الإسلام وحده هو الذي يحقق للبشرية الحياة السعيدة الطيبة القائمة على العدل والإحسان والحرية والأمن والسلام.

 

والإخلاص لله، وعدة الناس إلى هذا الحق يجب نصرها وتأييدها وإتاحة المجال السليم لوصولها إلى كل مكان يريد الحياة الكريمة في الدنيا والآخرة.

 

والأرواح المؤمنة تتلاقى في هذا الشهر الكريم لقاءً متصلاً متواصلاً وإحياء رمضان يسقي فينا النبتة الربانية لتبقى نامية متنامية ما دامت القلوب والأرواح ملتقية على الله غايةً وعلى قرآنه دستورًا، وحول رسوله صلى الله عليه وسلم قدوةً وإمامًا زعيمًا.

 

إن موقف الذين يلتقون على الله ورسوله، وعلى الإسلام منهج حياة، وعلى القرآن دستور أمة، هو موقف مشرف في البأساء والضراء، وفي الشدة والرخاء، وفي العسر واليسر، موقف ثابت لا يتلون ولا يرائي ولا يداهن، هو واضح الأهداف والغايات والمعالم؛ فهم حريصون على ما عند الله وحده والسبيل إليه واضح، زاهدون فيما عند العباد والطريق إليه مملوء بالأشواك ملوث بالفتن والنقائض ﴿وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ (الشورى: من الآية 36).

 

واستعلاء المؤمن بإيمانه إنما يعصمه ويرشده إلى الصواب دائمًا، جاء في الحديث ما يوضح سبيل المؤمنين ومقاصدهم وأهدافهم العليا، يقول صلوات الله وسلامه عليه: "من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه، وجمع عليه شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قُدّر له فلا يمسى إلا فقيرًا، ولا يصبح إلا فقيرًا، وما أقبل عبد على الله بقلبه إلا جعل قلوب المؤمنين تنقاد إليه بالود والرحمة وكان الله بكل خير إليه أسرع".

 

ونحب أن نؤكد هنا أن معنى هذا الحديث ليس كما يفهمه بعض المسلمين للأسف؛ من انقطاع عن الدنيا، وهروب منها، لأن لله عز وجل يقول بصراحة ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)﴾ (القصص).

 

ونسأل هنا سؤالاً واضحًا: من أين جاء هذا اللبس؟ في أن مثل هذه الأحاديث تدفع الناس إلى ترك الدنيا والانقطاع عنها؟ وها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة والأسوة لنا لم يفعل هذا يومًا من الأيام أو ساعة من الساعات.

 

ويتساءل الشاعر المسلم لعله يجد ردًّا من الذين يفهمون هذا الفهم فيقول:

هل كان أحمد يومًا جلس صومعة؟  أو كان أصحابه في الدين رهبانا؟

لم يقل أحد- في الشرق أو الغرب- هذا، بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال بصراحة واضحة: "لا رهبانية في الإسلام"، وفي حديث آخر "رهبانية هذه الأمة الجهاد".

 

فليس العيب في هذه الأحاديث بل العيب في عدم الفهم لها وفي البعد عن منهج الله وعن دستوره الخالد والانسياق في متاهات وأفعال بعض الصوفية، والفهم الخاطئ الذي يضع الأمور في غير موضعها.

 

والدعاة إلى الله يستطيعون إذا فهموا الإسلام فهمًا صحيحًا وتعمقوا في جوانبه أن يأخذوا بأيدي الناس إلى الصواب وإلى الطريق الصحيح، وإذا كان الدعاة على غير هذا المستوى فإنهم يبعدون الناس بهذا الفهم عن الطريق الصحيح.

 

إن الإسلام قرر بصراحة أن العمل عبادة، بل أمر بإتقان أي أمر يسند إلى المسلم في أي مجال، يقول صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عمل أن يتقنه"، وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء؛ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته" رواه الإمام مسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجة.

 

ويقول صلى الله عليه وسلم أيضًا في حديث عجيب: "إن قامت القيامة وبيد أحدكم فسيلة فاستطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليغرسها فله بذلك أجر" روى في المنتخب بإسناد حسن.
والإحسان هنا يراد به الأداء الكامل المتقن الحسن.

