- لا يوجد إحصاء رسمي بعدد المنظمات لتنوع طرق دخولها الجنوب

- 95% من المعونات تذهب إلى الدعم "اللوجسيتي" والرواتب والرشاوى

- 25% من المنظمات واجهة لأجهزة الاستخبارات الأمريكية والغربية

- مصير المسلمين والوثنيين أبرز أدوار المنظمات النرويجية والهولندية

- "أرس كروب" الغطاء البارز للموساد الصهيوني في جنوب السودان

 

جوبا: أحمد سبيع

يعد جنوب السودان ملعبًا مفتوحًا لكل هيئات الاستخبارات الغربية والإقليمية، كما أنه يعد أيضًا كنزًا قد لا ينفد بالنسبة لمنظمات وهيئات الإغاثة الدولية، والتي تعد واجهةً جيدةً لكل أعمال الاستخبارات من جهة، ولتنفيذ مخططات الكنائس العالمية في تحويل الجنوب إلى دولة مسيحية تتصدي إلى أي مد إسلامي، يأتي وسط وشرق إفريقيا عن طريق شمال السودان، وطبقًا للعديد من الهيئات السودانية، فإن حوالي 30 منظمةً من هذه المنظمات التطوعية لها خلفيات صهيونية، وإداراتها وتمويلها صهيوني، ومقارها تتوزع ما بين نيويورك وواشنطن وبعض دول أوروبا.

 

عندما تطأ أقدام أي زائر لمدينة جوبا عاصمة ولاية الاستوائية الوسطى التي تقع وسط الجنوب السوداني، لا بد أن يلفت نظره منذ الوهلة الأولى إلى 3 أمور قد لا يكون لهم رابع، أولهم الفقر الواضح على مطار جوبا، الذي تتوسطه لافتة مكتوب عليها "أهلاً بكم في مطار جوبا الدولي"، رغم أنه أفقر من أن يكون مطارًا محليًّا في محافظة نائية بأي دولة فقيرة؛ ولكنهم أي الغرب أرادوا أن يكون مطارًا دوليًّا، وهو ما يدفعنا إلى الأمر الثاني في الملاحظة، وهي الكثافة غير الطبيعية لطائرات الأمم المتحدة، وقد شاهدت فور وصولي مطار جوبا أن هناك أكثر من 5 طائرات متراصة على أبعاد مختلفة في مدرج المطار تحمل كلها شعار "UN".

 الصورة غير متاحة

مطار جوبا الدولي من الداخل

أما المشاهدة الثالثة التي تلفت النظر هي كمية الوفود الأجنبية الزائرة للمدينة، والتي يتم استقالبها في صالة كبار الزوار سواء كانت قادمة من الخرطوم، أو من كينيا، أو إثيوبيا وبالطبع أوغندا، ومؤخرًا القاهرة؛ حيث يتم اصطحاب هذه الوفود إلى سياراتهم الفارهة التي تنتظرهم داخل مدرج المطار، وتحمل لوحات حكومة الجنوب مكتوبًا عليها "هيئة دولية" أو "هيئة طوعية"، ويتم خروج هذه السيارات بمن تحملهم دون أي تفتيش.

 

وفور الخروج من مطار جوبا يلفت النظر، أمران آخران، الأول كمية السيارات التي تحمل نفس العلامات السابقة، والتي تنتشر بكثرة في شوارع المدينة التي يندر وجود سيارات الأجرة بها؛ حيث تعد "الركشة أو التوك توك" أبرز وسائل المواصلات الأساسية، بالإضافة إلى "الموتوسيكل".

 

أما الأمر الثاني الذي يلفت النظر، هو أن كل فنادق جوبا محجوزة مقدمًا لمدة عام يتم تجديده بين المنظمات الدولية والإغاثية والفنادق، وهو ما قفز بأسعار الفنادق هناك إلى 350 دولارًا لليوم في بعض الفنادق ذات الخدمة والإمكانات الجيدة، أما الفنادق المتوسطة فتتراوح أسعارها في اليوم بين 180 إلى 275 دولارًا، ثم تأتي الفنادق الأقل من المتوسطة؛ ليتراوح يوم الإقامة فيها من 120 إلى 160 دولارًا في اليوم، ورغم هذه الأسعار يصعب الحصول على غرفة في أيٍّ من فنادق جوبا؛ نظرًا لاحتلالها من قبل المنظمات الدولية والإغاثية.

