- المرأة وأسيوط أولويات برنامجي الانتخابي

- اعتدت التوفيق بين البيت والعمل الاجتماعي

- البرلمان فرصة لتطبيق برامجنا النظرية

 

حوار: مصطفى شاهين

لم يكن مفاجئًا لأهالي أسيوط قرار الإخوان المسلمين بترشيح السيدة وفاء مصطفى مشهور، على مقعد (كوتة المرأة- فئات) بالمحافظة، فقد تعلَّمت من والدها المربي الرباني والمرشد العام الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين رحمه الله، الحرص على حسن معاملة الناس والاستفادة من كل دقيقة لخدمتهم، ما كوَّن لها شعبية كبيرة بين أهالي المحافظة، نتيجة التواجد المستمر مع كل الشرائح السنية والاجتماعية، والانشغال بهمومهم.

 

وقد زاد من خبرتها رصيدها الدعوي والمشاركات بالعمل العام في العديد من الدول، فقد عملت بالمركز الإسلامي بميونخ في ألمانيا، في مجال التوعية والتأهيل التربوي للمعلمات، وساهمت في تأسيس المناهج والوسائل التربوية لمجموعة مدارس وحضانات دار حراء الإسلامية بجمعية الدعوة وتنمية المجتمع بأسيوط.

 

كما عملت كموجهة تربوية في إدارة المعاهد العلمية باليمن، وفي تأسيس أول مدرسة خاصة باليمن تحت اسم مدرسة النهضة، إضافةً إلى مشاركتها في العديد من الأنشطة المجتمعية والمنتديات الأكاديمية.

 

(إخوان أون لاين) التقى السيدة وفاء مشهور زوجة الدكتور محمد عبد الجواد، أستاذ متفرغ بكلية الهندسة وأحد قيادات الإخوان بأسيوط، ومرشحة الإخوان على مقعد الكوتة (فئات) بمحافظة أسيوط، وكان لنا معها هذا الحوار..

 

* بداية ما أسباب ترشحكم لهذه الانتخابات؟

** هناك العديد من الأسباب، في مقدمتها أن التمثيل في المجالس النيابية يعد أحد سبل الوصول للإصلاح، لذا فهو واجب شرعي ووطني على كل مَن لديه إمكانيات التمثيل، وخاصةً المهتمين بالإصلاح والتغيير، إلى جانب أن التواجد في البرلمان ينقل البرامج والأطروحات من المستوى النظري التجريدي إلى العملي التجريبي والاحتكاك العملي باحتياجات الجمهور.

 

كما أنه فرصة ليتعرف المجتمع المصري على أصالة ومرونة المشروع الإسلامي، غير أن الحضور الميداني في العديد من شرائح المجتمع الأسيوطي شجعني على ذلك، وهو أيضًا استثمار فرصة طرح كوتة خاصةً للمرأة، تمثل منبرًا مهمًّا لتبني قضايا عديدة، طالما تمنيت أن يكون لي دور في تبنيها ورفعها للمستويات المختلفة.

 

وقد طالبني الكثير من الشخصيات العامة وأهالي محافظة أسيوط الذين تربطني بهم علاقة طيبة، عبر المشاركة في العديد من الأنشطة والفعاليات داخل المحافظة، بالترشح للانتخابات المقبلة.

 

* ماذا تنوين تحقيقه لأبناء دائرتك؟

** سأبذل قصارى جهدي بالدرجة الأولى للمشاركة في حلِّ مشكلات المرأة العاملة، والتي لديها العديد من الاحتياجات مثل: توفير حضانات للرضع بأسعار مناسبة، مشكلة المواصلات، ترشيد الاستهلاك في ظل حالة الغلو الفاحش، إضافة إلى المشاركة مع المهتمين للحد من مشكلة التسرب من التعليم، بتوفير الإمكانات المادية والبشرية وتطوير المناهج، لتساعد على جذب التلاميذ وتشجيع أولياء الأمور على الدور الإيجابي في ذلك، ورعاية الأسرة، خاصةً مشكلات الطلاق وتقديم برامج ودورات تأهيل للزواج.

 

وكذلك تقديم الدعم والمساندة لذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفير العديد من المراكز التي تحتوي على الأدوات والأجهزة التي يحتاجونها، هذا بالإضافة إلى العديد من القضايا والاحتياجات العديدة للشعب الأسيوطي، الذي يحتاج للكثير والكثير من الجهد لرفع مطالبه واحتياجاته للمسئولين.