 

والحديث الثاني (حديث غرس النخل) يربط فيه الإسلام بين الدنيا والآخرة، فهنا والآخرة على الأبواب يحثُّ صلى الله عليه وسلم المسلمين على العمل للدنيا، ويجب أن نوضح هنا أن طريق الدنيا هو طريق الآخرة واحد بلا افتراق ولا اختلاف، ونؤكد أنه طريق واحد يربط بين الدنيا والآخرة وبين العمل الجاد للدنيا، والعمل الجاد المثمر للآخرة.

 

فليس هناك طريق للآخرة اسمه العبادة، وطريق للدنيا اسمه العمل، وإنما هو طريق واحد أوله في الدنيا وآخره في الآخرة، والإسلام يعطي الثواب على من أحسن العمل للدنيا وكان في عمله ملتزمًا بقوانين الله عز وجل مفرقًا بين الحلال والحرام، كما أنه يأجره إن أحسن العمل للآخرة وأخلص نواياه، وكان من الصادقين مع الله ومع الناس.

 

فالإنسان الذي لا يحسن العمل للدنيا لا يستطيع أن يحسن العمل للآخرة، قال تعالى ﴿وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً (72) وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً (72)﴾  (الإسراء)، فإصابته بالعمى لأنه بعد عن منهج الله وعن طريق الله وعن هدى الله في الدنيا فلم يفهمها الفهم الصحيح ولم يفهم الآخرة الفهم الصحيح.

 

ونقول بوضوح إن سعيك للدنيا إذا أخلصت النية ولم تكتسب حرامًا لهو عبادة وتؤجر عليها، وإن سعيك للآخرة إذا اقتبسته من توجيهات الإسلام ونظرته إلى الآخرة لهو عبادة.

 

قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19)﴾ (الإسراء).

 

إن الجسم الجائع لا يقدر على شيء، ونحن لا ندعو إلى توهين الدنيا يوم أن تكون حليفة للدين متناسقة معه، إنما يدعو الإسلام إلى هجر الدنيا والتعالي عليها يوم أن تكون هابطة مشبوهة اختلط فيها الحلال بالحرام والصحيح بالفاسد وفي الحديث: "كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به"، إن الدنيا في نظر الإسلام هي إحسان التملك وإحسان العمل وتجويد المهنة ورقي العلم الذي يشمل سائر ألوان الحياة من اختراع وابتكار وإنتاج واستثمار، كل هذه الأنواع في دائرة الحلال الذي لا يعرف الحرام أبدًا.

 

إن الدنيا في الإسلام هي إحسان التملك، وإحسان التصرف ورقابة الله عز وجل وإدامة ذكره وطاعته، ولقد فهم الصحابة ومن بعدهم هذه المعاني وطبقوها فكان إذا نودي للصلاة يسرعون إلى المسجد لأداء الفريضة فإذا انتهت الصلاة وقفوا على باب المسجد يقولون: اللهم إنا أجبنا دعوتك، وأدينا فريضتك وانتشرنا كما أمرتنا فارزقنا وأنت خير الرازقين.

 

هذا هو الفهم الصحيح والطريق الوحيد لسيادة المؤمنين واستعلائهم بالإيمان، ولذلك قال الله لهم بعد غزوة أحد وفيها ما فيها من البلاء والشدائد، قال لهم ناهيًا: ﴿وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139)﴾ (آل عمران).

 

أنتم الأعلون فهمًا لدينكم وتطبيقًا له وحرصًا على سيادته، أنتم الأعلون جهادًا وكفاحًا وصبرًا واحتسابًا، أنتم الأعلون فهمًا لطبيعة الحياة والهدف منها والغاية من ورائها، أنتم الأعلون إيمانًا بربكم وثقةً في وعده لقد قال الله سبحانه وتعالى لهؤلاء الأبرار ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)﴾ (آل عمران).

