- قيادي "وطني": المجمعات مزورة وسندعم المعارضة

- د. عمار حسن: انعكاس لثقافة التزوير التي رسخوها

- صبحي صالح: مسرحية تفجر صراعات داخل الحزب

- سعد عبود: لو الانتخابات في أُسرهم لن تفلت من التزوير

- د. أحمد دراج: نصب سياسي يوجهه الحزب إلى الخارج

 

تحقيق- أحمد الجندي:

كما كان متوقعًا.. لم يعلن الحزب الوطني أمس الأحد عن نتائج مجمعه الانتخابي وأسماء مرشحيه للانتخابات البرلمانية المقبلة؛ ما فسره المراقبون بتخوف قياداته من الانشقاقات التي ستصاحب الإعلان والتحالفات المضادة التي سيؤلفها مشتاقو الوطني- ممن لم يحظوا بترشيح المجمع- ضد الحزب ومرشحيه.

 

وقد شهد مجمع الوطني الانتخابي جميع صور الفساد التي يرعاها الحزب داخليًّا وخارجيًّا من بلطجة، و"خناقات" ورشاوى، وشراء أصوات، وسب وتشهير وغيرها، والأكبر من ذلك كله هو أن أعضاء الحزب أنفسهم متأكدون أن النتيجة النهائية هي ما سيعتمده أمين التنظيم أحمد عز، وليس ما سيأتي به التصويت المزور.

 

ويؤكد الخبراء أن نتائج المجمعات ستفجر خلافات وانشقاقات وصراعات بين أعضاء الحزب، من أصحاب المصالح الذين سيحاربون من أجل الحصول على نصيبهم من الكعكة، ولن يرضوا أبدًا "أن يخرجوا من المولد بلا حمص"، ولو اضطروا لمساعدة مرشحي الإخوان والمعارضة، متبعين سياسة "فيها لأخفيها"، وهو ما أعلنه الكثير منهم في بعض الدوائر.

 

وصرح أحد أعضاء الحزب الوطني- رفض ذكر اسمه- لـ(إخوان أون لاين) أنه وكثيرين من أعضاء الحزب سيساندون مرشحي الإخوان المسلمين "طالما إنهم هيزوروا للي عايزه أحمد عز"، منتقدًا حالة الغموض التي تخيم على انتخابات المجمع الانتخابي للحزب، وعدم إعلان النتائج.

 

ويضيف أن أمين التنظيم في الحزب الوطني يفرض على أمانات الحزب بالمحافظات اختيار مرشحين بعينهم، ويجبرون بعض المتقدمين للمجمع الانتخابي على التنازل لصالح الوزراء وأعضاء لجنة السياسات، بغضِّ النظر عن شعبية المتنازل له أو وجوده بالدائرة.

 

(إخوان أون لاين) عرض مهزلة مجمع الوطني الانتخابي على الخبراء والبرلمانيين؛ لاستطلاع رأيهم فيه وفي نتائجه، وتوقعاتهم حولها بالتحقيق الآتي..

 

شلة منتفعين

 الصورة غير متاحة

 د. عمار علي حسن

يوضح الدكتور عمار علي حسن مدير مركز دراسات الشرق الأوسط أن خلافات وانشقاقات مرشحي الحزب الوطني، وتزوير الانتخابات الداخلية في الحزب أمر متوقع؛ لأن أعضاءه عبارة عن شلة من المنتفعين تحلق حول رئيس الجمهورية، من أجل تغطية مصالحها، وتعزيز فرصها في تحقيق أطماعها ومصالحها الشخصية، والبرلمان بالنسبة لهم أحد المراحل المهمة في تحقيق ذلك الهدف.

 

ويقول: عندما يكون المجمع الانتخابي هو معيار الترشيح باسم الحزب فمن الطبيعي أن يتم التعامل بنفس الطريقة التي يتعامل بها الحزب الوطني في الانتخابات من شراء أصوات وتزوير؛ لأن كلاًّ منهم يدرك أنه إذا اختاره المجمع فهو معناه نجاحه في الانتخابات، وبالتالي الإنفاق لن يكون كبيرًا في انتخابات حددها الحزب، وحدد من سيفوز بها من خلال خطته التزويرية.

