سقوط درامي ذريع

كثيرون من النقاد والمتخصصين ممن لهم رؤية نقدية وباع في شأن الدراما؛ أجمعوا على سقوط المسلسل في هذه الناحية، ونكتفي هنا بنشر جزء من مقال كتبه الأستاذ هشام حمادة ونشره موقع (إخوان أون لاين) يقول:

 

العديد من الأخطاء المنطقية والواقعية والتاريخية في المسلسل يقود المسلسل نحو فشل درامي ذريع، تمثَّل مبدئيًّا في انصراف المشاهدين عنه لعدم مصداقيته ولدعائيته المفرطة، وبالإضافة إلى ذلك فإن المسلسل كعمل أدبي فني إبداعي قد سقط سقوطًا ذريعًا، فلا توجد حبكة ولا خيوط متشابكة، ولا نمو للشخصيات، ولا كشف تنويري، ولا معالجة درامية من خلال الأحداث، بل لغة خطابية دعائية تدوي فيها أيديولوجية المؤلف، مع تسطيح شديد ومباشرة بارزة في معالجة القضايا.

 

والحقيقة أن وحيد حامد قد جافى كل أسس الكتابة الأدبية التي ارتقى لها الفكر الإنساني، وارتد إلى مسرح الأقنعة اليوناني؛ حيث الشرير يرتدي قناع الشر، ويمد يديه كمخالب وحش ضارٍّ تجاه خصومه، بينما الخير يرتدي قناع الخير طوال الوقت، ويمشي بخطى هادئة بريئة، هنا كانت مثالية رجال أمن الدولة وملائكيتهم، مقابل توتر وجه الشيخ البنا، وعصبية يديه وحركاتهما الممثلة للاستحواذ والهيمنة، مقابل فظاظة ووحشية شخصية المرشد المعاصر، وغلظة صوته وفظاظة لغته.

 

ومع أن جميع نظريات الأدب الحديثة، إما تخفض حضور المؤلف في عمله إلى الحد الأدنى، أو تسمح له بالوجود الرمزي في إحدى الشخصيات، وإما في الأغلب تذهب مذهب "بارت" في النقد الأدبي الذي ينادي بموت المؤلف، وأن العمل الأدبي هو استيعاب المؤلف لما حوله من بيئة وثقافة وتاريخ وأشخاص ومشاعر عامة وخاصة، ثم يزداد نقله كما هو عبر شخصياته.

 

لكن وحيد حامد يضرب كل نظريات الأدب في مقتل في مسلسل الجماعة، فوحيد حامد بأيديولوجيته ومشاعره واتجاهاته وآرائه حاضر بقوة ووضوح منذ الجملة الأولى في العمل، وليس ذلك في شخصية واحدة أو اثنتين بل في كلِّ شخصيات العمل، فكلها تهاجم بطل العمل وتنتقده، وتكشف عيوبه وتفضح أمراضه وأسراره وخفاياه في شكل لا يمكن أن نصفه بأنه فني أو أدبي؛ حتى بطل العمل يعمل ضد شخصيته بإشاراته وإيحاءاته والعديد من كلماته وتعليقاته، وبملامح وجهة التي تفضح خفايا مريبة أو توتر نفسي أو خوف أو فزع، وبخاصة عندما يواجهه الآخرون باتهاماتهم أو شكوكهم.

 

دعائية فجة وخطاب عدائي مباشر:

لا توجد شخصية محايدة داخل العمل تتعاطف معه؛ ولكن لا بد أن تقذفه بحجر، حتى أتباعه ممن حوله يظهرهم العمل، وكأن المعترضين منهم سواء تكلموا أو صمتوا أو الخارجين عليه؛ هم أكثر وأبرز من غيرهم.

 

فشيخه في الكتاب يصفه بالغرور والقسوة والغلظة تارةً، ويصفه بالرغبة في الزعامة تارةً أخرى، وشيخ المسجد الصغير يصفه بقلة التهذيب وضعف الأدب، ووالد أحد أصدقائه يصفه بالتشدد والعنف، وعند الشيخ الدجوي يصفه الشيوخ هناك بالتهور والاندفاع، وأنه مريض بالهوس بل يُتهم أيضًا بالطفيلية، ووكيل النيابة شكَّك في مصداقيته، والمستشار المتقاعد يتهم جماعته بالانتهازية والمتاجرة في آلام الناس، وتهمة الانتهازية تصبح قاسمًا مشتركًا مع أكثر من شخصية تصف شباب الجماعة، ثم ترميه أحداث المسلسل بالنفعية والتعامل مع الشيطان، فهو صنيعة بريطانيا، ولسان حال المذهب الوهابي السعودي ورجله في مصر، ثم هو مع ماهر والملك؛ ليضرب الوفد، فالنحاس يتهمه بالرغبة في تحطيم الجميع، طبعًا لصالح نفسه.

