قرأت كثيرًا عن مسلسل الجماعة قبل عرضه على كثير من المحطات الفضائية، وتوقَّعت أن يبدأ حلقاته بالجانب المضيء في حياة الإمام البنا، ويقدِّم الإخوان على أنهم كانوا جماعةً دينيةً، ويبرز أن إخوان اليوم تخلَّوا عن رؤية الإمام البنا، وأنهم نزلوا بالإخوان إلى معترك السياسة، ولم أكن أتوقَّع أن تبدأ الحلقة الأولى بمثل هذا الكمِّ من الافتراء والهجوم غير المبرر على الجماعة.

 

كما عوَّدنا الإعلام الرسمي على أحقاده الدفينة ضد كل ما هو إسلامي، حتى أنساه حقده أن يرسم بعض المصداقية على العمل ولو في البداية؛ حتى يصدِّقه الناس في بقية الافتراءات، وهذا من فضل الله، ومن بعده نوجه الشكر للكاتب وحيد حامد.

 

في مقالي هذا أتعرَّض للفوائد العظيمة التي تعود على الإخوان من خلال هذا العمل:
تتعامل الحكومة مع الإخوان- وللأسف- على أنها ملف أمنيٌّ تابع لوزارة الداخلية؛ ولكن الأستاذ وحيد حامد ورفاقه أرادوا تحويل المعركة بين الحكومة والإخوان إلى معركة إعلامية، وهذا ما يريده الإخوان، فهم يريدون حراكًا في الشارع يتمُّ فيه عرض الرأي والرأي الآخر، والشعب هو الذي يختار ما هو أصوب، فكل الشكر لكاتب المسلسل الذي اختار ساحةً يجيدها الإخوان.

 

وتفرض الصحف الرسمية والإعلام الرسمي حظرًا محكمًا على الإخوان، حتى إنهم لا يقولون اسم الجماعة إلا منعوتًا بـ"المحظورة"، ولكن والفضل لوحيد حامد ومن وراءه من الذين أبوا إلا أن يكسروا هذا الحظر، وأن يعيدوا اسم الإخوان إلى الواجهة، حتى إنه سوف يدخل كل بيت.

 

وسوف يقوم الإخوان بتحركٍ مضادٍّ للردِّ على افتراءات المسلسل، وفي ذلك تحريكٌ للشارع؛ ما يزيد من شعبية الإخوان والتحامهم بالجماهير، وبالتالي تحريك الماء الراكد بما يعود على مصلحة الدعوة والجماعة.

 

التفاف الجماهير حول الإخوان

وسوف يقابل الشعب المصري أفراد الإخوان ليسألوهم عما يرونه من أكاذيب، وسوف يردُّ الإخوان على الشبهات؛ ما يؤدي في النهاية إلى التفاف الناس حول الإخوان؛ لما لهم من رصيد مسبق لدى الشعب يكشف زيف أكاذيب المسلسل.

 

الشعب المصري شعب طيب، ينحاز للمظلوم المفترى عليه، وخاصةً الطبقات الفقيرة في الريف والحضر، وما سوف يرونه من افتراءات سوف يجعلهم يتعاطفون مع الإخوان؛ لأنهم سوف يرونهم الجانب المفترى عليه، وما برنامج "حالة حوار" في انتخابات 2005م منا ببعيد.

 

تحصين أفراد الإخوان ضد الشبهات

لأن أنصار الإخوان يرون في المسلسل أمورًا تخالف الحقيقة التي يعيشونها؛ وهو ما يؤكد لهم كذب الإعلام الرسمي وزيفه، وبالتالي يجعلهم ينصرفون عنه، ولا يصدقونه بعد أن فُضِح أمره بالطبع، وسوف تكون هناك شبهات سيردُّ عليها الإخوان؛ ما يُسهم في تحصين الصف ضد الشبهات، ونحن مقبلون على انتخابات مجلس الشعب.

