مع اقتراب موعد غلق أبواب ما يسمى بـ"المجمع الانتخابي" للحزب الوطني، حسمت ميزانية رجل الأعمال أكمل قرطام مقعد "الفئات" في "المجمع" لخوض انتخابات مجلس الشعب على قوائم الحزب بدائرة البساتين ودار السلام بجنوب القاهرة.

 

ويأتي تقدُّم قرطام وسط الميزانية المفتوحة التي رصدها، مستغلاًّ حالة الفقر والاحتياج التي تجتاح منطقة واسعة من الدائرة، ويقوم في ذلك بضخ ملايين الجنيهات على شكل رواتب شهرية ومساعدات للأيتام والأرامل، وتنظيم رحلات مجانية للشباب في أنشطة ظاهرها خيري، فيما تبطن غرضًا انتخابيًّا يحاول قرطام من خلالها الثأر من منافسه اللدود النائب محمد المرشدي، بعد إنفاقه نحو 20 مليون جنيه- بحسب مراقبين- في انتخابات 2005م، إلا أن التقسيم الجديد أبعد المرشدي عن ساحة المعركة مع قرطام؛ ليغرد الأول منفردًا في دائرة المعادي والطروات التابعة لمحافظة حلوان.

 

وأكدت مصادر مطلعة داخل الحزب الوطني لـ(إخوان أون لاين) أن نقطة الضعف الوحيدة لدى قرطام تكمن في عدم تمتعه بقبول عند المهندس أحمد عز أمين التنظيم بالحزب، ورجحت المصادر أن يحسم نفوذ قرطام وعلاقاته المتميزة بالقيادات الوسطى بالحزب المعركة لصالحه، فضلاً عن إمبراطوريته الاقتصادية المتمثلة في ملكيته لشركة "صحاري" للخدمات البترولية، وشراكته لخاله رجل الأعمال صلاح دياب في جريدة (المصري اليوم) وشركة "بيكو" العملاقة للخدمات الهندسية.

 

ويتفوق قرطام على أقرب منافسيه تاجر الرخام البساتيني سعيد حفني شبايك الذي يترشح للمرة الأولى في المجمع الانتخابي للحزب الوطني، مرتكزًا على نصيب قليل من الشعبية والقبلية العائلية بمنطقة البساتين، واعتماده على مصنع الرخام الذي يمتلكه بمنطقة شقِّ الثعبان، وقالت مصادر مقرَّبة من شبايك إنه لا يستبعد الترشح مستقلاً وخوض المعركة، في حال استقرار الحزب الوطني على قرطام مرشحًا له على مقعد "الفئات".

 

وفي الجزء البعيد من الصورة يبدي الدكتور جمال سلامة أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس وشقيق أحمد سلامة عضو مجلس الشورى أملاً في كسب أنصار شقيقه، إلا إنه لا يمتلك رصيدًا شعبيًّا أو رضاءً حزبيًّا يؤهله إلى خوض الانتخابات.

 

وعلى مقعد "الفئات" أيضًا يترشح عدد من الوجوه القديمة التي اعتادت المشاركة والدخول في معركة تفتيت الأصوات، أمثال المحاسب عادل عبده مصطفى "وجيه الجزار"، وعبد الباري أبو سريع "الكابتن ظريف"، وإبراهيم أبو خالد.

 

وعلى عكس مقعد "الفئات" الذي يبدو محسومًا تظهر حدة اشتعال المنافسة والصراع محمومًا على مقعد “العمال" بين علاء حافظ غالي نجل النائب السابق محمد غالي آخر نواب الدائرة "البساتينية" الذي شغل مقعد "الفئات" على مدار دورتين متتاليتين من 1990م إلى 2000م، والوافد الجديد على المنطقة حشمت أبو حجر سليل عائلات الصعيد، مرتكزًا على عضويته لمجلس المحافظة والأمانة العامة للشباب بالحزب الوطني.

 

وإلى حد كبير يفتقد المرشحان القاعدة الجماهيرية التي تمكنهما من البقاء في الصراع، إلا أن غالي يتمتع بقدر من الشعبية في منطقة البساتين، كونه نجل نائب سابق ينحدر من أصول البساتين، في الوقت الذي يتمتع فيه أبو حجر بدعم حزبي قوي.

 

ويدخل إلى حلبة الصراع على استحياء خالد حفني غالي، والذي تنازل لعمه محمد حافظ غالي عن خوض جولة الإعادة عام 1990م، تطبيقًا لمبادئ عائلية، فيما يبتعد عن المنافسة على مقعد "العمال" مرشحون آخرون، أمثال عبد الرحمن فتوح، ودرويش عجمي.