 

وهكذا فإن هذا العمل الدرامي بهذا الشكل يتحوَّل إلى دعائية فجة، وخطاب عدائي مباشر، يُنفى عنه صفة الفن أو الأدب أو الدراما، حسب كلِّ القواعد المعمول بها، فالمؤلف يطل برأسه من وجه كل شخصية في العمل، وكل الشخصيات تتكلم بلسانه حتى شخصية الشيخ البنا نفسه.

 

نسق أيديولوجي خاص:

يقول الدكتور صلاح فضل "أستاذ الأدب": النص الأدبي لا يأخذ مصداقيته من محاكاته الدقيقة للواقع, كما لا يأخذها من نسق فكري سابق عليه؛ إنه يأخذها من انسجامه مع نفسه وتناميه وفق قوانينه التي تشكل بها"، ووحيد حامد هنا لم ينقل واقعًا تاريخيًّا بضبط شديد، وهذا جيد لكنه فعل الأسوأ، لقد بنى عملاً أدبيًّا (سيناريو) وفنيًّا (مسلسل) على أساس نسق فكري أيديولوجي سابق خاص به، ولم يسمح لعمله أن يتنامى أو أن يتشكل في شكل متناسق ومنطقي بل حوَّل المسلسل إلى خطاب عدائي تجاه شخص البنا وجماعته، مع علم وحيد حامد بما يذهب إليه نقاد الأدب، ومنهم "لانسون" الذي قال: "ثلاثة أرباع المبدع مكون من غير ذاته".

 

ومع علمه بأن النظرية البنيوية التكوينية الحديثة والمعمول بها في مجال الأدب كذروة الإنتاج العقلي البشري في مجال النقد الأدبي، تقول: "إن الفئات الاجتماعية هي المبدعة الحقيقية للإبداع الثقافي؛ بحيث يعني العمل الأدبي تعبيرًا عن (رؤية العالم)، عن نمط من الرؤية والإحساس بعالم ملموس من الكائنات والأشياء، هذه الرؤية ليست واقعة فردية بل واقعة اجتماعية تنتمي إلى مجموعة أولى، فلا بدّ بالضرورة من إدراك أن الوعي بالوقائع المتضمنة في العمل الأدبي إنما هو وعي مجموعة أو طبقة، أي هو وعي طبقي، إن الأدب ينتج عن الوعي الجماعي الذي تعبر عنه رؤية العالم، ما دام هو الذي يشكل هذه الرؤية".

 

ومعنى هذا الكلام السابق ببساطة أن الكاتب يعبِّر عن ضمير مجتمعه (عالمه) ومشاعره وآرائه، ولا يعبِّر عن رأي شخصي فردي له، فهو يعبِّر عن وعي جمعي ورؤية جمعية، فعن أي جموع أو عن أي طبقة أو مجتمع عبَّر وحيد حامد؟ بل إن وحيد حامد راهن (في تصريح أدبي غير مسبوق) بأن رأي الكثيرين سيتغير في جماعة الإخوان بعد رؤية المسلسل!! أي أنه قفز على الرأي العام والوعي الجمعي، واستعلى عليه، وتجاسر في كبريائه عندما رأى في نفسه القدرة على تغييره.. يا عم وحيد!! منذ متى يغيِّر مسلسل أو فيلم أو رواية واحدة الرأي العام ما لم تأتِ في تيار من الأحداث والمشاعر والأفكار.

 

إن القصص الواقعية للمحاكمات العسكرية بما فيها من أدوار للإعلام والصحافة، وبما فيها من واقعية القضاء والادعاء والأحكام والصور والقصص؛ لم تغير الرأي العام نحو جماعة الإخوان المسلمين، فكيف تَخَيَّل وحيد أنه سيغيره بمسلسل إيهامي دعائي مثل هذا، لم يكن وحيد كاتبًا محترفًا أو دراميًّا واعيًا عندما ظن ذلك.

 

يقول الناقد "جولدمان" في تفسير رؤية الأديب للعالم من حوله كما يراها مجتمعه: "وهذه الرؤية لا تخلقها الجماعة، ولكن تخلقها العناصر المشكلة لهذه الجماعة "المجتمع" التي ترعرعت في ظلها، والجماعة وحدها هي القادرة على تطوير هذه العناصر جنبًا إلى جنب مع الطاقة الضرورية اللازمة لجمع عناصر هذه الجماعة في إطار كلي واحد"، هنا يقصد "جولدمان" أن العمل الأدبي هو الإطار الذي يضم وعي المجتمع ككل، ثم يضيف بعد ذلك: "إن الدلالة الموضوعية للعمل الأدبي لا تتطابق دائمًا مع قصد المؤلف والمعنى الذاتي.. وليس للفنان أو الكاتب فيها إلا أنه سما بها، وذهب في تمثيلها أكثر مما يستطيعه الآخرون"، مرة أخرى، عن ضمير أي مجتمع، وعن أي رؤى له حول شخصية حسن البنا أو الجماعة التي أسسها؛ كَتَب وحيد حامد؟!.