 

ويرجح د. عمار حسن وقوع انشقاقات داخل الحزب نتيجة الصراع الموجود داخله أصلاً بين قياداته من الحرس القديم والحرس الجديد؛ حيث يسعى كلٌّ منهما لبسط نفوذه وسيطرته على البرلمان الجديد في انتظار صراع قادم على السلطة.

 

ويشير إلى أن ما يحدث داخل الحزب الوطني هو انعكاس للثقافة المشبوهة التي رسخها الحزب الوطني على مدار 40 عامًا؛ فهي ثقافة تقوم على شراء الذمم وحرمان المنافسين من خوض انتخابات نزيهة، وإلحاق المعارضة بالسلطة عبر فرض القوانين الاستثنائية مثل قانون الطوارئ، وشراء ذمم الأحزاب، وتفجير المشاكل داخل الأحزاب من أجل الاحتفاظ بأغلبية ميكانيكية، تُمكن الحزب من تمرير القوانين التي تخدم مصالح شلة المنتفعين الذين يسيطرون عليه.

 

ويوضح أن هذه الخلفية هي التي تجعل أعضاء الحزب الوطني يتصارعون من أجل الفوز بترشيحات المجمع الانتخابي؛ لأنهم يدركون أن الانتخابات القادمة ستكون مزورة، وترتيبات السلطة في الفترة المقبلة تقتضي أن يكون المجلس بشكل معين، مضيفًا أن المجمع هنا يعد الجزء الأكبر من المعركة.

 

ويقلل د. عمار من تأثير انقلاب بعض مرشحي الحزب المحرومين من الفوز بالمجمع الانتخابي بسبب تزوير نتيجة المجمع الانتخابي على الحزب، وتأييدهم للمعارضة والمستقلين ضد مرشحي الحزب، موضحًا أن تأثيرهم كان من الممكن أن يكون حقيقيًّا في حالة أن هناك انتخابات نزيهة، أما في ظل الوضع الحالي والمقاعد محددة مسبقًا، والانتخابات معروفة نتائجها فالأمر سيكون غير مؤثر.

 

ويضيف أن تأثير الانقلابات على الحزب ستكون مؤثرة في الأماكن التي تسيطر عليها عصبيات قبلية شديدة، ومن الممكن أن يكون هناك عنف في دائرةٍ ما، فمن الممكن أن ترضخ السلطة وأجهزة الأمن للضغط الشعبي، مشيرًا إلى أن النتيجة ستكون مزورة باستثناء هذه القلة التي تستطيع حماية صندوق الانتخابات.

 

سبوبة!

 الصورة غير متاحة

صبحي صالح

ويقول النائب صبحي صالح عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين إن المجمعات الانتخابية للحزب الوطني ما هي إلا مسرحية هزلية، وليست انتخابات حقيقية، بدليل أن ترشيحات الوزراء تتم خارج المجمعات الانتخابية، فضلاً عن أن الحزب يرغم المرشحين على التنازل لصالح الوزراء وأعضاء لجنة السياسات والشخصيات المقربة من أمين التنظيم.

 

ويضيف أن هذه المجمعات تعد "سبوبة" كبيرة للحزب الوطني، "وباب رزق" يجلب عليهم الكثير من الأموال التي يجمعونها من الراغبين في الترشح في الانتخابات البرلمانية، والكل يدفع، موضحًا أنها تعد نوعًا من السيطرة على الأفراد.

 

ويوضح أنها ليس لها أية قيمة على الإطلاق؛ لأنه لا يوجد فيها فرز ولا إعلان نتائج، ولا يعرف الناس ما يتم بداخلها؛ لأن الأوراق تُجمع وتذهب إلى القاهرة، وتكون النتيجة وفق ما يراه أمين التنظيم وليس وفق النتائج الحقيقية لهذه الأوراق.

 

ويؤكد صالح أن هذه المجمعات ستكون وبالاً وبلاءً على الحزب الوطني؛ لأنها ستفجر صراعات بين الأعضاء لأنهم ليسوا إلا "شلة" من أصحاب المصالح والمنتفعين، فالكل سيحارب من أجل مصلحته الشخصية خاصة؛ لأنه لا يرى مبررًا واضحًا لاختيار غيره للترشح على قوائم الحزب.