 

وصول دعوة الإخوان إلى فئات جديدة

من فوائد عرض المسلسل أنه تكفَّل بوصول اسم الإخوان إلى فئات من الشعب، حتى إن الإخوان أنفسهم لم يكونوا يتخيلون أن الدعوة سوف تصل إلى هذه القطاعات، من ربَّات بيوت، إلى عشوائيات في مناطق نائية، مع الأخذ في الاعتبار أن الناس لا تصدِّق الحكومة، فمن أثنت عليه الحكومة فإن الشبهات تحوم حوله، ومن هاجمته الحكومة فهو البريء ولا شك، وهو ما سيجعلهم يتساءلون عن الإخوان؟ ومن هم؟ وأين هم؟!

 

وللقائمين بالعمل فوائد وفوائد

سوف يسعى القائمون على العمل- وهم كثُر- إلى القراءة عن الإخوان وتاريخهم، والشخصيات التي سوف يقومون بأداء أدوارها، وسوف يتعرَّض لهم الأهل والأقارب والمثقفون بالحوار والنقاش الذي سوف يكون- بإذن الله- في صالح الإخوان؛ لأن تاريخهم ناصع البياض، وليس لديهم ما يخفونه على الناس.

 

فقدان مصداقية الإعلام لدى الشارع

كم من البيوت فيها فرد من الإخوان، أو يجاور أحدًا منهم، أو بينه وبينه مصاهرة، أو أية علاقة أو وشيجة أو صداقة أو مجرد معرفة، أو زمالة في العمل أو نحو ذلك.. بعملية حسابية بسيطة نجد أن كل الشعب المصري الآن أو معظمه يرون الإخوان بأعينهم رأي لعين ويعرفونهم جيدًا، والرؤية غير السماع، وبهذا يتولَّد انطباع لدى الجماهير بكذب الإعلام الرسمي وفقدان الثقة فيه، لانحيازه للأفكار العلمانية الغربية.

 

أسأل الأستاذ وحيد حامد: كم طالبًا شهد حادث جامعة الأزهر الذي تمَّ تضخيمه إعلاميًّا، وإرهاب طلاب المدينة الجامعية، واعتقالهم في جوف الليل؟ طبعًا الكثير.. لكن كم عدد الذين سوف يشهدون الآن بكذب هذا العمل وكم منهم سوف يتحدث إلى أهله وأصدقائه وأقاربه مفنِّدًا ومبطلاً ما زوَّره المسلسل؛ أي رقم سوف يصل العدد، فهل سوف يكذِّب هؤلاء أعينهم ويصدقون ما يُعرض في مسلسل، إذا كان ما تمَّ عملاً إرهابيًّا؛ فلماذا أفرج القضاء المصري النزيه عن الطلاب الذين قاموا به؟!

 

بيت البنا.. من جديد

سوف تدخل أسرة الإمام البنا على الخط، وسوف يكون القضاء ساحةً أخرى، وسوف يُجلِّي ابنه الأستاذ سيف الإسلام الوجه الناصع للإمام البنا الذي حاول الإعلام إخفاءه عن الشعب سنوات طويلة.

 

توقيت عرض المسلسل

على الإخوان أن يتوجهوا بخالص الشكر لكل من أسهم في عرض المسلسل في هذا التوقيت الذي ينشط فيه الإخوان في مساعدة الفقراء والأرامل والأيتام بأعمال كثيرة يراها الناس، فقراؤهم وأغنياؤهم، خاصةً في شهر رمضان؛ ما سوف يُسهم في الرد على الافتراءات التي سوف ترد في المسلسل.

 

يبدو أن منتجي المسلسل يسبحون ضد التيار، فقد كان من الممكن أن يفتَّ هذا العمل في عضد الإخوان أو يثير قلق الناس قبل أن يكون للإخوان هذا الرصيد في الشارع المصري.

وفي النهاية.. لوحيد حامد ولرفاقه ولكل من في المسلسل كل الشكر.