 

تسلل رسمي

 الصورة غير متاحة

 المعونات سلاح اختراق لعقائد أهل الجنوب

ومثل أي شيء آخر غامض في جوبا هناك أيضًا غموض في عدد المنظمات والهيئات الإغاثية وجنسياتها، والجهات التابعة لها، باستثناء المنظمات التابعة للأمم المتحدة، هذا بالإضافة إلى صعوبة إحصاء توزيع هذه المنظمات والهيئات في أقاليم السودان الثلاثة، وخاصة بعد توقيع اتفاقية السلام في نيفاشا عام 2005م، وسيطرة الحركة الشعبية على مقاليد الأمور هناك، وهو ما يرجع في الأساس إلى عدة أمور، أبرزها أن هذه المنظمات لا تدخل جنوب السودان عبر بوابة السودان الشرعية، وهي الخرطوم، وبالتالي تنسِّق مع وزارة الشئون الإنسانية المعنية بعمل الإغاثة في كل أقاليم السودان، وإنما تدخل إما بشكل مباشر عن طريق مطار جوبا نفسه، أو عن طريق كينيا وإثيوبيا، وكذلك القاهرة؛ وهو ما جعل إحصاء عددها في يد حكومة الجنوب دون غيرها.

 

أما فيما يتعلق بميزانية هذه المنظمات والهيئات التطوعية، فإنها أيضًا يكتنفها الغموض، إلا أنه بشكل تقديري؛ فإن المخصصات المرصودة لإعانة جنوب السودان قد تصل إلى ربع مليار دولار؛ لأن معظم المنظمات لها أفرع ومشروعات في الولايات العشر، ولا تقل ميزانية أي ولاية عن مليوني دولار سنويًّا؛ وهو ما يعني أن ميزانية أقل منظمة يتخطى 20 مليون دولار في العام، وإذا تم ضرب هذا الرقم في 150 منظمةً بشكل تقديري، فإن الميزانية تصل إلى ثلث مليار دولار، وليس مجرد الربع مليار دولار.

 

أهداف مشتركة

ورغم اختلاف جنسيات هذه المنظمات إلا أن هناك قواسم مشتركة فيما بينها، أبرزها الحرص على استمرار أزمات الجنوب؛ لأن ذلك يفتح لهم سوقًا رائجًا، يحصلون من خلاله على ملايين الدولارات شهريًّا، وهو ما يبرهنه أن كل المنظمات بلا استثناء تنفق حوالي 90% من ميزانية المعونات على ما تطلق عليه الدعم اللوجسيتي، وهو المتعلق بحجز الفنادق، وتوفير الحماية، وصرف الرواتب والبدلات، أما النسبة الباقية فنصفها يتم توجيهه إلى تقديم الرشاوى والهدايا إلى المسئولين في حكومة الجنوب ومسئولي الولايات؛ ليضمنوا عدم تنغيص وجودهم، بينما يتم صرف الباقي على برامج التنمية في مجالات التعليم والطفل والصحة، في المرتبة الأخيرة تأتي التنمية.

 

هذا بالإضافة إلى الدور المشبوه الذي تلعبه هذه المنظمات لصالح الأجهزة الاستخبارية المختلفة، فضلاً عن أنها تعد مصدرًا مهمًّا للمعلومات التي يتم تداولها ونقلها عبر الإعلام الدولي، المحتكر الأساسي لأخبار جنوب السودان، بل إن عددًا من موظفي هذه المنظمات يعملون stringer، وهم أشبه بالمراسلين السريين الذين يعملون لصالح وكالات أنباء عالمية بمقابل مادي مغرٍ؛ لنقل معلومات، وغالبًا تكون مغلوطةً عن الأوضاع في الجنوب، وهو الدور الذي لعبته هذه المنظمات بشكل مفضوح خلال أزمة دارفور، وكانت المعلومات التي قدمتها إلى أجهزة الاستخبارات أو وسائل الإعلام سببًا أساسيًّا في توجيه الاتهام إلى الرئيس عمر البشير بالإبادة الجماعية.

 

شهادة عربية

 الصورة غير متاحة

مخزن لإحدى منظمات الإغاثة الدولية في وسط العاصمة جوبا

طبيب عربي يعمل في منظمة تدريب أمريكية مختصة بمجال دعم الصحة في الدول الفقيرة، التقيت به في جوبا، وأوضح جانبًا خطيرًا من عمل هذه المنظمات؛ حيث أشار إلى أن منظمته تتحصل على أموالها من منظمة الصحة العالمية، وعندما سألته عن المقصود بمنظمة تدريب في مجال دعم الصحة، أشار إلى أن عمل منظمته ينحصر في تدريب الكوادر الجنوبية في مجال الصحة، أو بالأحرى كيف يديرون المؤسسات الصحية في الإقليم، وعندما سألته عن النوعية المستهدفة من هذه البرامج، قال إن المستهدفين هم مسئولو الفئة الأولى في قطاع الصحة، مثل وزير الصحة ومديري الإدارات الصحية في الولايات العشر.