 

ويضيف أن هذه الصراعات والضغائن تفتح باب الخيانة، ومن ثمَّ الانقلاب على مرشحي الحزب في الانتخابات ومعاداة الحزب في شخصهم، والتحالف مع مرشحي المعارضة والمستقلين، والسعي الحثيث لإسقاطهم في الانتخابات؛ ولذلك فالمجمعات هذه تعزز فرص فوز مرشحي المعارضة في الانتخابات القادمة.

 

تزور أو تموت!

 الصورة غير متاحة

سعد عبود

ويؤكد النائب سعد عبود عضو مجلس الشعب عن حزب الكرامة تحت التأسيس، أنه لا توجد شفافية داخل مجمعات الحزب الوطني الانتخابية لأنها مزورة؛ لذلك لا يمكن للحزب أن يعلن نتائجها أمام أعضائه خوفًا من الانقلابات التي من الممكن أن تحدث ضد الحزب، موضحًا أن غياب الشفافية وعدم الإعلان عن نتائج المجمعات الانتخابية يعد استهزاءً بأعضاء الحزب الوطني من قِبل القيادات وأمين التنظيم.

 

ويضيف أن الحزب الوطني يزور جميع الانتخابات التي يشارك فيها حتى لو كانت انتخابات داخلية؛ لأن التزوير بالنسبة لهم كالماء للسمك، فمن لا يزور يموت وينتهي داخل الحزب.
ويقول إن أعضاء الحزب الوطني لو أجروا انتخابات داخل أُسرهم سيزورونها؛ لأنهم تربَّوا على سياسة التزوير، موضحًا أنهم لا يثقون في بعضهم؛ لأنهم لا يثقون أصلاً في أنفسهم، فالتزوير من تركيبتهم النفسية والأخلاقية التي تربَّوا عليها.

 

ويضيف أن أحد أعضاء الحزب الوطني قال له إن الحزب أعلن أن نصيب القيادة 1% فقط من الترشيحات، ولكنه أكد له أن الواقع عكس ذلك تمامًا فنصيب القيادة 99% من اختيارات المرشحين.

 

ويؤكد أن المجمعات الانتخابية للوطني سوف تأتي بنتائج عكسية تضر الحزب الوطني، موضحًا أن الضرر يأتي في أمرين هما: أنها انتخابات غير جدية ونتائجها غير معلنة، والكل يعتقد أنه الأجدر فلن يعترفوا بنجاح أحد، وسينقلبون على الحزب لأنه لا يجمعهم فكر واحد ولا أخلاق ولا عقيدة، لأنهم مجموعة من المنتفعين، والثاني أنهم سيقومون بأفعال مضادة ضد مرشحي الحزب الوطني، ولن يراعوا أنهم في يوم من الأيام كانوا أعضاء في حزب واحد.

 

ديكور!

 

د. أحمد دراج

ويوضح الدكتور أحمد دراج عضو الجمعية الوطنية للتغيير أن التزوير يجري في دماء الحزب الوطني حتى داخل المجمعات الانتخابية، مؤكدًا أن المجمعات الانتخابية للحزب الوطني شكلية وهي نوع من النصب السياسي، ولا يوجد انتخابات حقيقية لأن أعضاء الحزب الوطني ليس لديهم ضمير لإجراء انتخابات نزيهة.

 

ويقول: المجمعات الانتخابية للحزب الوطني ليست موجهة للشعب ولأعضاء الحزب لكي يختاروا المرشحين حسب شعبيتهم، ولكنه موجه للخارج في إطار الديكور الديمقراطي للحزب الوطني.

 

ويضيف: ليس هناك مجمع انتخابي محترم، ولكن قيادات الحزب الوطني تبحث عمن سيدفع أكثر ويفوز بترشيح المجمع الانتخابي، بغضِّ النظر عن شعبيته، هذا فضلاً عن أن الوزراء المرشحين لمجلس الشعب في دوائرهم لا يدخلون مجمعًا انتخابيًّا؛ لأنه ليس معقولاً أن يسقط الوزير في المجمع الانتخابي أمام مرشح له شعبية في الدائرة، وهو ما يؤكد فشل هذه التجربة.

 

ويؤكد أن أعضاء الحزب الوطني لا يملكون قرار اختيار مرشحيهم بأيديهم، وإنما يسيرون بإشارة من أحمد عز أمين التنظيم، الذي يوجههم إلى من يريده النظام.