بعث فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين رسالةً إلى جريدة (الأهرام المسائي) يرد فيها على الافتراءات التي نشرتها الجريدة لمدة أسبوع كامل؛ حول جماعة الإخوان المسلمين وشخص فضيلة المرشد؛ اتساقًا مع الحملة الشرسة التي تشنُّها أجهزة الإعلام الرسمية ضد الجماعة، والتي أخذت أشكالاً متعددةً، كان منها مسلسل "الجماعة"؛ الذي تمَّ عرضه خلال شهر رمضان المبارك.

 

وقد بعث المكتب الإعلامي لفضيلة المرشد ردًّا رسميًّا إلى الجريدة ولرئيس التحرير شخصيًّا، إلا أنهم كالعادة لم يقوموا بنشر الرد، رغم أن قوانين النشر تلزم الجريدة بنشر الرد في نفس المساحة وبنفس البنط، وفيما يلي نص رد فضيلة المرشد العام على (الأهرام المسائي):

 

((قطع عليَّ اعتكافي أحد الإخوة حاملاً إليَّ جريدة (الأهرام المسائي) على مدى أسبوع تقريبًا، وبها حملة هجوم على جماعة الإخوان المسلمين، بل وإساءة إلى شخصي، ولما قرأت ما نُشر بالجريدة وجدت عجبًا.

 

أما ما يخص جماعة الإخوان المسلمين بتاريخها ونضالها ومواقفها المشرفة ورجالها ونسائها؛ فإنها جزء من نسيج مصر، تعاملت معه بجميع مكوناته وطوائفه، وتعايشوا معها مسلمين ومسيحيين، وشهدوا بقيمها وأخلاقياتها ومعاملاتها الفاضلة وهذا أبلغ رد.

 

أما فيما يخص الحديث الخاص بي في إفطار الغربية، فيما نقله السادة الصحفيون في الجريدة وفي مصادر الصحف المستقلة التي نقلوا عنها- والذين نكنُّ لهم كل الاحترام والتقدير- فإنه مخالفٌ للحقيقة؛ لأنه مسجَّل فيديو ومنشور في أكثر من موقع، وسهل الرجوع إليه لمن أراد الحقيقة.

 

ومن أساء فهم شيء- وليس من تعمَّد إساءة الفهم- فأنا على أتمِّ الاستعداد لتوضيحه وأيضًا الاعتذار إذا ما وُجد ما يوجب الاعتذار.

 

فهذا الحديث حضره المئات من أبناء مصر من شتى الاتجاهات والبلاد ومختلف الأفهام والأعمار، رجالاً ونساءً، ولم يعلِّق أي أحد بشيء مما ذكره السادة الكتاب الأفاضل؛ اللهم إلا الاستحسان والدعاء.

 

الحديث كان لمدة حوالي ساعة، وأزعم أنه مليء بالموضوعات المهمة التي تخص مصر والعالم العربي والإسلامي والتي تستحق التعليق.

 

فكان الحديث عن النظام الإسلامي، وليس نظام الإخوان المسلمين؛ لأنه شرع الله الواجب تطبيقه بعد أن جربنا الاشتراكية والرأسمالية واللا اشتراكية واللا رأسمالية، وثبت فشل كل هذه الأنظمة، أما شرع الله فهو الذي يعيش في ظل حريته وعدله كل البشر، مسلمون وغير مسلمين، بل وكل المخلوقات؛ لأنه رحمة الله للعالمين، وقد قدمت في حديثي اقتراحات ببعض الحلول للمشكلات التي تعانيها مصر، من تدهور حادٍّ في جميع مجالاتها، والذي يعترف به الجميع.

 

كما ذكرت أن مرشد الإخوان المسلمين الأستاذ حسن الهضيبي هو الذي وقف بإصرار ورفض إصدار أحكام بالكفر  على من عذبنا وقتلنا وسبّ رب العزة سبحانه وتعالى، وقال: نعم هذه أعمال كفر، ولكنَّ الذي قالها ليس بكافر، بل وقام بفصل من قال ذلك من الإخوان المسلمين.

 

أما الجملة الوحيدة المستقطعة عن عمد وأُسيء فهمها- بقصد أو بغير قصد- فكانت في سياق حديثيْن لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أن الصحابة والمسلمين جميعًا مأمورون بتطهير نجاسات المجتمع، واحتضان العاصي، والشفقة عليه "هلا أرقتم عليه سجلاً من ماء، إنما بعثتم (يعني يا كل المسلمين) ميسرين لا معسرين)، والحديث الآخر: "إماطة الأذى عن الطريق صدقة"، وقلت نحن جميعًا مكلفون بأن نميط الأذى عن الطريق، وهو الأذى الذي لم نضعه نحن، بل وضعه غيرنا، وهذا واجب كل مسلم ومسلمة.

 

وقد أشرت إلى أن النظام الاقتصادي الذي ادَّعَوا لسنين طويلة أنه الأمثل ولا يمكن أن تطبَّق فيه مبادئ الإسلام؛ حيث إنه قائم على الربا (الفائدة).. عندما انهار اقتصاد العالم رجعوا إلى النظام الإسلامي؛ الذي الفائدة فيه صفر أي لا ربا.

 

وكذلك من يريدون أن يبعدوا الدين عن السياسة بحجة طهر الدين وسموِّه، بينما السياسة كذب وتضليل وخداع وتزوير، فكان التشبيه أن الله أنزل من السماء ماءً طهورًا، نطهر به جميعًا النجاسات، والله سبحانه أنزل من السماء تشريعًا يطهِّر كل الأعمال غير الطاهرة، من كذب وتضليل وخداع وتزوير؛ ليتوب الله على التائبين، ويطهِّر المتطهرين؛ فهو سبحانه يحب التوابين ويحب المتطهرين.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين)).

نص رد المرشد العام الذي لم ينشره (الأهرام المسائي)