 

إن المؤلف والذين دفعوه أو دعموه أو شجعوه قد ظنوا في أنفسهم قدرة على أن يغيِّروا الرأي العام والضمير الجمعي لمجتمع بأسره؛ فيبدلون مجتمعًا بمجتمع أو شعبًا بشعب من خلال قصة مشوهة، ودراما غير محبوكة، وذلك بإرغام أنف علم الاجتماع وعلمائه، وبليِّ ذراع الأدب ونظرياته ونقاده، حقيقة أنا مشفق على مصر أن يكون فكر إدارتها هو من يقف وراء هذا المسلسل.

 

أول القصيدة.. كذب

في الحلقات الثلاث الأولى من المسلسل يتهم المؤلف جماعة الإخوان وقادتها بانتهاج العنف والإيحاء بأن لديهم تنظيمًا سريًّا مسلحًا، من خلال عرض ما حدث في نهاية عام 2006م في جامعة الأزهر، وما أعقبه من شروع النظام في تلفيق قضية عسكرية للإخوان، هي السابعة خلال عشر سنوات، وقد صدرت فيها أحكام قاسية على عدد كبير من قيادات الجماعة.

 

على غير الحقيقة صوَّر وحيد العرض العسكري التمثيلي الذي يقيمه طلاب الإخوان بالأزهر كل عام، على أنه تحرُّك فعلي من جانب هؤلاء الطلاب لاستخدام القوة في مواجهة خصومهم من الطلاب، وفي مواجهة المسئولين بالجامعة.. وخلط وحيد الأوراق فعمد إلى إظهار ما وقع في جامعة الأزهر في ديسمبر 2006م، وما وقع في جامعة عين شمس يوم 24/10/2007م على أنهما حدث واحد.. والمشاهد كلها لا تقول إلا الكذب، ولا تنطق بغير البهتان، والصحف الصادرة وقتها تشهد على ذلك.

 

فما حقيقة ما حدث في جامعة الأزهر؟..

على إثر تصعيد الأحداث ضد طلاب الإخوان بجامعة الأزهر، وقيام الإدارة وسلطات الأمن بتزوير الانتخابات، والاحتجاج على فصل 8 من مؤسسي (اتحاد الطلاب الحر) يوم 10/12/2006م؛ ظهر عدد من هؤلاء الطلاب، وهم ملثمون يرتدون زيًّا أسود، مشابهًا لزي الميليشيات المسلحة، وعليهم أقنعة كُتبت عليها عبارة "صامدون"، وقد قدَّموا عرضًا تمثيليًّا يحاكي الأعمال القتالية لحركة حماس.

 

وكأن وسائل الإعلام كانت على علم بما سوف يحدث، فتم نقل هذا العرض بالصوت والصورة، وشاهدته الجماهير المصرية في طول البلاد وعرضها، وظلت صحيفة يومية مستقلة تشحن القراء بشكل مريب ضد من قاموا بهذا العمل، وأخذت تُجري الحوارات، وتقدِّم التحقيقات وخلاصة ما أرادت قوله: "إن لجماعة الإخوان تاريخًا في العنف، وأن ما جرى يؤكد وجود تنظيم سري مسلم ترعاه الجماعة؛ وهذا مما لا تخفى خطورته على الجميع".

 

ولم يمضِ يومان حتى اعتقلت قوات الأمن أكثر من 200 من طلاب الإخوان، كما قامت باعتقال نائب المرشد وعشرات من قيادات الإخوان، تمَّ تحويلهم فيما بعد إلى المحكمة العسكرية بتهمة غسيل الأموال وتهم أخرى، عادة يتم اتهام أعضاء الإخوان بها.

 

وقد اعتذر الطلاب أنفسهم، معترفين بأن ما فعلوه خطأً، لم يكن يصح فعله، ونفى المرشد العام محمد مهدي عاكف صدور أية تعليمات لهؤلاء الطلبة؛ للقيام بهذا العرض، ونفى وجود ميليشيات بالجماعة، وأكد رفضه ورفض جماعته اللجوء للعنف والقوة في حل المشكلات كما رفض ما جرى أيضًا: النائب الأول للمرشد د. محمد حبيب، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد، وبقية أعضاء المكتب، معتبرين أن ما حدث جاء في سياق أحداث توالت في الجامعات المصرية، وهو عمل فردي غالبًا ما يحدث في النوادي الرياضية ومراكز الشباب.