 

الفتح الأعظم

هو قمة الانتصارات كلها، فقد بطل السحر والساحر وذهب الشرك والمشركون، وقال المسلمون بفخر واعتزاز وتواضع لله عز وجل بعد فتح مكة (لا يجتمع دينان بجزيرة العرب)، إنما هو دين واحد؛ دين التوحيد والوحدانية، حتى قال سيدنا عمر وهو ذاهب لاستلام بيت المقدس فاعترضته مخاضة، فنزل وأمسك بخفه وقاد الناقة وخاضها، فقال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين ما يسرني أن أهل الشام استشرفوك على هذه الصورة فقال له: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة؟ إن الله أعزنا بالإسلام فإذا طلبنا العز في غيره أذلنا الله.

 

لقد تم فتح مكة في رمضان بعد أن نقض المشركون عهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على يد عشرة آلاف من المسلمين الذين ائتموا بأصحاب بدر ليلتقي رمضان بدر برمضان الفتح وليتمكن حملة المنهج الإلهي، ومن قبل كانوا يخافون أن يتخطفهم الناس ولكن الله آواهم وأيدهم بنصره وفتح لهم فتحًا مبينًا، وتغير وجه التاريخ بفعل هذه الأيدي الطاهرة وبوعد الله وقانونه الذي لا يتخلف أبدًا إنه وعد الله وقانونه الذي يعد كل مسيرة على هذا الطريق بالنصر والتمكين.

 

فمن المسلمون اليوم؟ حتى يتلاقوا على كلمة سواء ويوحدوا الهدف والغاية، وينظموا صفوفهم حتى يرتفع عنهم ظلم الظالمين الذين ينزلون بهم ألوانًا من التضييق والعقاب بغير حق، فأهل فلسطين تغتصب أرضهم وتداس مقدساتهم وتنتهك أعراضهم.

 

لا مكان لضعيف اليوم على ظهر الأرض، فالشهداء يتشحَّطون في دمائهم، والعدو اليهودي الغادر يحيط بهم من كل مكان والمسلمون في العالم ينظرون إليهم فلا تتحرك فيهم نخوة ولا أخوة، وهم يصرخون ويستغيثون ولا مجيب ولا مغيث لهم حتى الطعام لا يصل إليهم، حتى الضروريات لا يعرفونها.

 

اللهم غير حالنا إلى أحسن حال واجعل رمضان هذا فاتحة خير ونصر، وكبتًا للظالمين وأعداء الله الذين يعيثون في الأرض فسادًا.

 

ما أحوج المسلمين إلى بدر وإلى فتح مكة وإلى نصر عين جالوت وإلى حطين، لقد طال الليل واشتد الظلام فهل يأتي الفجر ويعود للمغلوبين حقهم وللمستضعفين مكانتهم ويرفع عنهم الظلم ويعيشون في حرية وكرامة؟.

 

ما الذي جنته الشعوب الإسلامية حتى تعامل بهذه المعاملة؟ في باكستان وفي أفغانستان وفي السودان؟ وفي كل مكان يتسلط عليهم من يسومهم سوء العذاب.

 

لقد تحرك جيش الإسلام عشرة آلاف وأحاطوا بأم القرى من كل جانب، واستسلم أهل مكة جميعًا لأن أبا سفيان قال لهم لا قبل لكم بمحمد، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن، ومن دخل داره فهو آمن.

 

يقول الشيخ الغزالي رحمه الله في التعليق على هذا الأمر: "وأصبحت أم القرى وقد قيد الرعب حركاتها، واسترخت تجاه القدر المنساق إليها فاختفى الرجال وراء الأبواب الموصدة أو اجتمعوا في المسجد الحرام يراقبون وهم واجمون على حين كان الجيش الزاحف يتقدم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته تتوج هامته عمامة وسماء، ورأسه خفيض من شدة الخشوع لله لقد انحنى على رحله وبدا عليه التواضع الجم حتى كان عثنونه (ذقنه) يمس واسطة الرحل، إن الموكب الضخم المهيب الذي يناسب به حثيثًا إلى جوف الحرم والفيلق الدارع يحق به ينتظر إشارة منه فلا يبقى بمكة شيء آمن إن هذا الفتح المبين ليذكره بماضٍ طويل الفصول، كيف خرج مطاردًا؟ وكيف يعود اليوم منصورًا مؤيدًا؟ وأي كرامة عظمى حفّه الله بها في هذا الصباح الميمون" (فقه السيرة).