 

ثم أضاف الطبيب وتعلو وجهه ابتسامة تحمل وراءها علامات تعجب كثيرة: "تخيل يا أستاذ إنني هنا في جوبا في مهمة لمدة أسبوعين، وقد تصورت أن هناك مستشفيات في الجنوب تستوعب برنامج التأهيل الأمريكي المتطور في مجال الصحة، ولكن الواقع كان مختلفًا؛ حيث نقدم الدورة إلى عدد لا يتجاوز 7 أشخاص، هم كل القيادات الصحية المسئولة عن المستشفيات في جنوب السودان"، مضيفًا أن هذا البرنامج مرصود له ميزانية ضخمة، ويتم إرسال عدد من المدربين بمعدل مرة كل شهر؛ للقيام بنفس التدريب، مضيفًا أن الموضوع في النهاية "بيزنس" لهذه المنظمات.

 

وقد تهرب الطبيب من تحديد رقم محدد يتم تخصيصه لمثل هذه البرامج، وما القيمة الفعلية التي يتم إنفاقها؟ وهل هذه البرامج لها نتائج ملموسة أم لا؟ إلا أنه أشار إلى أن ما يتم رصده بالتأكيد مبالغ ضخمة، لأن منظمته تعمل من الباطن، كما يحدث في عالم المقاولات، بمعنى أنها لا تتعامل بشكل مباشر مع المنظمة الدولية، وإنما تقوم هذه المنظمة بالاتفاق مع عدد من الوكالات والهيئات والشركات الكبيرة المعتمدة لها تنفيذ هذه البرامج، وتقوم هذه المؤسسات بتوزيع البرامج على عدد من المنظمات، أو الشركات التنفيذية، مثل منظمته، موضحًا أن هذا هو العرف السائد في العمل الإغاثي الدولي، مشيرًا إلى أن برنامج منظمته في الجنوب لا يشمل إقامة مستشفيات أو حتى عيادات، وإنما مهمتهم التدريب فقط.

 

الطبيب العربي ختم حديثه بالقول إن العالم العربي ترك الجنوب لكل الهيئات الدولية والمؤسسات المختلفة، وقبلهم الدول التي لها أطماع خطيرة في هذا الإقليم المهم والحيوي. 

 

ما قاله هذا الطبيب يفتح ملفًّا خطيرًا، يعد إحدى الحلقات المهمة في مسلسل أزمات السودان، سواء في الجنوب أو دارفور، ثم بعد ذلك النوبة، وهو ملف المنظمات والهيئات الإغاثية الدولية، ودورها المريب الذي تقوم به في السودان عامة والجنوب خاصة، وطبقًا للتقديرات المتباينة، فإن جنوب السودان يحوي ما لا يقل عن 150 منظمةً إغاثيةً دوليةً مقابل 5 مؤسسات سودانية وطنية وأهلية، بينما تغيب بامتياز المنظمات العربية والإسلامية.

 

هذا الرقم الذي سبق الإشارة إليه ليس رسميًّا، ولكنه أقرب إحصاء للوضع هناك، وإلا أن هناك مؤسسات ومنظمات بازرة في جوبا، وبعضها له أفرع في ولايات أخرى، وتحتل بريطانيا المرتبة الأولى في المنظمات العامة بالجنوب، ولها 6 منظمات بارزة، وهم الخريطة PLAN، وهي مهتمة بمجال التدريب في مجالات التعليم والطفولة، ثم منظمة ماج MAG وهي مختصة بنزع الألغام، وكانت هناك أيضًا منظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم، التي أسسها الطبيب المصري المولد والبريطاني الجنسية د. هاني البنا، وكان مجال هذه المنظمة في البداية التنمية والمياه والصحة والتعليم، إلا أن نشاط المنظمة شهد تراجعًا في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ، وهناك أيضًا منظمة "غد الأطفال" البريطانية، ثم منظمة OXFAM.

 

أمريكا والنرويج

 الصورة غير متاحة

المنظمات الإغاثية اهتمت بالتخابر والبيزنس على حساب تنمية الجنوب

وتأتي الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الثانية، ويأتي على رأس منظماتها المعونة الأمريكية "USAID"، وهي جهة ممولة أساسية لمعظم البرامج الإغاثية في الجنوب، يليها منظمة الحركة ضد الجوع، ومنظمة تنمية وإغاثة العالم، وتقوم هذه المنظمات الثلاثة الكبرى، إما بتمويل برامج تنموية في مجالات الصحة والتعليم، أو بتنفيذ بعض هذه البرامج بنفسها، وهناك أيضًا منظمة NAI التي تعمل في مجال تنمية ونشر الديمقراطية، وهناك أيضًا منظمة "غد الطفولة" الأمريكية، لأن هناك منظمات أخرى تحمل نفس الاسم، ولكنها تتبع دول أخرى.