 

وقد شنَّ العلمانيون وكُتَّاب الحكومة حملات تشويه ضد الجماعة، واتهموها بأبشع التهم؛ لكن سرعان ما خفتت الأصوات، وسكت الجميع عن الكلام، وأدرك العالمون ببواطن الأمور أن ما حدث كان مفتعلاً ليقضي النظام أمرًا آخر له من قبل.

 

بيان للناس من جماعة الإخوان المسلمين:

وقد أصدر الإخوان وقتها بيانًا، ذكَّروا فيه الأمة بتاريخ الإخوان الناصع وبصبرهم الجميل، رغم ما يُحاك لهم بالليل والنهار.

 

وهذا نص البيان:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ (النساء).

 

تتعرض جماعتنا لحملةٍ شعواء، تستهدف تشويه صورتها وتخويف الناس منها، والتحريض عليها، شاركت فيها أجهزةٌ إعلاميةٌ وأمنيةٌ ورسمية، على أثر استعراض بعض طلاب جامعة الأزهر لرياضات "الكاراتيه" و"الكونغ فو" داخل الجامعة؛ وهو ما استنكرناه ورفضناه قبل أن يستنكره الناس، فشعر هؤلاء الطلبة بخطئهم، وأصدروا بيانًا يعتذرون فيه لجامعتهم وأساتذتهم وزملائهم، ووزعوه على كلِّ الصحف وأجهزة الإعلام، إلا أنه للأسف الشديد لم ينشره معظمها، واستمرَّت في حملةِ الافتراءِ على الجماعة والتحريض على البطش بها، الأمر الذي تبعه الحملةُ الأمنيةُ التي طالت ستة عشر شخصًا من قيادات الجماعة وأعضاء هيئات التدريس في الجامعات ونحو مائة وأربعين من طلاب الأزهر، ولا تزال حملة التصعيد والتحريض مستمرةً، وحتى لا تطغى دقات طبول الحرب الإعلامية هذه على ذاكرةِ الأمة فإننا نذكر بالآتي:

 

- إننا نتبنى منهجًا إصلاحيًّا سلميًّا متدرجًا مستمدًّا من الإسلام الذي يعني ببناء الإنسان وبناء الأسرة وإصلاح المجتمع في كل جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية في مسارات متزامنة ومتشابكة، كما نرى أن هذا الإصلاح لا بد أن يستند إلى المبادئ الخلقية في كل جوانب الحياة، فالصدق والأمانة والنزاهة والوفاء والتضحية والإخلاص يجب أن تكون عصب أي نشاطٍ، إضافةً إلى الحرية والعدل والمساواة والحق، ومن هنا فقد أعلنا إيماننا بأن الشعب هو مصدر السلطات، وبالتعددية السياسية وبحق تكوين الأحزاب، وتداول السلطة سلميًّا، ونزاهة الانتخابات، واستقلال القضاء، والفصل بين السلطات، وحرية الصحافة، ورفضنا تمامًا استخدام العنف والإرهاب سبيلاً لتحقيق مآرب سياسية أو غيرها.

 

- ولقد صدق سلوكُنا قولَنا فلقد أسهم الأستاذ عمر التلمساني- رحمه الله- في إزالةِ احتقانات طائفية وغير طائفية كثيرة، وقمنا بالتصدي لفكرِ التكفير والعنف، وحمينا عشرات الآلاف من الشباب من الوقوع في هذا المنزلق، وأدنا كل جرائم العنف والاغتيال والإرهاب أيًّا كان مصدره، وطالبنا بدراسة أسبابه وعلاج جميع الأسباب، والسعي لتحقيق مصالحة وطنية، ووقف الاعتقال العشوائي والتعذيب والمحاكمات الصورية، ووجوب الإحالة إلى القضاء الطبيعي واحترام القانون وأحكام القضاء، وحقوق الإنسان، وعلاج الفقر والبطالة وتحقيق التكافل الاجتماعي، ومقاومة الفساد وأسهمنا في العمل السياسي والنقابي والاجتماعي، وأقبل الناس علينا يمنحوننا ثقتهم في النقابات ونوادي أعضاء هيئات التدريس ومجلس الشعب، واتحادات الطلاب، وبدلاً من أن تكون المنافسة على تأييد الشعب منافسة شريفة إذا بالحكومة وغير المنصفين من العلمانيين يشنون علينا حملةً لا هوادة فيها بغية إقصائنا عن الشعب وإقصاء الشعب عنَّا، تمثلت هذه الحملة فيما يلي:

 

- رفض الاعتراف بنا، ووصفنا بالجماعة المحظورة حتى يتسنى لهم البطش بنا وقتما يريدون، وتحجيم حركتنا ونشاطنا، وحرماننا من حقوقنا كمواطنين مصريين وكفصيلٍ شعبي وسياسي كبير.

