أكد الدكتور أحمد كمال أبو المجد، المفكر الإسلامي وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الحياة بكل ما تشتمل هي لله تعالى، وتنحية بعض منها لإرضاء أعداء الأمة خيانةٌ للمنهج الإسلامي واعتداءٌ عليه، فالإسلام دين شمولي يُسهم في تهذيب وتقويم أخلاقيات السياسة؛ حتى تصل إلى أهدافها بشرف دون أية تنازلات، متسائلاً: "وإلا لماذا تضغط القوى الغربية والصهيونية على الأمة الإسلامية لتعطيل شريعتها وشمولية إسلامها وتنحية آيات الجهاد ووصف اليهود والمنافقين والتحذير منهم جانبًا؟، ولماذا يسعون بمخططاتهم إلى فصل الدين عن السياسة بحجة أن السياسة تفسد الإسلام؟!".

 

وحذَّر- خلال محاضرته بملتقى الفكر الإسلامي، مساء أمس- من استمرار التفوق العلمي والاقتصادي للكيان الصهيوني، داعيًا إلى تشكيل لجنة عليا طارئة، تتكون من علماء الأمة على مستوى الوطن العربى والإسلامي؛ لمحاسبة الأنظمة على تقصيرها في وعودها بتحقيق نهضة الأمة اقتصاديًّا وسياسيًّا وعلميًّا، وغير ذلك، بالإضافة إلى وضع مناهج صالحة لتنشئة الأجيال الإسلامية على مفاهيم الريادة والتفوق.

 

ووصف د. أبو المجد المفاوضات المباشرة وغير المباشرة بين سلطة عباس والكيان الصهيوني بأنها "سخافة وهزلية"، مؤكدًا أنها تعطي شرعيةً للاحتلال والإجرام المتواصل حيال المسجد الأقصى والقدس الشريف.

 

وشدَّد على أن التمسك بالمفاوضات مع الصهاينة خيانةٌ للأمة الإسلامية والشعب الفلسطيني وتنازل عن حقوقه، مشيرًا إلى أن المفاوضات تسهم في إضاعة الوقت وتكريس الاحتلال وتوارث الأجيال التي تألف الانكسار والهزيمة في وجه الاحتلال الصهيوني، مطالبًا الأنظمة العربية والإسلامية بدعم وتبني المقاومة.

 

وأضاف: "التحديات التي تواجه الأمة عظيمة ويواجهها صناع القرار بفهم ناقص وتوجه مغلوط، وعدم اهتمام بضرورة الإتقان والعمل والبحث العلمي وتوظيف طاقات كل الفئات بطرق صحيحة للمحافظة على أسباب القوة والهيبة".

 

وأوضح أن تشقُّق النسيج الوطني العربي والإسلامي واندفاع الحكام إلى إثارة الخلافات بشكل مستمر بين بعضهم البعض وتبادل اللوم والسباب يرضي أعداءنا ويُظهر صف الأمة متفرقًا متشرذمًا، متابعًا: "يرغب الصهاينة والأمريكان في النيل منا في جميع المجالات، واستنزاف ثرواتنا ومقدراتنا؛ بدليل الضغط على الحكومة لتوقيع اتفاقية تصدير الغاز الطبيعي المصري للصهاينة بأقل من ثمنه في ظل نفاد طاقتها ومعاناتها من الظلام".

 

وطالب د. أبو المجد الحكام بالتوحُّد والاعتصام بحبل الله قبل مضيِّ الوقت وعدم إضاعة واستنفاذ طاقات الأمة في حروب داخلية تجرح جسد الأمة وتضعفه، وأن تحصن نفسها بالعلم وتنشئة الأجيال على مفاهيم التفوق والريادة، ومقاومة الأعداء، وتحرير الأوطان والمقدسات، مستشهدًا بقوله تعالى ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ (آل عمران: من الآية 103)، وقوله صلى الله عليه وسلم "إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية".