دخل التونسيون التاريخ من أوسع أبوابه؛ حيث أجبرت الانتقاضة الشعبية الرئيس زين العابدين بن علي على الرحيل، فيما قال محمد الغنوشي، رئيس وزراء تونس، اليوم الجمعة إنه تولَّى السلطة من الرئيس زين العابدين بن علي بصفة مؤقتة، وتعهَّد الغنوشي- في كلمة تلفزيونية- باحترام الدستور واستعادة الاستقرار.

 

كما تعهَّد في الكلمة التي بثَّت على الهواء مباشرةً بتنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أعلنت، وذلك بالتشاور مع كل الأطراف السياسية، بما فيها الأحزاب السياسية والمجتمع المدني.

 

ودعا المواطنين إلى التحلي بالهدوء بعد فترة من الاضطرابات التي وقعت فيها، وحثّ كل الجهات المعنية في البلاد على التحلِّي بالروح الوطنية والوحدة؛ لتمكين البلاد من الخروج من الأزمة الراهنة.

 

وظهر إلى جانب الغنوشي في الخطاب رئيس مجلس النوب فؤاد المبزع ورئيس مجلس المستشارين عبد الله القلال.

 

وقال خبير دستوري لـ"الجزيرة" إن تولي الوزير الأول "مغالطة كبيرة"، استعمل فيها الدستور لخدمة مصالح بن علي.

 

وكانت مصادر قالت لـ"الجزيرة" في وقت سابق إن بن علي غادر البلاد، وأضافت المصادر أن الأمن التونسي اعتقل أفرادًا من عائلة الطرابلسي أصهار بن علي، لدى محاولتهم مغادرة مطار تونس قرطاج الدولي.

 

وكانت مظاهرات عارمة جابت مدن البلاد الجمعة، كان أضخمها في العاصمة تونس؛ حيث تجمع عشرات الآلاف أمام وزارة الداخلية، متحدين القنابل المدمعة التي أطلقتها الشرطة.

 

وفي أول ردود الفعل الدولية، قال البيت الأبيض إنه يعتقد أن الشعب التونسي له الحق في اختيار زعمائه وإنه سيتابع أحدث التطورات عن كثب.

 

من جهته قال قصر الإليزيه إنه ليس لديه معلومات عن شائعات عن وصول بن علي إلى باريس.

 

يُذكر أن بن علي تولَّى رئاسة تونس بعد انقلاب أبيض على الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة في السابع من نوفمبر 1987م.