 

- استخدام الكتلة التصويتية للحزب الوطني- والتي يعلم الجميع كيف حصلوا عليها- في سن تشريعات أو مدها للتضييق عليها وإيقاع الأذى والظلم بنا، كقانون الطوارئ وقانون الأحزاب، ولجنة الأحزاب ومحكمة الأحزاب، وقانون النقابات والصحافة والسلطة القضائية.. وغيرها.

 

- تأجيل انتخابات المحليات لمدة عامين رغم الإجماع على فساد المجالس المحلية الحالية حتى لا ننافسهم فيها.

 

- وقف انتخابات النقابات المهنية ونوادي أعضاء هيئات التدريس بالجامعات خشية فوزنا فيها.

 

- تزوير انتخابات الغرف التجارية واتحادات العمال بعد شطب مرشحينا واعتقال آخرين.

 

- سجن عدد كبير من رجالنا قارب خمسة وعشرين ألفًا خلال السنوات العشر الماضية ابتداءً من طلبةِ بالثانوي إلى شيوخ بلغوا الثمانين من العمر، لدرجة أنَّ السجون لم تخل من الإخوان ابتداءً من سنة 1992م، وحتى الآن.

 

- تعذيب عددٍ غير قليل من الإخوان في مقار أمن الدولة وسقوط أحدهم شهيدًا.

 

- تقديم ما يزيد على مائة وخمسين من قياداتنا لخمس محاكمات أمام القضاء العسكري والحكم على معظمهم بالسجن من 3- 5 سنوات بدون ذنبٍ ولا جريرة.

 

- تزوير انتخابات مجلس الشعب الأخيرة في عددٍ من الدوائر، واستخدام الرشوة والبلطجة والأمن في الاعتداء على الناخبين وبعض القضاة إلى حدِّ قتل عددٍ من المواطنين وإصابة الكثيرين، ورغم ذلك فقد نجح 88 نائبًا من إخواننا، واعترف الدكتور نظيف بإسقاط 40 آخرين بالتزوير.

 

- استغلال التليفزيون والصحافة المسماة بالقومية في شنِّ حملات تشويهية وأكاذيب وافتراءات علينا دون السماح لنا بالرد أو توضيح الحقيقة.

 

- منع إذاعة جلسات مجلس الشعب في التليفزيون، مثلما كان يحدث من قبل مع البرلمان السابق بهدف التعتيم الإعلامي على أنشطة وأداء نوابنا الثمانية والثمانين.

 

- الوقوف وراء منع صدور جريدة (آفاق عربية) التي كنا نكتب وننشر من خلالها، ومصادرة الكتب التي يجدونها في بيوت الإخوان.

 

- إغلاق عدد من الشركات والأنشطة التجارية ومصادرة ما يجدونه في بيوت الإخوان من أموالٍ عند القبض عليهم.

 

- تحويل عدد كبير يبلغ الآلاف من المدرسين وأئمة المساجد إلى وظائف إدارية.

 

- منع عدد كبير من الإخوان من السفر للخارج بقرارات إدارية دون الحصول على أحكام قضائية بذلك، بل ضد الأحكام القضائية التي يحصل عليها بعض الممنوعين من السفر.

 

- ضرب المتظاهرين سلميًّا في الشوارع تأييدًا للقضاة، وسحلهم على الأرض بواسطة فرق الكاراتيه الخاصة بالأمن المركزي، واعتقال البعض الآخر، وكان آخر المفرج عنهم من هذه القضية الدكتورين محمد مرسي وعصام العريان بعد سبعة أشهرٍ وراء القضبان.

 

- هذا كله يدل على مدى الظلم والاضطهاد الذي نُعاني منه على يد إخواننا في الدين والوطن، بل على يد المسئولين عن توفير العدل والأمن والحرية لنا، ورغم ذلك فإننا نتذرع بالصبر والاحتساب، ونفتح عقولنا وصدورنا للحوار، ونمد أيدينا للتعاون حرصًا على الصالح العام ولم نُفكِّر لحظةً في الغضب لأنفسنا.