 

ويلي الولايات المتحدة من حيث الوجود والخطورة النرويج، وهي حاضرة بقوة في الجنوب، بل إن منظماتها تكاد تكون الوحيدة التي لها مبنى خاص، وهو فخم وأنيق وسط جوبا، وتوجد النرويج من خلال منظمات المعونة النيرويجية الكنسية NCA، وهي منظمة لها دور تبشيري واضح وكل برامجها تقوم على تنصير الأطفال والفتيات من المسلمين واللاوحديين، وقد قامت هذه المنظمة بالإعلان عن وظيفة مدخل بيانات مؤخرًا، وقد تقدَّم إليها أحد الشباب المسلمين الذي تلقَّي تعليمه في الشمال في مجال الحاسب الآلي، وبعد إجراء المقابلات اللازمة وقع عليه الاختيار، وعندما ذهب إلى استلام العمل الذي كان راتبه كبيرًا، فوجئ بالموظف المسئول يصطحبه إلى غرفة، نزل منها على سلم، وإذا به في غرفة أخرى بها باب، وعندما تم فتحه وجد نفسه في قلب الكنيسة الكاثوليكية الكبرى في جوبا، وهي الكنيسة التي تعد محور الارتكاز لمجلس الكنائس العالمي، وفوجئ هذا الشاب أن الوظيفة الفعلية ستكون داخل الكنيسة، كمدخل بيانات للأشخاص الذين يحصلون على معونات، أما رسميًًّا فإن العمل سيكون من خلال مظلة المنظمة النيروجية.

 

ويلي هذه المنظمة مجلس اللاجئين النرويجي NRC وهذا المجلس موجود في السودان منذ عام 2004م، ويساعد اللاجئين على بدء حياة جديدة، ويعمل بصورة أساسية مع اللاجئين السودانيين في الخرطوم والعائدين إلى جنوب السودان.

 

وقد جندت هذه المنظمة عددًا من زعماء القبائل والشباب والنساء داخل معسكر "كلمة"، ودفعت لهم رواتب شهرية لجمع معلومات أمنية وسياسية وعسكرية واجتماعية ترفع من خلالها المنظمة تقريرًا يوميًّا إلى رئاستها، ثم منظمة العون الشعبي النيرويجي ABA، وتعمل هذه المنظمة مع سابقتها في مجال التدريب في التعليم والمرأة والصحة.

 الصورة غير متاحة

المدارس العربية أبرز مشروعات منظمة تراث التطوعية

 

ولهولندا حضور مميز في الجنوب السوداني؛ حيث لها قنصلية بجوبا، إضافة إلى منظمة التعليم CORDID ومنظمة غد الطفولة الهولندية، أما ألمانيا فلها ثلاثة منظمات أساسية أبرزها منظمة DAD، وهي مؤسسة كان نشاطها في البداية التدريب في مجالات الصحة والتعليم والطفل، ولكن بعد عام من وجودها تبيَّن أنها تتبع المخابرات الألمانية بشكل مباشر.

 

بينما لفرنسا منظمتان أساسيتان هما: "الحركة ضد الجوع الفرنسية"، والثانية منظمة "أكديت ACTED" وهي مهتمة بالتدريب في مجال التعليم.

 

وتوجد منظمة واحدة أساسية لإسبانيا تحمل اسم "أكسوفام أنترمود"، كما أن هناك منظمة أوغندية تحمل اسم "وليندل تراست" ومهمتها تدريب المعلمين وفق المنهج الإنجليزي، أما الكيان الصهيوني فهو حاضر من خلال منظمة "مارس كروب"، وهي مؤسسة أمريكية صهيونية مشتركة تعمل في مجال الاستخبارات، ولليابان منظمة واحدة أيضًا وهي منظمة "ديكا DICA"، وتعمل في مجال التعليم.

 

وتعمل هذه المنظمات من خلال عدة برامج ولها تمويل خاص وآخر من خلال منظمات الأمم المتحدة التي توجد في جنوب السودان بكامل تشكيلاتها، وهي "الفاو" و"اليونسيف و"برنامج الغذاء العالمي" وأوشه "OSHA"، ومنظمة"RCO"، وكذلك "UNOBS"، إضافة إلى منظمة الهجرة العالمية "IOM" وأخيرًا منظمة "UNMIS"، وهي المسئولة عن الاستفتاء القادم في الجنوب.

 

المنظمات الأهلية

أما المنظمات السودانية العاملة في الجنوب فهي 5 منظمات بعضها حكومية والآخر أهلية، وهم: منظمة "الدعوة الإسلامية" التابعة للحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، ومنظمة "تراث"، وهي منظمة أهلية لها نشاط واسع ومميز في مختلف محافظات الجنوب، ومنظمة "مبادرون" و"العون الإنساني"، وهما منظمتان حكوميتان، وأخيرًا منظمة "لبنة" وهي منظمة أهلية.