وهبنا الله من فضله ونعمه علينا، أراضي وأوطانًا وديارًا واسعة وممتدة، نَدُرَ إن كان لأمم غيرنا مثلها.

 

فتبلغ جملة مساحة الأرض العربية حوالي 14,3 مليون كيلومتر مربع؛ أي ما يوازى حوالي 10% من جملة مساحة اليابسة في العالم.

 

ولقد استحققنا هذه الديار بفضل جهاد ونضال أجدادنا على مرِّ العصور منذ الفتح العربي الإسلامي وما قبله.

 

فلقد قاتل واستشهد من أجل هذه الديار العربية، أكثر من خمسين جيلاً متصلاً لكي يستطيع جيلنا والأجيال التالية أن تعيش وتستقر في أمانٍ على هذا الأرض الطيبة.

 

*****

ولكننا للأسف أصبحنا مثل الأبناء العَقَقَة، والسفهاء وذوي الغفلة، لم نحمِ ولم نحافظ على ميراثنا الغالي الذي لا يمكن تعويضه.

 

فالأوطان التي تفقد لا تُعوَّض، فالكرة الأرضية قد تقسَّمت وتوزَّعت إلى الأبد بين الأمم والشعوب، ولم يعد بها أوطان فائضة لمَن يرغب، فمن يفقد وطنه سيخرج من الجغرافيا ومن التاريخ.

 

- انهزمنا أمام الاستعمار الأوروبي منذ القرن التاسع عشر وتركناه يحتل بلادنا وينهبها ويعيق تطورنا ونهضتنا ويقسمنا ويجزئنا.

 

- ثم عجزنا عن منع هجرات اليهود الصهاينة إلى فلسطين.

 

- ثم تركناهم يغتصبون معظمها في 1948م ويغتصبون ما تبقَّى منها في 1967م.

 

- وبددنا ثرواتنا من النفط وعوائده في بنوك أوروبا وأمريكا

 

- وسمحنا للعدو الأمريكي باحتلال الخليج والعراق

 

- وها هو جنوب السودان ينتزع منا بمساحته التي تعادل 4% من مساحة الوطن العربي

 

- ودارفور في الطريق، والتي تبلغ مساحتها حوالي 3,6% من مساحة الأرض العربية.

 

- ثم الأكراد في طريقهم إلى انتزاع شمال العراق العربي، والذي تبلغ مساحته حوالي ستة في الألف من مساحة الأرض العربية أو ما يعادل ثلاثة أضعاف مساحة فلسطين.

 

- ليلحقوا جميعًا بالإسكندرونة والأحواز وسبتة ومليلة التي لم يعد أحد الآن يتذكرها.

 

- والديار التي لم نفقدها بعد، فقدنا فيها حرية واستقلال الإرادة، فسلمنا قيادنا ومصيرنا وشئوننا طواعية للأمريكان وحلفائهم من حكامنا، يفعلون بها ما يشاءون.

 

فهل نفيق ونعود مرةً أخرى إلى التاريخ؟ أم نترك ما تبقَّى من أوطاننا يتبدد أمام أعيننا؟

الله أعلم.

----------

* [email protected]