 

- ثم جاءت حكاية الطلبة، حيث مُنع طلاب الإخوان وغيرهم ممن لا يعرف الأمن انتماءاتهم من الترشيح لاتحادات الطلاب، ومن قبلت أوراق ترشيحهم منهم تمَّ شطبه قبل بدء الانتخابات، وبالتالي لم ينجح إلا مَن حظي برضا الأمن، واضطر الطلاب الآخرون إلى إجراء انتخابات موازية لإنشاء اتحاد طلاب حر لا يخضع لإملاءات الإدارة والأمن، وهنا استعانت إحدى الجامعات بالبلطجية المسلحين بالأسلحة البيضاء للعدوان على الطلبة داخل الجامعة، وتحت سمع وبصر الحرس الجامعي الذي وقف يتفرج على العدوان ولم يتدخل، وأُصيب عدد من طلاب الإخوان وحملوا إلى المستشفيات، وتمَّ تحويل عددٍ من طلابِ الاتحاد الحر إلى مجالس تأديب وفصل بعضهم من الدراسة لمدة شهر؛ الأمر الذي استثار حفيظة زملائهم فاعتصموا احتجاجًا على هذا الفصل، وأثناء الاعتصام جرى العرض الذي تحدثنا عنه في صدر هذا البيان، والذي استنكرناه واعتذر الطلاب عنه؛ فهل هذا يستحق كل هذا الضجيج والتحريض والافتراءات أم أنَّ وراء هذا الدخان الأسود الكثيف أمرًا بُيِّتَ بليل؟ هذا ما ستسفر عنه الأيام.

 

أما نحن فسنظل نقتدي برسولنا- صلى الله عليه وسلم- الذي أُوذي أشد الإيذاء فصبر صبرًا جميلاً وهو يدعو لقومه، وسنستجيب لإمامنا الراحل حسن البنا في قوله: "كونوا كالشجر يرميه الناس بالحجر ويرميهم بالثمر"، ونردد معه قوله: "ونحب كذلك أن يعلم قومنا أنهم أحب إلينا من أنفسنا، وأنه حبيبٌ إلى هذه النفوس أن تذهب فِداءً لعزتهم إن كان فيها الفداء، وأن تزهق ثمنًا لمجدهم وكرامتهم ودينهم وآمالهم إن كان فيها الغناء، فنحن نعمل للناس في سبيل الله أكثر مما نعمل لأنفسنا، فنحن لكم لا لغيركم أيها الأحباب ولن نكون عليكم يومًا من الأيام".

 

﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)﴾ (الطلاق).

 

وما حقيقة ما حدث في جامعة عين شمس:

اقتحم عشرات البلطجية- تدعمهم عناصر الأمن- حرم جامعة عين شمس، وقاموا بالاعتداء على الطلاب والطالبات المعتصمين أمام المبنى الإداري للجامعة بالضرب وإلقاء القنابل الصوتية المليئة بقطع الزجاج وقنابل المولوتوف؛ ما أدَّى إلى إصابات خطيرة وسط الطلاب كما تمَّ اعتقال 13 طالبًا آخرين أثناء خروجهم من الجامعة.

 

وكان ما يقرب من 1000 طالب وطالبة قد نظَّموا صباح اليوم مسيرةً ضخمةً طافت أرجاء الجامعة؛ احتجاجًا على شطب الطلاب غير المرضي عنهم أمنيًّا من القوائم النهائية لانتخابات اتحاد الطلاب، وتخلل المسيرة قيام الطلاب بحملة توقيعات استهدفت 2000 طالب لرفض الشطب وعدم الاعتراف بشرعية الاتحاد الحكومي المُعيَّن، ثم توجهت المسيرة للمبنى الإداري للجامعة بقصر الزعفرانة، وطلبوا الحديث مع الدكتور أحمد زكي بدر- رئيس الجامعة- والذي أنكر قيام إدارة الجامعة بشطب أي طالب، فلما واجهه الطلاب بأسماء وأعداد المشطوبين انسحب من الحديث مع الطلاب!!.

 

وعقب انسحاب رئيس الجامعة بدأ العشرات من قوات الأمن والبلطجية في التجمع بجوار الطلاب، فاستغاث الطلاب برئيس جامعتهم، حتى نزل إليهم، ولكنه بدأ في التهكم من الطلاب المعتصمين، ثم أعطى إشارةَ البدء للبلطجية للاعتداء على الطلاب، فتحوَّل حرم الجامعة إلى ساحة حرب؛ حيث بدأت القنابل الصوتية وقنابل المولوتوف في الهبوط على الطلاب، وسط ضرب متواصل من قبل عساكر وضباط الأمن بالأحزمة، والذين لم يفرِّقوا بين طالب وطالبة.

 

كما قاموا بتحطيم جميع السيارات الموجودة في المكان، كل ذلك تحت سمع وبصر ومباركة رئيس الجامعة، الذي استغاث به الطلاب، ولكنه اكتفى بمتابعة الأحداث من شرفة مكتبه!!.