 

رقابة وتشريع

* ما برنامجكم الرقابي والتشريعي؟

** برنامجي الرقابي والتشريعي قائم بصورة أساسية على عدة محاور مهمة، سوف أسعى للعمل على تحقيقها، بالتعاون مع زملائي من نواب ونائبات الإخوان خلال الدورة البرلمانية المقبلة، وهي الإصلاح السياسي، وإطلاق الحريات، وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية، وتوفير تنمية متكاملة حقيقة في المجالات كافةً؛ لنصل في النهاية لاستعادة الريادة المصرية الإقليمية والدولية.

 

لذا سوف أعمل على المشاركة في سنِّ التشريعات والقوانين التي تُساهم في تحقيق وتفعيل تلك المحاور، والعمل على إجراء تعديل في بعض مواد الدستور وبعض مواد القوانين الخاصة بالسلطة القضائية، وقانون مباشرة الحقوق السياسية، وقانون الإدارة المحلية، وقانون النقابات ومراقبة أداء الحكومة في المجالات كافة.

 

* يعلم الجميع أن السيدة وفاء ربة منزل مميزة، فهل يؤثر نشاطك بالانتخابات على بيتك؟

** أنا حاليًّا متفرغة لوظيفتي كموجهة تربوية لمجموعة مدارس دار حراء الإسلامية، وبعض أعمالي المجتمعية الأخرى، وبدون شك أن المسئوليات التي كنت أتحملها في المنزل أصبحت أقل من السابق، بعد زواج أبنائي واستقرارهم في حياتهم الجديدة، ومن خلال ترتيب الأولويات والتوازن بين المهام، أعتقد أن الأمر سيكون ميسرًا بإذن الله، خاصة مع موقف زوجي الداعم، ودوره الكبير في تحفيزي وتشجيعي على الترشح، كما يقوم بمعاونتي ومساعدتي.

 

وبفضل الله اعتدت منذ زواجي التوفيق بين البيت والمسئوليات الدعوية، وأهتم بتوعية الشباب والفتيات المقبل على الزواج بكيفة التوفيق بين الأمرين؛ فالمرأة لا يكتمل دورها في المجتمع مهما كان، إلا إذا وفَّقت في بيتها وتربية أولادها ولبَّت احتياجات زوجها، فمن هنا يكمن الاستقرار الاجتماعي، ويخرج جيل متزن مستقر نفسيًّا واجتماعيًّا، قادر على مواجهة الحياة.

 

وخلال فترة زواجي ومنذ حوالي 37 سنة، كنت أرتب أولوياتي، بحسب احتياجات المنزل من تربية للأولاد واحتياجات الزوج وصلة الرحم وإدارة المنزل، وأحسب أن تجربتي في ذلك كانت موفقة، والحمد لله بفضله تعالى ثم بفضل تعاون زوجي معي، وباهتمامي منذ البداية بتربية الأبناء تربية متوازنة شاملة، فكنت رغم انشغالي لا أتغيب عن الصغار إلا وأنا أضمن قضاءهم لأوقاتهم فيما يفيد، وكنت ووالدهم نكمل بعضنا بعضًا في ذلك، وفي مرحلة نضجهم تربوا على تحمل المسئولية منذ الصغر سواء ابنتي أو أبنائي الثلاثة الذين أفخر بهم والحمد لله.

 

والتوفيق بين أولويات المنزل والعمل المجتمعي لا يأتي وليد اللحظة، وإنما هي خطوات تبدأ من السنوات الأولى للزواج، وتتيسر مع الوقت؛ لأنها تكون بمثابة ثقافة أسرة بأكملها، وهذا ما تعلمته من تربية والدي رحمه الله لي، ومارسته مع أبنائي.

 

* ما الرسالة التي تريدين توجيهها إلى أبناء دائرتك؟

** أقول لأبناء دائرتي.. أمامنا فرصة حقيقية، يجب ألا نفوتها، وعليهم أن يسعوا بكل جهدٍ إلى أن يكون لهم دور فاعل في الانتخابات المقبلة، وأن يحرصوا على أن يختاروا الأصلح والأنسب لوطنهم ولمجتمعهم، متجاوزين كل العصبيات والمصالح الشخصية.