 

ووقف صلى الله عليه وسلم على باب الكعبة ووقف الطلقاء أمامه ينتظرون ماذا يقول فيهم فقال: "يا معشر قريش ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيرًا أخ كريم وابن أخ كريم. قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء".

 

وصعد بلال فوق ظهر الكعبة فأذن للصلاة، إن كلمات الأذان وألفاظه يهرب منها الشيطان حتى لا يسمعها، وأهل مكة ينظرون إلى الأحداث وكأنهم في حُلم.

 

هذه الصيحات والنداءات للصلاة خمس مرات في اليوم والليلة من مكان مرتفع تذكر الناس بالغاية الأولى من محياهم وبالمرجع الحق بعد مماتهم.

 

والأذان اليوم يتعرض في بعض البلاد العربية والإسلامية لمنطق لا يصح ولا يجوز تختفي وراءه نوايا الله وحده يعلم بها تحت عنوان (توحيد الأذان) مع الغفلة المقصودة عن فروق التوقيت المتوالية، وتعطيل الشعيرة الإسلامية وعمرها ألف وأربعمائة سنة يقولون إن السبب هو أن صوت المؤذن الموجود حالياً سيئ ومقلق ولنسلم بهذا الكلام فهل يلزم منه إلغاء وظيفة المؤذن؟ إن مهمة القائمين على المساجد- إذا كان الأمر كما يقولون- أن ينشئوا أماكن لتدريب المؤذن صاحب الصوت الحسن وإعداده وإعطائه الراتب الذي يكفيه ومعاملته كإنسان، فالذين ينادون بهذا الأمر هم المسئولون أصلاً عن المؤذن وعن صوته فلا يجوز شرعًا أن تلغى شعيرة كهذه، وتتحول إلى أداة صماء.

 

بل العلاج إذا كنا جادين وكان صوت المؤذن اليوم سيئًا وغير حسن ويقلق النوام الذين سهروا طوال الليل ولو حرصوا على صلاة الفجر لما كانت هذه الشكوى التي لا نصيب لها من الصحة.

 

إن الإخوان في وزارة الأوقاف وزملائي وأبنائي وإن القائمين عليها يجب أن يفكروا في ما هم مقدمون عليه وفي مشاعر المسلمين وأن تغيير شعيرة ثبتها الإسلام وأجمع عليها المسلمون وأصبحت شعارًا بصوت إنسان حي أراه أمامي إلى صوت ينطلق من مكبر الصوت لهو خطوة أنا أشفق عليهم منها وأهيب بهم أن يغيروا هذا الأمر- إن كانوا قد بدءوه- وإعادته إلى ما كان عليه.

 

لقد بدأت هذه الأمور منذ فترة، ونودي في بعض الجرائد بأنه لا داعي للمآذن، إن المآذن- فيما أعلم- علامة على مكان المسجد وأن البلد إسلامي، لأن انطلاق صوت المؤذن هو عنوان على ذلك، فارحموا أنفسكم وقدروا الموقف تقديرًا حسنًا ولا داعي لهذه الدعوة التي ترددونها يرحمكم الله فهي غير مقبولة في أي صورة من الصور، وإني لأرجو الاستجابة لهذا الرجاء فأنتم أدرى بما أقول مني وأعلم به والأذان أمانة في أعناقكم جميعًا ولا بد أن نحترمه كما ورد وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صورته وهيئته، فأدوا هذه الأمانة كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجمع عليها المسلمون.

 

يقول الشيخ الغزالي رحمه الله (إن كلمات الأذان تمثل العناوين البارزة لرسالة كبيرة في الإصلاح، ولذلك جاء في السنن الثابتة أن المسلم عند ما يسمعها يقول "اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة وابعثه اللهم المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد"). إن فتح مكة علم العرب دروسًا في أسباب النصر والهزيمة حتى اعتقدوا أن النصر معقود برجال الإسلام وبالمجاهدين في سبيل الله فما ينفك عنهم.

﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81)﴾  (الإسراء).

 

اللهم لا تولنا غيرك ولا تؤمنا مكرك ولا تنسنا ذكرك ولا تكشف عنا سترك ولا تجعلنا من الغافلين، اللهم آمين.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.