 

كما تم الاعتداء بالضرب على عمرو شرف- مصوِّر جريدة (الدستور)؛ ما أدى إلى حدوث قطع في رأسه، تم على إثره تم نقله إلى مستشفى عين شمس، وقد حاولت قوات الأمن اعتقاله وأخذ كاميرا التصوير الخاصة به، لولا تدخل الطلاب وإنقاذه من بين أيديهم!!.

 

بعد كل هذه الأحداث آثر الطلاب إنهاء الموقف بالانسحاب خارج الجامعة، ولكن البلطجية وقوات الأمن تابعوا الاعتداء عليهم، وقاموا بتحطيم أغلب السيارات الموجودة بجوار أسوار الجامعة، كما قامت قوات الأمن باعتقال 13 طالبًا ونقلهم إلى قسم الوايلي، وتم سحلهم والاعتداء عليهم أثناء اعتقالهم، وتم تهديد آخرين بالقبض عليهم وقت العودة لبيوتهم!!.

 

وفي تطور لاحق، أفرجت نيابة الوايلي عن الطلاب الذين كان قد تم اعتقالهم داخل وخارج الجامعة ظهر الأربعاء 24/10/2007م، وقد وصفت النيابة الأدلة التي قدَّمها جهاز أمن الدولة بالواهية وعلى إثره أخلت سبيل الطلاب وتم إعادتهم إلى قسم الوايلي، إلا أن الطلاب فُوجئوا بإعادة اعتقالهم مرة أخرى وترحليهم إلى مقر جهاز مباحث أمن الدولة بلاظوغلي.

 

وقد تم القبض أيضًا على 4 طلاب آخرين في نفس اليوم، ولكن تم حبسهم داخل مكاتب الحرم الجامعي، وقام البلطجية وضباط الأمن بالاعتداء المتواصل بالضرب، ثم تم إخلاء سبيلهم في وقت متأخر من الليل.

 

وفي سياق متصل، أصدر اتحاد الطلاب المعيَّن بيانًا، تمَّ توزيعه على نطاق واسع داخل الجامعة حول الأحداث، قلب فيه جميع الحقائق بشكل فاضح ومستفز.

 

وذكر البيان في بدايته استنكاره لما أسماه الأحداث المؤسفة التي وقعت يوم الأربعاء 24/10/2007م.. وإلى هنا تنتهي الحقيقة الوحيدة الموجودة بالبيان ليبدأ سيل كبير من الافتراءات؛ حيث ذكر البيان أن من قام بهذه الأعمال هم الطلاب المنتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين.

 

كما ذكر البيان أيضًا أن الأحداث أدَّت إلى إصابة طلاب الاتحاد بإصابات بالغة، ونسي أن يوضح أن من أُصيب هم طلاب الإخوان أنفسهم ومصورو الصحافة.

 

أخطاء تاريخية وجهل تحريفات

بما أن الغرض من هذا المسلسل هو تشويه الإخوان وتأليب الرأي العام عليهم، فلا قيمة للتاريخ، ولا مجال للحديث عن الدقة العلمية؛ المهم هو توصيل رسالة للمشاهد، مفادها أن هؤلاء الناس انحرفوا بالدين وأفسدوا السياسة، وأنهم السبب فيما يعانيه الناس من غلاء وبلاء.

 

ورغم وجود كثيرين استعان بهم وحيد ليحققوا التاريخ- كما ادَّعى- وليضبطوا الوقائع؛ فإنه وقع في العديد من الأخطاء والمآزق، الذي يعد أحدها كفيلا- إن عُقدت لهذا المسلسل محاكمة عادلة- بإدانة وحيد بالتزوير واتهام البُرآء بدون دليل.

 

وقد أحصينا عدة أخطاء تاريخية وقع فيها المسلسل، بنى عليها المؤلف مشاهد أخرى كذبًا وزوَّرا منها:

- في الحلقة الرابعة يستمع أحمد البنا (والد الإمام) إلى أم كلثوم، وذلك عام 1918م، والإمام عمره 12 سنة، مع العلم أن أسطوانات أم كلثوم لم تُطبع قبل عام 1928م.

 

- وفي حلقة أخرى مجموعة من إخوان النظام الخاص يتدربون بشكل ساذج على مجموعة من البنادق الخشبية قبل عام 1936م، ومعلوم أن النظام الخاص للجماعة أُنشئ عام 1940م.

 

- وفي إحدى الحلقات ينشئ الإخوان المستوصفات الطبية في ثلاثينيات القرن الماضي، في حين أنها أُنشئت في الأربعينيات وتحديدًا عام 1944م.

