقل الشيخ المجاهد الشهيد محمد فرغلي إمام مسجد الملاح في هذا الوقت إلى مكان آخر؛ نظرًا لتأثيره في عمال الشركة، وهو ما ينفي العلاقة التي جاءت في المشهد المختلق.

 

خامسًا: من المعلوم أن الإمام حسن البنا ودعوة الإخوان وجريدة الإخوان الأسبوعية هاجموا قانون "الظهير البربري" وحاربوا الاستعمار الفرنسي من مراكش إلى سوريا.

 

تحت التنفيذ

 الصورة غير متاحة

نجل الإمام يواجه تزييف التاريخ بالوثائق

* الرجل قدم بضاعته رغم تحفظكم عليها ولكن أين المشاريع الفنية التي تم الإعلان عنها في وقت سابق من جانبكم؟

** المشاريع موجودة والحركة متواصلة لتنفيذها ولم تنقطع، وزادها هذا المسلسل تصميمًا وعزمًا، ولظروف خارجة عن الإرادة تأجل عمل فني عن الإمام لوقت ليس ببعيد، فهناك مشروع مسلسل عن الإمام الشهيد في طريقه للتنفيذ.

 

* ولكنهم يقولون إن الدولة التي اتهمتها ولا زالت بتجاهل الإمام البنا هي التي اشترت العرض؟

** المفروض أن تعطي الإمام حقه لا أن تصمت دهرًا ثم تشتري عرضًا ينقص من حقه، ويقوم بخدش سيرته، وهل من المعقول أن يتم تدريس شخصية الإمام البنا كأحد الشخصيات الإصلاحية في بعض الدول الإسلامية ولا يتم هذا في مصر؟!، وهل من العدل أن يتم تجاهل المكانة العلمية لوالد الإمام الشهيد وأن تكون كتبه مرجعًا للعلماء والمحدثين في الوطن العربي دون مساهمة مصر في تدريس وطبع هذا العلم؟! وهل المسلسل هو عرض حقيقي أم على سبيل الإساءة لأغراض سياسية لا تخفى على أحد؟!.

 

حملة شرسة

* المؤلف ادعى أنكم حرضتم شباب الإخوان لمهاجمة المسلسل وشخصه على "النت" هل ذلك له صدى من الواقع؟

** لا أستطيع أن أفهم كيف ومتى وأين يمكن ادعاء هذا، ولعلم الجميع فمعظم الذين ينتسبون لجماعة الإخوان المسلمين ينتسبون إليها بتفكيرهم الحر واختيارهم الشخصي، لماذا، لأنهم إذا اتجهوا الاتجاه الإسلامي بروح محايدة سيصلون إلى نفس الكلام الذي وصل إليه الإخوان المسلمون.

 

كما أن هذه الدعوة تنتشر تلقائيًّا خاصة بين المثقفين وسمعتهم بأذني من كثير من النخبة أنهم بعد مرحلة من العمر والتدبر وصلوا إلى أن الإسلام وضع حلولاً للمشكلات، بحثوا عليها طويلاً حتى وجدوها عنده.

 

* وهل الدفاع الدائر الآن عن سيرة الإمام الشهيد هو نوع من فرض القداسة على شخصه كما زعم المؤلف؟

** "لمعت عينه، وصمت ثم قال": ليس من رأى كمن سمع، والإمام حسن البنا شخصية فذة وفريدة، في جوانب كثيرة من جوانب العظمة الإنسانية، وإعجاب الناس بهذه الشخصية كان إعجابًا خالصًا لوجه الله سبحانه وتعالى وكان فضل من الله عز وجل على الإمام حسن البنا أن تمنحه هذه العاطفة وهذه الثقة، وهذا متسق مع شخصيته التي كان يغلب عليها المكون الروحي والذي يسري إلى مستمعيه ومشاهديه.

 

والثابت على وجه اليقين أن الإمام البنا كان يقبل الرأي الآخر وينشره ويرد عليه الحجة بالحجة والبرهان بالبرهان وأدبياته وجريدة الإخوان شاهدة على ذلك ومن يقول غير ذلك فهو جاهل بتاريخ الشخصية التي يتحدث عنها.

 

أما أن يكون رأيه الأرجح فهذا بفضل الله وأن تكون أدبياته وكلماته منضبطة انضباطًا حكيمًا فهذا توفيق الله عز وجل وفضله يهبه لمن يشاء، ولكن هم يظنون أن مرور أكثر من 60 عامًا على رحيل الإمام الشهيد وانتهاء الجيل الذي عاصره فرصة للنيل منه ومن الجماعة لأنه يستحيل أن يفعلوا ذلك في حضور شهوده وهو ما لن يتحقق بإذن الله مهما كانت ضراوة الحرب على الدعوة الإسلامية ودعاتها.

 

اطمئنوا

* وأخيرًا.. ماذا تقول لمن يترقب عرض المسلسل في ظل الإصرار الحكومي على ذلك؟

** اطمئن الجميع أننا سنلاحق قضائيًّا كل من يساهم في إخراج هذا العمل سواء من المسئولين في مؤسسات الحكومة وغيرها لإيجاد قواعد قانونية جديدة تحكم الملكية الفكرية وتحمي حق الفرد وحرية الآخرين وحرية الدولة وحرية الشعب وليس لشأن شخصي فالذين يهاجمون الإمام حسن البنا اليوم سينالون غدًا من رمز مصري غيره لإيجاد فراغ فكري يسمح للاستعمار الفكري أن يجد له موطنًا في أراضينا.

 

كما أتوقع أن يتم وقف عرض المسلسل بعد أن خالف كل شروط جوازه، ومعنا دفوع قانونية قوية وراءها فريق قانوني متمرس يستطيع إظهار الحق ومنازلة الزور.