 

- وفي مشهد بإحدى الحلقات يتحدث الإمام البنا مع الشيخ رشيد رضا، مؤكدًا له أنه سيحج بعد أيام مع 100 من الإخوان، ومعلوم أن حج الإمام مع إخوانه كان عام 1936م، في حين تُوفي الشيخ رشيد رضا قبلها بعام واحد 1935م.

 

- وفي مشهد آخر، يبدو البنا- في الإسماعيلية- يدرِّب فرق الجوالة، في حين لم يؤسس الجوالة إلا بعد انتقاله للقاهرة عام 1932م.

 

- وفي الحوار الذي دار بين السفير البريطاني ومساعده الموظف، يقول للسفير عن الجماعة التي لم يكن قد مرَّ على تأسيسها عام واحد هذه الجماعة شعارها "الإسلام هو الحل"، رغم أن هذا الشعار رفعه الإخوان لأول مرة في انتخابات عام 1987م.

 

ناهيك عن مشاهد بدا فيها الجهل بصحيح الدين وبما يجري في مجتمعات الإخوان.. ففي أكثر من حلقة يقرأ البنا وأصحابه الفاتحة (كما يفعل البسطاء)، وبهجت السواح يقول بعد تسليمه من الصلاة، وكان يؤم الإخوان: "حرمًا يا إخواني"، ويضع أيضًا خرزة زرقاء على باب بيته لمنع الحسد.

 

أما التحريفات فقلما خلت منها حلقة من الحلقات، فمن يراجع مذكرات الدعوة والداعية يجد وحيد قد انتقى منها مواقف عديدة قام بتزويرها، بالانتقاص منها، أو الإضافة إليها، ونسوق هنا مثالاً لمشهد ورد في الحلقة الثانية عشرة، يجمع الإمام الشهيد في منزل قاضي الإسماعيلية الشرعي مع مجموعة من الوجهاء وأصدقاء القاضي الذين تطرقوا إلى مسألة الشرب في أواني الفضة.. ويبدو البنا في المشهد منهزمًا لا فقه له ولا حجة، في حين ما ورد في المذكرات يؤكد أنه استطاع إقناع الموجودين برأيه، وقد نفذوا ما طلب منهم بكل حب وأريحية، وكانت جلسة ممتعة كما قال الإمام رحمه الله.

 

ومن التحريفات الشنيعة أيضًا: إجراؤه حوارات على لسان بعض الشخصيات يدلون فيها بآراء وأفكار لم يقولوها على الإطلاق، وعلى رأس هؤلاء بالطبع الإمام البنا فقد أجرى وحيد على لسانه أفكارًا علمانيةً، لو قالها وقتها أمام الإخوان لفصلوه من الجماعة؛ خصوصًا المتعلق منها بالعمل في السياسة وبمجاملة الحكام على حساب الدين.

 

وأيضًا ما جرى على لسان الشيخ طنطاوي جوهري من أن الدين يفسد السياسة والسياسة تفسد الدين.. وكذلك ما جرى في مجلس الشيخ الدجوي، وقيام أصدقائه بإهانة البنا وخروجه صفر اليدين (راجع المذكرات لتتأكد من كذب المؤلف وحذفه عامدًا لباقي القصة).

 

أما الكذب خلال حلقات المسلسل فحدِّث ولا حرج، وقد أشرنا إلى كثير منها أثناء عرضنا لموجز الحلقات، وذكرنا أن أعظم كذبة في المسلسل كانت إيهام المشاهد بأن قتلى حادث تفجير قنبلة محكمة الاستئناف زادوا عن 25 قتيلاً، والحقيقة أنه لم يُقتل مواطن واحد في هذا الحادث.

 

وتؤكد المصادر التاريخية الموثوقة أن الحادثة وقعت في 12/1/1949م، أي بعد مقتل النقراشي بأيام، ردًّا على ما كان يجري من تعذيب للإخوان المتهمين في قضية النقراشي، وقد قام بالمحاولة شفيق إبراهيم أنس 22 سنة، وكان يعمل موظفًا بأرشيف وزارة الزراعة؛ حيث وضع عبوة حارقة بجوار الخزانة التي تحتوي على جميع أوراق قضية السيارة الجيب، وقد أراد أيضًا أن ينسف المحكمة؛ انتقاما لما يجري بين جدرانها من تزييف وتلفيق، وقد تم القبض عليه في ميدان باب الخلق بعدما لاحقه أحد المخبرين من داخل المحكمة حتى الميدان المذكور.

 

وقد نُظرت القضية أمام المحكمة نفسها التي نظرت قضية اغتيال النقراشي، ولم تستغرق المحاكمة إلا أيامًا قليلة، صدر بعدها الحكم على المتهم بالأشغال الشاقة المؤبدة.